وسائل اعلام أجنبية عدة نشرت في اليومين الماضيين معلومات مختصرة عن لوحة ألوان، كان يستخدمها فنان عاش في مصر الفرعونية بين 1.390 الى 1.352 قبل الميلاد، من دون أن تذكر أي منها، سبب تطرقها للوحة التي عثرت عليها بعثة آثار بريطانية في "طيبة" التي كان المصريون القدماء يسمونها "واست" بلغتهم، والبعيدة داخل مدينة الأقصر في الجنوب المصري أكثر من 670 كيلومترا عن القاهرة، الا أن أحدا لا يدري من كان ذلك الفنان تماما. اللوحة، وهي قطعة واحدة من العاج، طولها 17.5 سنتيمترا، وفيها 6 مستوعبات محفورة بيضاويا لوضع الألوان، اقتناها اللورد البريطاني Carnarvon قبل أشهر قليلة من وفاته في 1923 بالقاهرة، وهو عام عثروا ببدايته عليها، وفق ما قرأت عنها "العربية.نت" في ما نشره موقع Ancient Origins المتخصص بالآثار وتوابعها، ثم تنقلت على ما يبدو بين عدد من المالكين حتى اقتناها متحف شهير عالميا، ومعروضة فيه حاليا للزوار، هو Metropolitan Museum of Art بنيويورك. ويجد المتأمل بصورة اللوحة، أنها لا تزال تحتوي على بقايا الأصباغ التي كان يستخدمها الفنان الذي عاصر الفرعون أمنحتب الثالث لاعداد رسوماته، وهي أصباغ زرقاء وخضراء وبنية وصفراء وسوداء وحمراء. وكان، هو وغيره من الفنانين، يمزجون أصباغ ألوانهم بمعادن يتم طحنها بمراجل حجرية، ثم يخلطون الناتج بماء ومادة صمغية، يستخرجونها من الخشب أو بياض البيض لصنع ألوان تلصق بالجدران أو الأخشاب أو ورق البردي، بحيث تستمر زاهية طوال آلاف السنين. وأهم الأصباغ، كان اللون "الأزرق الفرعوني" الشهير، والذي بدأ الفراعنة بانتاجه منذ أكثر من 5.000 عام، بتسخين مزيج من مركبي الكالسيوم والنحاس، مع رمل معروف باسم Silica الثنائي التأكسد، اضافة الى الملح المستخرج من رماد بعض النباتات المحروقة، كما والصودا "ثم الاحتفاظ بالصبغة الثمينة لانتاج أروع الأعمال الفنية، لذلك كان الأزرق لون السماء ولو الكون بأسره، ولون مياه والنيل، وأهم ما يزيّنون به التماثيل واللوحات والقبور والتوابيت والخزف" بحسب ما ورد بدراسة أعدها فريق من علماء مختبر Lawrence Berkeley الوطني في كاليفورنيا.
مشاركة :