أثبتت دراسة أمريكية حديثة أن التركيز الشديد على مهمة بعينها قد يؤثر سلبا على طاقتك الإبداعية، وربما يعزز الالتفات إلى مثيرات أخرى من فرصك في ابتكار حلول جديدة لمشاكلك. وأوضحت الدراسة أن بعض الأفكار تعلق في ذهننا وتشغلنا عما سواها، وهذا يعني أن الأفكار الأولى التي تطرأ على بالنا تستحوذ على عقولنا لفترة طويلة وقد تمنعنا من ابتكار حلول خلاقة، وهذه الظاهرة تعرف باسم "ثبات الانتباه" التي تؤثر على العمليات المعرفية، ويرى الكثير من علماء النفس الآن أن التركيز على موضوع واحد هو العائق الرئيسي أمام الإبداع. وأوضح جاكسون لو وفريق بكلية إدارة الأعمال بجامعة كولومبيا دراسة للكشف عن مزايا القيام بمهام متعددة في آن واحد، واستعانوا فيها باختبار معملي شائع لقياس القدرة على الإبداع، وطلب من المشاركين التفكير في أكبر عدد ممكن من الاستخدامات لبعض الأشياء المعروفة، كالوعاء العميق، أو السلطانية، في وقت محدد، ثم اقترح أحدهم على سبيل المثال، أن يستخدمها كغطاء للرأس للوقاية من المطر. وطلب من المشاركين في المرة الثانية التفكير في استخدامات بديلة للطوب وأعواد تنظيف الأسنان، ولكن هذه المرة كانوا يفكرون في مجموعات، إذ تُركز إحدى المجموعات انتباهها على أعواد تنظيف الأسنان بعد الانتهاء من إيجاد استخدامات للطوب، بينما تفكر المجموعة الأخرى في أغراض الاثنين بالتناوب. وبقياس عدد الأفكار التي اتفقت عليها أذهان المشاركين في المجموعتين ومدى ابتكاريتها، وبحسب تقدير حكام مستقلين، كان أداء مجموعة المشاركين الذين نفذوا مهاما متعددة في آن واحد أفضل من أداء المجموعة الأخرى.