الهدنة بين حماس وإسرائيل بين حسابات الربح والخسارة

  • 5/23/2021
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

أنهى وقف إطلاق النار الذي جاء بوساطة مصرية موجة القتال الأخيرة بين إسرائيل وحماس. لكن التصعيد الأخير يثير تساؤلاً مفاده من الفائز ومن الخاسر؟ اندلعت اشتباكات بين الفلسطينيين والشرطة الإسرائيلية في ساحة المسجد الأقصى بعد اقل من 12 ساعة من سريان وقف إطلاق النار بدأ سريان تنفيذ وقف إطلاق المتفق عليه ليلة الخميس، فيما زعمت إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة تحقيق الانتصار في الصراع العسكري الذي امتد لأحد عشر يوماً. وفي مقابلة مع DW، قال البروفسور إيكارت فيرتس، مدير المعهد الألمانى للدراسات الدولية والإقليمية في هامبورغ (GIGA)، إن "(رئيس الوزراء الإسرائيلي) بنيامين نتنياهو وحماس من خرجا فائزين من هذا الصراع". وفيما يتعلق بنتنياهو، يوضح فيرتس أن العملية العسكرية في غزة عملت على توجيه الأنظار بعيداً عن فشله في تشكيل حكومة جديدة ،  عقب انتخابات رابعة تشهدها إسرائيل خلال عامين أسفرت عن نتائج غير حاسمة. كذلك أدى الصراع إلى تاجيل مؤقت لقضايا الفساد التي تنظر فيها المحكمة ضده. أما بالنسبة لحماس، فوفقاً لفيرتس، فقد استطاعت الحركة تقديم نفسها باعتبارها "حارس" المصالح الفلسطينية في الضفة الغربية وأيضاً في أي نزاع فلسطيني-فلسطيني، وذلك على عكس الرئيس الفلسطيني محمود عباس. تدني شعبية عباس من المؤكد أن عباس لا يروق له إقدام اللاعبيين الدوليين في المنطقة على التفكير في إجراء مفاوضات مباشرة أو غير مباشرة مع حماس، رغم تصنيفها منظمة إرهابية من قبل الحكومة الألمانية والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وبعض البلدان العربية. حتى أن المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل ذكرت عقب التوصل إلى هدنة ليلة الخميس أن من الضروري الحفاظ على تواصل غير مباشر مع حماس. وبغض النظر عن مستوى قبول حماس، فإن الأمر الذي بات جلياً هو أن عباس - الذي أرجأ في أبريل/ نيسان الماضي عقد أول انتخابات فلسطينية عامة تجرى منذ 15 عاماً – خرج من هذا الصراع العسكري الأخير أضعف مما سبق. وفي هذا السياق، أشارت عدد من وسائل الإعلام العربية وأيضاً صحف في إسرائيل إلى أن عباس يعد "الخاسر الأكبر"، إذ ذهبوا إلى القول بأن "أبا مازن" فقد حتى اهتمام الفلسطينيين، فيما لم يعد يُنظر إليه من قبل العديد من الأطراف على الساحة الدولية باعتباره "لاعباً ذا تأثير" فيما يتعلق بالصراع الإسرائيلي-الفلسطيني. هل بات وضع عباس ضعيفا بعد التصعيد الأخير؟ التداعيات الإقليمية والدولية دوليأ، تعد مصر من بين الرابحين الإقليميين من التصعيد الأخير في غزة، خاصة أنه من المحتمل أن دور الوساطة الذي لعبته في التوصل إلى هدنة سوف يعزز موقفها بالنسبة للولايات المتحدة باعتبارها لاعباً إقليمياً قوياً في المستقبل. ويبدو أن وسائل الإعلام المصرية باتت متأكدة من هذه النتيجة. ففي تصريحات لوسائل الإعلام المصرية الرسمية، قال ياسر الهضيبي، نائب رئيس حزب الوفد الليبرالي واستاذ القانون الدستوري وحقوق الإنسان، إنه يعتقد بقوة أن مصر باتت "نموذجاً يحتذى به" فيما يتعلق بالتعامل مع القضية الفلسطينية. لكن نيل كويليام، الزميل المشارك في مركز أبحاث "تشاتهام هاوس" في لندن، أشار في مقابلة مع DW إلى أن الجانب المهم في هذا الأمر "أننا يمكننا القول بأن مصر أكدت مرة أخرى على قدرتها على الاستفادة من علاقاتها مع إسرائيل، حتى ولو كانت محدودة". اشتباكات بين القوات الإسرائيلية والمصلين الجمعة في ساحة المسجد الأقصى من جانبه، يقول البروفسور إيكارت فيرتس إنه يتعين علينا الانتظار لنرى ما إذا كان حلفاء إسرائيل من الدول العربية سيحافظون على العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية مع الدولة العبرية، مضيفاً أنه "على الرغم من إبرام اتفاقات أبراهام، فإن من غير الواقعي افتراض تعزيز العلاقات بين الدول العربية وإسرائيل من دون حل القضية الفلسطينية بشكل مسبق". وعلى المستوى العالمي، فإن الأيام الأحد عشر الماضية قد أعادت النقاش حول حل الدولتين إلى الانظار والاهتمام العالميين. فبعد دقائق من بدء سريان وقف إطلاق النار، غرد الرئيس الأمريكي جو بايدن على "تويتر" قائلاً إن " "الفلسطينيين والإسرائيليين على حد سواء يستحقون أن يعيشوا في أمن وأمان وأن ينعموا بدرجات متساوية من الحرية والازدهار والديمقراطية". كما تعهد بايدن بمواصلة "إدارتي دبلوماسيتنا الهادئة الراسخة لتحقيق هذه الغاية". المدنيون دفعوا الثمن وبعيداً عن السياسة، فإن المدنييين هم من تحملوا وطأة هذا الصراع بشكل كبير . فقد حذر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA) من أن الوضع الإنساني في قطاع غزة بات صعباً للغاية مع تشريد أكثر من 71 ألفاً داخل القطاع. هذا وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية الجمعة ارتفاع عدد القتلى في القطاع إلى 243، فيما قٌتل 13 إسرائيليياً جراء القتال. حول ذلك، يقول فيرتس لـDW إن "المدنيين من كلا الجانبين هم الخاسرون من هذه الحرب". وفي إسرائيل، تفاقم الوضع إلى مستوى لا يعرف مداه حتى اليوم فيما يتعلق بالتوتر الداخلي بين اليهود والعرب داخل البلاد، ما قد يدفع الوضع إلى حافة حرب أهلية. جينيفر هوليس ومنير غيدي /  م ث

مشاركة :