يجذب شارع الفن وسط مدينة أبها، الذي يشتهر بكثافة أشجار الجاكرندا، مئات الزوار يوميًا من مختلف الفئات العمرية، الذين يحرصون على توثيق جماليات المكان، حيث تحوّلت أشجار «الجاكرندا» بألوانها الزاهية وكثافتها اللافتة، إلى وجهة يومية لقاصدي جمال الطبيعة وقضاء أوقات ماتعة وسط الغابات البنفسجية.ظلال وارفةوتضم أبها أكثر من 13 ألف شجرة «جاكرندا» تتفتح أزهارها مع حلول فصل الربيع، وتكسو الأغصان الكثيفة أزهار بنفسجية وأرجوانية يفوح شذاها في أرجاء المكان، وتصل أبعاد الزهرة الواحدة إلى 5.2 سنتيمتر، وتتساقط بعد نحو شهر، وفي بعض الأنواع تكتسي الزهرة اللون الأبيض، وأوراق شجرتها لونها أخضر، وتُرتب على الساق ترتيبًا تبادليًا، أما فروعها فهي مقوسة على شكل مظلة مقلوبة، ما يجعلها، إلى جانب حجمها الكبير في مرحلة النضج، شجرة وارفة الظلال.تكاثر طبيعيويضم نوع «الجاكرندا» نحو 45 نوعًا ما بين أشجار وشجيرات، وهي أشجار متساقطة الأوراق في المناطق التي تتعرض لفترات برد قارس، ودائمة الخضرة في المناطق المعتدلة، وينتمي هذا النبات إلى الفصيلة «البيجنونية»، وتنمو الشجرة لتصل إلى ارتفاع يزيد على 18 مترًا، وقد تصل خلال السنة الأولى إلى ارتفاع 3 أمتار، وتتكاثر طبيعيًا بالبذرة في شهري مارس وأبريل، كما يمكن زراعتها بالبذور طوال السنة إذا كانت في محمية، أو تُزرع ببعض الطرق المستحدثة مثل «أوعية التنبيت»، أو داخليًا حتى يقوى عودها، أو بالعُقل في شهري فبراير ومارس، ويجب تسميدها وبخاصة في فترة النمو النشط، على الأقل مرة واحدة خلال الشهر، ويُحبذ تقليم أطراف فروعها العلوية حتى يتكثف النمو، ودرجة الحرارة المناسبة لإنباتها بين 19 و27 مترًا، وغالبًا ما تستغرق الشتلات وقتًا طويلًا لتزهر مقارنة بالأشجار المطعمة.سلامة النباتوتُزرع البذور في التربة الطينية، وتتحمّل العيش في التربة الرملية وفي التربة القلوية قليلا، وهي متوسطة التحمُّل للجفاف ومنخفضة التحمل للملوحة وجيدة التحمل للأجواء الباردة، ويمكن لأشجار «الجاكرندا» الصغيرة أن تتحمل العيش في الظل وتنمو بسرعة فيه، وتنمو في التربة الرملية جيدة التصريف، ولكنها تحتاج إلى الري خلال فترات الجفاف، مع الحرص على تقليم الفروع، بحيث تبقى أقل من نصف قطر الجذع للمساعدة في الحفاظ على سلامة النبات وزيادة متانته.مناخ معتدلوساعد المناخ المعتدل في أبها خلال فصلي الربيع والصيف على نجاح أمانة منطقة عسير في استزراع هذا النوع من الأشجار، فعملت الأمانة على توسيع نطاق زراعته حتى شمل الكثير من الطرق الرئيسة والمرافق العامة والحدائق والميادين.
مشاركة :