الرباط - دعا وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة إسبانيا الأحد إلى تفادي تصعيد الأزمة الناجمة عن استقبال مدريد زعيم جبهة البوليساريو إبراهيم غالي، والعمل على إعادة الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، لا سيّما التعاون في مجال الهجرة. وتؤكّد الرباط أنّ زعيم الجبهة المدعومة من الجزائر دخل إسبانيا بشكل احتيالي وبوثائق مزورة وهوية منتحلة، وقد دعت الجمعة إلى تحقيق "شفّاف" في ظروف استقباله الذي برّرته مدريد بـ"أسباب إنسانية". وتحوّلت القضية إلى أزمة بين البلدين بعد تدفّق نحو 10 آلاف مهاجر إلى جيب سبتة. وقال بوريطة في مقابلة مع وكالة فرانس برس إنّ السماح لغالي "بالعودة والالتفاف على القضاء الإسباني وتجاهل الضحايا سيكون بمثابة دعوة للتصعيد". ووفقا للوزير فإنّ تجنّب "التصعيد" يمرّ بإجراء تحقيق "شفّاف" حول ظروف دخوله إلى إسبانيا و"الأخذ في الاعتبار الشكاوى المقدّمة ضدّه" بتهمة "التعذيب" و"انتهاكات حقوق الإنسان" و"الاختفاء القسري". وشدّد على أن ذلك يمثّل "اختبارا للشراكة الاستراتيجية" التي تربط البلدين، خاصة في ما يتعلق بمكافحة الهجرة غير الشرعية. وكانت وزيرة خارجية إسبانيا أرانتشا غونزاليس لايا قالت الاحد إن غالي عليه مواجهة القضية المرفوعة بحقه أمام المحكمة العليا الإسبانية بعد أن يتعافى من مشكلاته الصحية واصابته بفيروس كوفيد-19 وقبل أن يعود للجزائر. وأضافت للإذاعة الوطنية الإسبانية "وعدنا بمعاملة هذا الشخص معاملة إنسانية. كان في وضع حرج بسبب مشكلاته الصحية المتعددة ومنها إصابته الشديدة بكوفيد-19". وتابعت قائلة "عندما يتعافى سيعود لبلاده. وفي تلك الأثناء سيواجه سلسلة من الدعاوى القضائية ونأمل أن يتم التزاماته تجاه النظام القضائي الإسباني". وقال وزير الخارجية الخارجية المغربي أنّ "حسن الجوار ليس طريقاً ذا اتجاه واحد"، مشدّدا على أنّ المغرب "ليس عليه التزام حماية الحدود" لكنّه يفعل ذلك في إطار الشراكة. وأكّد وزير الخارجية المغربي أنّ بلاده قامت عام 2017 "بتفكيك أكثر من 4 آلاف شبكة (هجرة غير شرعية) ومنعت 14 ألف محاولة غير نظامية" لعبور الحدود، في حين أنّ المساهمة المالية الأوروبية في هذا الجهد كانت "بمتوسط 300 مليون يورو سنوياً" وهو مبلغ يمثّل أقلّ من 20 بالمئة من المصاريف. وأعاد القضاء الأسباني هذا الأسبوع فتح دعوى ضدّ إبراهيم غالي بشبهة تورّطه في جرائم ضد الإنسانية على خلفية شكوى قديمة رفعتها ضدّه جمعية صحراوية تتّهمه بارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان ضدّ معارضين في مخيّمات تندوف الواقعة غرب الجزائر. وزعيم البوليساريو البالغ 75 عاماً والذي أودع في مستشفى بمنطقة لوغرونيو شمال إسبانيا في نيسان/أبريل إثر إصابته بفيروس كورونا، كان قد وجّه إليه القضاء الإسباني دعوة للمثول أمامه في الأول من حزيران/يونيو المقبل على خلفية شكوى قدّمها منشقّ عن الجبهة يتّهمه فيها بالتعذيب. وتطالب بوليساريو بفصل الصحراء المغربية عن المغرب الذي ييقترح منح المنطقة حكماً ذاتياً موسعا تحت سيادته.
مشاركة :