في فتوى سابقة لم يفضل عضو هيئة كبار العلماء الشيخ محمد بن صالح العثيمين، رفع الإقامة والصلاة عبر مكبرات الصوت، وقال: “هل يصلي للناس في الخارج أو يصلي لأهل المسجد؟”، مستشهداً بحديث للنبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه: “لا يؤذين بعضكم بعضاً في القراءة”. وتفصيلاً، قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: “نحن نرى ألا تُرفع الصلاة من مكبرات الصوت؛ لما في ذلك من الأذية على المساجد القريبة من المسجد، بل وعلى أهل البيوت الذين يزعجهم هذا؛ لأنه قد يكون الإنسان مريضاً يريد أن ينام أو قد يكون عنده صبيان ينزعجون من الصوت”. وتساءل “ابن عثيمين”: “ثم ما الفائدة من هذا؛ هل هو يصلي للناس اللي في الخارج؟ أو يصلي لأهل المسجد؟”، وأجاب: “هو يصلي لأهل المسجد”، مستشهداً بأن النبي صلى الله عليه وسلم خرج على أصحابه ذات ليلة، ورآهم يصلون ويجهرون وقال لهم: “لا يؤذين بعضكم بعضاً في القراءة”. وقال “ابن عثيمين”: “أما الإقامة فلا بأس على أن بعض الإخوة قال إنها بدعة؛ لأن الإقامة من مكبر الصوت من المنارة، كأنه أقام من المنارة، والإقامة للحاضرين، وأرى أن لا بأس من الإقامة؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا سمعتم الإقامة فامشوا إلى الصلاة، يدل على أن الإقامة تُسمع من خارج المسجد، وأما أن تكون كل الصلاة فهذا لا شك أنه يؤذي الناس لا سيما في الصلاة الجهرية، وقد سمعنا من أمن على قراءة المسجد الذي بجواره، وسمعنا من ركع لما ركع المسجد الذي بجواره وكل هذا واضحٌ مسألته”.
مشاركة :