أحمد الشطي لـ الجريدة•: التنافس العالمي يؤخر إمدادات لقاحات فيروس كورونا والمناعة المجتمعية باتت قريبة

  • 5/24/2021
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

كشف مدير منطقة الصباح الطبية التخصصية د. أحمد الشطي عن وجود عدد من المشاريع الإنشائية الجديدة التي سترى النور قريبا في المنطقة، مضيفا أن المنطقة تضم 21 مستشفى عاما وتخصصيا، ويعمل بها نحو 18 ألف طبيب وفني وممرض وإداري. وأعرب الشطي، في حوار مع «الجريدة»، عن تفاؤله بالوصول إلى المناعة المجتمعية حيال «كورونا» قريبا، بالرغم من التنافسية العالمية التي تؤخر إمدادات اللقاحات حول العالم، مشيرا إلى جاهزية البروتوكولات التشغيلية لتدشين عيادات ما بعد «متلازمة كوفيد 19» في المستشفيات والمستوصفات قريبا، وفيما يلي نص الحوار: • بداية ما عدد المستشفيات التابعة للمنطقة والطواقم الطبية والتمريضية والفنية؟ - يوجد في منطقة الصباح الطبية التخصصية 21 مستشفى عاما وتخصصيا، بواقع مستشفى عام واحد هو "الصباح"، إلى جانب مراكز ومستشفيات تخصصية مثل الرازي للعظام، وابن سينا للجراحات التخصصية والولادة وأسعد الحمد للجلدية والصدري لأمراض القلب ومركز الطب التلطيفي ومركز الكويت لمكافحة السرطان وزين للأنف والأذن والحنجرة والنفيسي لأمراض الكلى والبحر للعيون والبابطين للحروق وبدرية الأحمد للعلاج الكيماوي ومستشفى البنك الوطني للأطفال والتأهيل الرئوي وغيرها. وتعتبر منطقة الصباح مدينة طبية متكاملة، يعمل بها نحو 18 ألف طبيب وفني وإداري وممرض، وهناك عدد من المشاريع الإنشائية التي يتم العمل على إنجازها في المنطقة، مثل مستشفى الولادة الجديد ومستشفى الصباح الجديد ومركز السرطان الجديد وغيرها، كما أنها تضم مكانيا عددا من الإدارات المركزية، مثل العلاج بالخارج والمجلس الطبي العام والمختبرات وتعزيز الصحة ونظم المعلومات والقطاع الدوائي وغيرها. حملة التطعيم • ما حصيلة حملة التطعيمات ضد "كوفيد 19" في المنطقة، والتي دشنت مؤخرا في مركز الطب الإسلامي؟ - دشنا قبل أشهر قليلة منصة التطعيم في مركز الطب الإسلامي للعاملين في المنطقة، وكانت معدلات التطعيم تتراوح بين 1000 و1500 تطعيم أسبوعيا، وخلال الفترة الماضية توسعنا في الحملة، وشملت تحصين عمال المقاولات سواء العاملون في قطاع النظافة أو الخدمات الفندقية أو التغذية وغيرهم، وبمجرد توافر اللقاحات نستهدف تطعيم 1000 شخص يوميا في فترات صباحية ومسائية. وتوسعت الكويت كثيرا في حملات التطعيم ضد "كوفيد 19" خلال الأسابيع الماضية، وتميزت بالفرق الميدانية التي تصل إلى مختلف الفئات والمناطق، وهو الأمر الذي يبشر بالوصول الى المناعة المجتمعية قريبا إذا توافرت الإمدادات من اللقاحات والتي تعاني طلبا وتنافسا عالميا. المشاريع الإنشائية • هل تأثرت المشاريع الإنشائية في المنطقة بسبب جائحة "كورونا"؟ - لا يمكن القول إن المشاريع لم تتأثر، بل إن مشاريع الدولة والعالم كله تأثرت بسبب الجائحة، فالأزمة أحدثت مشكلة كبرى في كل مناحي الحياة، وأثرت على خروج العمالة بسبب الإغلاق الجزئي أو الكلي، مما ساهم في تأثر تلك المشاريع، وحاليا نحن متفائلون بوتيرة البناء المتسارعة، وسيكون هناك التزام بالمواعيد المحددة لتسليم المشاريع، وسترى مشاريع إنشائية جديدة النور قريبا في المنطقة. • ما أسباب تزايد الإصابات بين الوافدين خلال الشهرين الماضيين؟ - بالفعل شهدت الآونة الأخيرة تصاعدا في أعداد الإصابة بمرض "كوفيد 19" بين الوافدين، ربما بسبب عدم التقيد بالإجراءات الاحترازية، وأعتقد أنه يعود أيضا إلى التطعيم، فزيادته بين المواطنين أدى إلى تراجع كبير في إصابات الكويتيين بالفيروس، وخلال الفترة الأخيرة زاد التطعيم بشكل كبير، وارتفعت وتيرة التطعيمات، وشملت شرائح مختلفة وبطاقة استيعابية كبيرة. وتشير أحدث الإحصاءات والأرقام إلى أن 2 فقط من كل 100 إصابة بمرض "كوفيد 19" تسببت في دخول المستشفى، كانت حاصلة على الجرعة الأولى من التطعيم ضد الفيروس ولديها سلوكيات مستهترة وغير ملتزمة باتباع الإجراءات الاحترازية، كما أنه لم يتم رصد أي حالة إصابة ممن تلقى جرعتين من التطعيم، وهو ما يؤكد أهمية التطعيم في خفض الإصابات خصوصا، وانخفاض أعداد دخول العناية المركزة بين المطعمين، ويعتبر التطعيم حجر الزاوية في السيطرة على فيروس كورونا. دروس مستفادة • ما الدروس المستفادة من أزمة "كورونا"؟ - خلال جائحة "كورونا" قدمت خدمات لا تنسى في احتواء الأزمة والتصدي لها، حيث تعلمنا الكثير وزادت خبرات كوادرنا الطبية والفنية والإدارية خلال الـ15 شهرا الماضية، فمثلا تم خلال الشهور الأولى للأزمة إعادة هيكلة الخدمة الصحية لاستيعاب موجات وبائية مستجدة في وقت قياسي، كما تمت تهيئة أجنحة لاستقبال مرضى "كورونا"، وإنشاء المستشفيات الميدانية، والتوسع في أقسام الطوارئ والخيم الميدانية بالمستشفيات لاستقبال المصابين، وإنشاء المحاجر التي زادت على 10، وكلها مساهمات لاحتواء الجائحة والتصدي لها. وكذلك نفخر بالجوانب الصحية الرقمية في منصات التسجيل بمرافق وزارة الصحة التي تعتبر ثروة معلوماتية ساعدت كثيرا في تسهيل أمور الناس، ولا شك في أنه على الرغم من المشهد الضبابي الذي رسمته الجائحة فإن هناك بعض الإيجابيات خلقتها الأزمة، بينها خلق تطبيقات مثل "شلونك"، الذي تفردت الكويت بطرحه وتطبيقه على مستوى المنطقة، لمتابعة حالة المصابين والمخالطين، وبرزت عيادات التطبب عن بعد، وتوصيل الأدوية للمرضى، وحجز المواعيد للعيادات والمراجعات لتجنب الزحام، والتي ركزت على النوعية أكثر من الكمية، وأصبحت هناك ثقافة استخدام التطبيقات الذكية والتواصل الرقمي في المرافق الصحية، وكذلك اختصار المسافات في البرامج المعدة، سواء في الملف الإلكتروني أو في المتابعة الطبية، وهذه كلها "إيجابيات" في عمر الجائحة. وتجدر الإشارة إلى أن الكويت فازت بالجائزة الذهبية على مستوى العالم في برنامج القلب والرئة الصناعية "إيكمو"، رغم حداثة التجربة في الكويت نسبيا، وهو ما يعتبر مدعاة فخر لنا جميعا، حيث إن أطقمنا الطبية تفوقت كثيرا على أقرانها، وكانت تقارع جامعات ومراكز صحية عريقة مثل "هارفارد" و"مايو كلينك" وغيرها، كما أن الأبحاث والدراسات التي قامت وزارة الصحة وأطباؤها بإنجازها خلال الجائحة كانت محل إشادة دولية. توثيق تجربة التصدي للفيروس تمنى د. الشطي أن يتم توثيق تجربة التصدي لجائحة "كورونا"، بحيث تشمل التخطيط والتطبيق والتطوير والمراجعات الدورية وتوفير الإمكانيات وزيادة الطاقة الاستيعابية، وبناء القدرات وخلق البيئة المساندة للانجاز، والتواصل المعلوماتي وديناميكية اتخاذ القرار من حيث المستجدات، بناء على الدراسات أو الرصد على مستوى العالم، ومؤخرا تحديات توفير اللقاحات لضمان تدفقها، في ظل التنافس العالمي واختيار الأفضل من حيث المأمونية والفعالية، لتكون مادة للتدريس والتوثيق والانجاز. • ما موقع "كورونا" ضمن الأمراض المهنية؟ ومتى تتوقعون صدور قرار بضم مصابي الفيروس إليها؟ - إصابة الشخص بالفيروس أثناء العمل تعتبر إصابة مهنية، ويجدر إضافة مضاعفات المرض إلى جداول الأمراض المهنية، وبلا شك إذا أصيب الشخص بفيروس كورونا أثناء العمل أو بسبب طبيعة العمل فهذا يعني أنها إصابة عمل. وقد سقط جراء الإصابة بمرض "كوفيد 19" ضحايا ومصابون كثر، كما نجمت آثار عن الفيروس لمن ظل يعمل لمدة تزيد على السنتين دون الحصول على راحة أو إجازة، وأبرز تلك الآثار تتعلق بالاكتئاب والاحتراق الوظيفي وهذه كلها مسائل مهمة. • متى تعود المستشفيات التخصصية لاستقبال مرضاها كالمعتاد؟ - الآن هناك تدفق للمرضى في تلك المستشفيات التخصصية، وجار العودة تدريجيا وتصاعديا في العودة، ونوازن بين حساب المخاطر دون انقطاع الخدمة، لكن القاعدة الذهبية الأولى أنه لا توجد حالة طارئة لا يتم استقبالها سواء حالات نزيف الدم أو الكسور أو الألم، فجميع الحالات يتم التعامل معها في أقسام الطوارئ بعد فرزها وإجراء التقييم الطبي اللازم لها، والجميع متاح له حجز موعد في منصات التسجيل المسبق. وتجدر الإشارة إلى أن الفترة الماضية شهدت تأجيلا لإجراء الحالات الجراحية غير الطارئة، وتم تخصيص مركز صباح الأحمد للمسالك والكلى التابع للمنطقة لإجراء مثل تلك الجراحات، حيث قام المركز بإجراء أكثر من 2000 حالة جراحية غير عاجلة منذ نوفمبر الماضي وحتى الآن. الأمراض المزمنة • كيف تأثر أصحاب الأمراض المزمنة بجائحة كورونا؟ - أصحاب الأمراض المزمنة من الشرائح "الهشة" التي استدعت الالتفات لها خلال الجائحة، وهذه الفئة كانت وما زالت أولوية بالنسبة لنا، سواء في تلقي الخدمة الصحية أو تلقي اللقاح المضاد للفيروس، حيث كانت معظم حالات الوفاة من الفيروس قبل وصول التطعيم من أصحاب الأمراض المزمنة وكبار السن، إضافة إلى من لم يتلق التطعيم، وهذه الفئة تظل أكثر عرضة وحاجة للمتابعة. الصحة النفسية • ما دور مركز الكويت للصحة النفسية في التأهيل النفسي بعد الشفاء أو أثناء الإصابة بالفيروس؟ - أطلق مركز الكويت للصحة النفسية برامج الدعم النفسي لجميع العاملين في المجال الصحي وغيرهم، لتقديم المساعدة لمرضى "كوفيد 19"، ووفر السرية التامة والخصوصية، وشهد إقبالا كبيرا، وهو خدمة متقدمة للعاملين في المجال الصحي وغيرهم، كما أن عيادات الصحة النفسية المنتشرة في كل المناطق عملت بجهد كبير أثناء الجائحة، وتعاملوا مع حالات اكتئاب وإحباط واحتراق وظيفي خلال الشهور الماضية. كما أن هناك توجها الآن لإنشاء عيادات لتوفير الدعم النفسي، حيث انتهت وزارة الصحة من إعداد بروتوكولات استرشادية لعيادات "متلازمة كوفيد 19"، التي تستهدف المصابين والمتعافين من المرض، على أن تدخل الخدمة في المستشفيات والمستوصفات الصحية قريبا، والفترة المقبلة ستشهد تقييم الوضع لتوزيع هذه العيادات، من خلال مراكز الرعاية الصحية الأولية وأقسام الباطنية في المستشفيات العامة بالمناطق الصحية. الإعلام توهج في تغطية أخبار الجائحة أكد د. الشطي أن الإعلام كان شريكا كبيرا لوزارة الصحة خلال جائحة "كورونا"، ولعب دورا مهما جدا في تغطية الأحداث منذ اليوم الأول للإعلان عن اكتشاف أول حالة في الكويت بتاريخ 24 فبراير 2020. وأشار إلى أن الإعلام بكل أشكاله المقروء والمسموع والمرئي والرقمي توهج في تغطية أخبار الجائحة، ولا يمكن لأي منصف إلا التوقف أمام دور الإعلام، ولا يمكن إغفال الجهد الكبير الذي وفرته الحكومة، سواء في أكبر عملية إجلاء بتاريخ الكويت بإعادة أكثر من 35 ألف كويتي من الخارج خلال أسبوعين، أو رحلات الشحن الخاصة التي سافرت لإحضار الكمامات والتجهيزات الطبية المختلفة.

مشاركة :