يعد ” الربو” من الأمراض المزمنة التي تصيب الممرات الهوائية للرئتين، وينتج عن التهاب وضيق الممرات التنفسية ، مما يمنع تدفق الهواء إلى الشعب الهوائية والتسبب في حدوث نوبات متكررة من ضيق بالتنفس مع أزيز بالصدر (صفير بالصدر) مصحوب بالكحة والبلغم بعد التعرض لاستنشاق المواد التى تثير ردود فعل أرجية (حساسية) أو تهيج للجهاز التنفسي، وهذه النوبات تختلف في شدتها وتكرارها من شخص إلى آخر، وهو من أكثر الأمراض شيوعًا بين الأطفال. اختلاف العوامل الجوية : ووصف الدكتور نصرالدين الشريف استشاري طب الأطفال ، مرض الربو بأنه من الأمراض المنتشرة بشكل لافت للنظر في جميع المجتمعات العالمية، مبينًا أن معدل انتشاره يختلف من منطقة إلى أخرى بسبب اختلاف العوامل الجوية، إذ تزداد النسبة في المدن شديدة البرودة والمناطق الجافة، فيما تنخفض هذه النسبة في المدن الرطبة الساحلية ، كما أن حساسية الربو تزداد لأي مهيجات (كالغبار، والتدخين السلبي والعطور والبخور وغيرهما) ويؤدي إلى انقباض هذه الشعب وضيقها، وحجز كميات كبيرة من الهواء داخل الصدر، لكن هذا الضيق قابل للاتساع عند استخدام العلاج المناسب. ينتشر في الطفولة : وأضاف، أن الربو يصيب كل الأعمار (الأطفال، البالغين، كبار السن)، وينتشر أكثر في سن الطفولة، يتلوها عند البالغين في بداية العقد الثالث من العمر، وعادة ما تخف حدة المرض في الأطفال كلما اقتربوا من سن البلوغ، لكن ليست هناك قاعدة محددة توضح الطفل الذي ستتحسن حالته من الطفل الذي يظل كما هو ، وأهم ظاهرة في الربو أنه مرض متقلب من وقت لآخر، فقد ينام المريض بحالة ممتازة ويستيقظ ولديه كل الأعراض أو العكس، لذلك فإن نمط تكرار الحالات يختلف من مريض لآخر حسب تكرار النوبات. المرضى وظهور الأعراض: وألمح الدكتور الشريف إلى أن ظهور الأعراض يختلف حسب عمر المريض: ـ الأطفال: تغلب الكحة بصفة متكررة خصوصا بالليل وعلى فترات طويلة كعارض رئيسي لدى الأطفال، وذلك يؤدي إلى تشخيص خاطئ وإعطاء الطفل علاجات أخرى مثل المضادات الحيوية وغيرها. ـ البالغون: يغلب ظهور الأعراض لدى البالغين بشكل صفير أو ضيق في الصدر، ولذلك فإن تشخيص المرض عادة يكون سهلا ومباشرا. ـ كبار السن: تغلب كتمة النفس على كبار السن أكثر من الأعراض الأخرى، ولأن هناك أمراضا أخرى كثيرة قد تظهر بنفس الشكل كمرض ضيق الشعب الإنسدادي المزمن، لذلك فإن تشخيص المرض صعب عند كبار السن والأطفال، وسهل عند البالغين. موسعات الشعب الهوائية: ويأخذ الدكتور الشريف جانب الأدوية المستخدمة في العلاج فيقول: العلاج ينقسم إلى قسمين رئيسيين هما: ـ موسعات الشعب الهوائية والتي تؤدي إلى ارتخاء العضلات المحيطة بالشعب الهوائية، توسع الشعب الهوائية، منع إفراز المواد الكيميائية (كالهستامين)، ولذلك فإنها تستخدم غالبا عند اللزوم والاحتياج، وتعمل مباشرة بعد الاستعمال ولذلك تؤخذ عند ظهور الأعراض كالكحة أو الكتمة أو ضيق الصدر أو صفير الصدر، وتعتبر البخاخات أفضل علاج للربو، ولذلك فهي أفضل من الشراب والحبوب والإبر لعدة اعتبارات، لأنها تذهب مباشرة لمكان المرض (الرئة) ولذلك تأثيرها مباشر وسريع، كما أن جرعة البخاخات منخفضة ولذلك من النادر جدا أن تسبب آثارا جانبية. ـ الأدوية المانعة (الواقية) لرجوع النوبات والتي تعمل عن طريق تقليص الالتهابات المزمنة بجدار الممرات الهوائية، وبعضها يحتاج لعدة أسابيع ليبدأ مفعولها ولذلك يجب الاستمرار عليها بشكل منتظم عدة مرات يوميا لفترات طويلة حسب تعليمات الطبيب المعالج بغض النظر عن وجود الأعراض من عدمه، لتتمكن هذه الأدوية من تقليص الالتهابات في القنوات الهوائية.
مشاركة :