هل تدخلت روسيا في الحرب السورية خوفاً على مونديال 2018؟!

  • 10/2/2015
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

أثارت الضربات الجوية الروسية في سوريا جدلا وتساؤلات حول طبيعة الأهداف التي تقوم بقصفها، وقبل ذلك، الأسباب التي دفعتها لذلك. وإذا ما كان الجدل القائم بين الغرب وروسيا حول ما إذا كانت روسيا استهدفت مواقع داعش أو قصفت مناطق بها قوات معارضة للنظام السوري فإن ما لم يتطرق إليه كثيرون هو حقيقة الأسباب التي دفعت روسيا للدخول في المأزق السوري في هذا الوقت بالذات. ومن الملاحظ أن القصف الروسي جاء بعد ساعات فقط من انتهاء اللقاء المهم بين الرئيس الروسي بوتين ونظيره الأميركي باراك أوباما في نيويورك وهو اللقاء الذي بات واضحاً فيه، ووفق ما رددته الصحف الأميركية من انتقادات، انصياع أوباما لكل الأفكار الروسية حيال الأزمة ومن المحتمل أيضاً ما ستشهده المنطقة من تطورات في الفترة المقبلة. وبات من الواضح تماماً أن بوتين أوضح لنظيره الأميركي حتمية التدخل الروسي في سوريا، ليس فقط للقضاء على داعش، التي تخشى روسيا من انطلاق أفرادها إلى هناك وتهديد كأس العالم عام 2018 أو مد نفوذهم في القوقاز، ولكن أيضاً للحفاظ على مصالحها في المنطقة، وهي مصالح متفق عليها بين الجانبين طالما أنها لا تمس الطرف الآخر من المعادلة. ومن الواضح أيضاً أن أوباما لا يستطيع الوقوف أمام روسيا حالياً بسبب المشاكل التي يواجهها سواء اقتصادية أو اجتماعية أو سياسية، فضلاً عن وعوده بعدم إقحام بلاده في حرب جديدة ومحاولة إنهاء تدخلاتها الحالية في محاولة للإبقاء على صورتها قوية رغم المشكلات الاقتصادية التي أجبرته على خفض ميزانية الجيش وخفض عدد القوات، في محاولة للتحايل على العجز الهائل في الميزانية. وفي الوقت نفسه، يأمل الرئيس الأميركي أن تصبح سوريا أفغانستان جديدة ضد الروس. فأفغانستان مثلت في الثمانينيات الوجهة المثلى لمن كانوا يسمون أنفسهم المجاهدين العرب الذين توجهوا إليها لمحاربة الروس. والآن، وبمساندة آلة الإعلام الغربية، يمكن الترويج لأن روسيا تحتل سوريا. الغريب في الأمر أيضاً هو موقف إسرائيل. فبعد أن رددت وسائل الإعلام الإسرائيلية مزاعم القلق والتوتر بسبب ما تردد عن دعم روسيا للنظام السوري، إلا أنها أكدت بعد زيارة نتنياهو لموسكو أن روسيا قدمت ضمانات قوية لإسرائيل بأنه لن يهددها شيء. هذا إضافة إلى الارتياح القوي الذي تبديه إيران للتدخل الروسي في سوريا، لتجتمع بذلك إيران وإسرائيل في سلة واحدة ضد المصالح العربية، مستغلين التراخي الأميركي والانتهازية الروسية.

مشاركة :