تعاقدت الصين مع الولايات المتحدة على استيراد أكثر من ثلث وارداتها المتوقعة من الذرة خلال الموسم المقبل، ما أدى إلى تسارع وتيرة شراء الصين من أكبر الدول المصدرة في العالم من أجل تلبية احتياجاتها المتزايدة من الحبوب. اشترت الدولة الآسيوية نحو 9.5 مليون طن متري من محصول موسم 2021-22 من الذرة الأمريكية خلال شهر مايو حتى الآن، وفقاً لبيانات وزارة الزراعة الأمريكية. وتتوقع وزارة الزراعة استيراد الصين نحو 26 مليون طن من الدول المصدرة حول العالم بداية من سبتمبر المقبل. السيطرة على سوق الحبوب عالمياً تستحوذ الصين على النسبة الأكبر من الطلب على الحبوب عالمياً، لإطعام قطيع الخنازير سريع النمو، الأمر الذي ساعد في دفع أسعار المحاصيل لتسجيل مستويات قياسية، في الوقت الذي لا توجد مؤشرات تدل على احتمال توقف زخم ذلك الطلب. يتزامن تسارع وتيرة واردات الصين من الولايات المتحدة -أكبر مورد للذرة في العالم- في الوقت الذي تعاني فيه المحاصيل في البرازيل -التي تحتل المرتبة الثانية بين مصدري الحبوب عالمياً- من موجة جفاف. وتراجعت العقود الآجلة للذرة بنحو 13% منخفضة من أعلى مستوى لها في 8 سنوات عند 7.3525 دولار للبوشل في 7 مايو، خلال الذروة التي أعقبت ارتفاع الأسعار بداية من منتصف أبريل. فيما شهدت تداولات يوم الأربعاء الماضي تراجع أكثر العقود نشاطاً 3.2% إلى 6.37 دولار للبوشل في شيكاغو. مزيد من الشراء وقال أرلان سوديرمان، كبير اقتصادي السلع الأساسية في "ستون إكس" في مذكرة بحثية: "لقد وجدوا سعراً ثابتاً مناسباً لهم لذلك يواصلون الشراء للتسليم بحلول الشتاء المقبل.. يريدون تغطية احتياجاتهم في ظل تقلص محصول البرازيل، ومواجهة محصول الولايات المتحدة لمخاطر غير محددة لموسم الزراعة المقبل". وأضاف سوديرمان: "تعكس المناقشات الداخلية في الصين استمرار المشتريات الصينية حتى يتم حجز 15 مليون طن متري من محاصيل الذرة الأمريكية للموسم الجديد". وأشار إلى أن جزءاً كبيراً من المشتريات يذهب إلى سوق النقد في البلاد قائلاً: "تشير المشتريات إلى أن الطلب الصيني أقوى بكثير مما كان يعتقد سابقاً".
مشاركة :