القدس 23 مايو 2021 (شينخوا) على الرغم من وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في غزة فجر يوم (الجمعة) الماضي، لا يزال من الممكن الشعور بالتوترات بين العرب واليهود في المدن الإسرائيلية التي تصاعدت حدتها خلال الأيام الماضية. ويوجد في إسرائيل العديد من المدن المختلطة التي يسكنها اليهود والعرب، حيث أخذت سنوات من الاضطرابات بين اليهود والعرب منعطفًا حادا وارتفعت إلى ذروتها حيث خاضت إسرائيل وحماس في غزة في الوقت نفسه حربًا استمرت 11 يومًا انتهت الأسبوع الماضي. وبدأ التصعيد بين إسرائيل وحماس بعد أعمال العنف التي شهدتها مدينة القدس خلال شهر رمضان المبارك. واتهم العرب الشرطة الإسرائيلية بتقييد الحركة داخل وحول المسجد الأقصى في البلدة القديمة. كما منعت الشرطة الإسرائيلية حافلات المصلين المتوجهة إلى المسجد في أقدس ليلة من شهر رمضان. وانتشرت أصداء المشاهد في جميع أنحاء البلاد، وعملت كوقود لإشعال العنف. وقال المحلل السياسي والكاتب في موقع المونيتور الأمريكي عفيف أبو مخ "الأقصى خط أحمر.. إنه إجماع بين العرب". وأضاف أبو مخ لوكالة أنباء ((شينخوا)) "إنه أمر متفجر ويجب التعامل معه بشكل صحيح" ، بالإضافة إلى ذلك، احتج العرب على نية المحكمة العليا في إسرائيل عمليات إخلاء للسكان العرب من حي الشيخ جراح أحد أحياء شرق القدس لصالح السكان اليهود. وسرعان ما اندلعت الاشتباكات مع الشرطة في جميع أنحاء المدينة ثم انتشرت بسرعة إلى أماكن أخرى في إسرائيل. بالنسبة لإسرائيل ، كانت إحدى أسوأ جولات العنف الداخلي التي شهدتها إسرائيل منذ قيامها. واشتعلت النيران في سيارات ومطاعم ومعابد يهودية، كما قُتل رجل عربي بالرصاص في مدينة اللد الإسرائيلية المختلطة، على يد يهود زعموا أنهم كانوا يتصرفون دفاعاً عن النفس. وبحسب المتحدث باسم وسائل الإعلام الأجنبية في الشرطة الإسرائيلية، ميكي روزنفيلد ، أصيب 280 شرطيًا في أعمال عنف عمّت البلاد، وتم القبض على أكثر من 1000 شخص للاشتباه في تورطهم في الاضطرابات. بشكل عام، السكان العرب في إسرائيل لديهم نسبة مشاركة أقل في القوة العاملة ورواتب أقل من الإسرائيليين اليهود. وتشهد العديد من المدن المختلطة اتجاهاً للتحسين، حيث ارتفعت أسعار العقارات وجعل ملكية المنازل للعرب بعيدة المنال، بالإضافة إلى ذلك، فإن معدل الجريمة والعنف في المجتمع العربي أعلى بكثير مما هو عليه في المجتمع اليهودي. وأدت سنوات من الوعود الفارغة لمعالجة المشكلة إلى إحباط مكبوت. ومع التوتر المتأصل في إسرائيل بين العرب واليهود، فإن هذه العمليات لا تقف وحدها، هناك أصوات عرقية يمكن أن تتصاعد إلى صراع داخلي عنيف. وقال ثابت أبو راس، المدير المشارك لمبادرات إبراهام، وهي منظمة غير حكومية تروج للتعايش اليهودي العربي "هناك مرارة شديدة انفجرت هذه المرة، لقد شعر العرب بالإهانة ". وأضاف أبو راس لوكالة أنباء ((شينخوا)) "لم تتغير سياسات الحكومة منذ سنوات رغم رغبة العرب في الاندماج في المجتمع". ويشكل العرب في إسرائيل حوالي عشرين بالمائة من السكان، وفي عام 1948، عندما تأسست إسرائيل، طُرد العديد من الفلسطينيين أو فروا من منازلهم، أما البقية ممن ظلوا في بيوتهم ومدنهم، فقد عاشوا في إسرائيل منذ ذلك الحين. وفي عام 2018، أقر البرلمان الإسرائيلي (الكنيست) قانون الدولة اليهودية الذي يقلل بشكل أساسي من مكانة العرب في الدولة، مما أثار انتقادات من داخل إسرائيل وخارجها. ويعتقد الكثيرون أن مشروع القانون كان نقطة تحول في العلاقات بين العرب واليهود. وقال أبو مخ "إسرائيل لم تتقبل بعد حقيقة أن لديها مواطنين عرب، وما زلنا نرى حتى اليوم الانحياز لليهود، وهذا يجعل العرب يشعرون وكأنهم غرباء". وقال أبو راس "التفاوت والتطور غير المتكافئ والتصريحات الراديكالية والعنصرية والسنوات من الإهمال للمشاريع المدنية والتنمية وسياسات التمييز، أدت إلى الانفجار". وأضاف "إذا لم يتم الاهتمام بهذه الأمور الآن فسنشهد تفشيًا آخر في أعمال العنف السنوات القادمة". من المحتمل أن تكون الأحداث الأخيرة قد أزالت عن الطاولة خيار أن يكون حزب عربي جزءًا من حكومة يُحتمل تشكيلها في إسرائيل في الأسابيع المقبلة. بينما يتواجد العرب على نطاق واسع في المجال الطبي والأكاديميين الإسرائيليين، إلا أنهم مهمشون إلى حد كبير في مهن أخرى ويُبعدون تمامًا تقريبًا عن ساحة اللعب السياسية ووسائل الإعلام. وقال أبو راس "من غير المقبول ألا يكون العرب جزءًا من اللعبة السياسية، نحن بحاجة إلى التفكير في كيفية دمجهم في عملية صنع القرار، لتعزيز الشعور بالانتماء والشعور بالملكية". وخلص أبو مخ إلى أنه "بمجرد معاملة العرب كجزء لا يتجزأ من دولة، ستكون هناك نتائج إيجابية".
مشاركة :