قد تكون مبدعاً في فن من الفنون من دون دراسة مع امتلاكك الموهبة، وقد تكون فناناً وأنت تعاني انعدام إحدى حواسك الخمس ولكن أن تكون أصماً وأبكماً وبعين واحدة وتمارس فن الرسم فذلك غير الاعتيادي بتاتاً. ذلك هو حال الفنان عبداللطيف يحيى علي المجاهد البالغ من العمر 50 عاماً والذي يسكن في عاصمة محافظة ذمار الواقعة على بعد يقارب 130 كيلومتراً جنوبي العاصمة اليمنية صنعاء. ويمارس المجاهد فن الرسم منذ 30 عاماً في إبداع فريد برسم لملامح الأشخاص، والمناظر الطبيعية أو التراثيات أو أي أشياء من خياله ومن دون معلم أو دراسة أكاديمية بالألوان الخشبية والزيتية. يقول ابنه إلياس الذي ينوب عنه في فهم الرسائل التي تصل إليه والكتابة والتحدث لـ«البيان»: «تعلم والدي الرسم من أخيه الأكبر عبدالله وهو يحب الرسم كثيراً ويراه متنفساً له، كما أن الرسم بالنسبة له مهنة وموهبة يقضي غالبية وقته فيه يمارسه بحب كأنه يلعب لعبته الوحيدة» تعد اللوحات التي يرسمها المجاهد مصدر دخله الوحيد ويبيعها حسب نوع الصورة وحجمها، وكان يبلغ معدل سعر بيع اللوحة الواحدة عشرة آلاف ريال يمني ما يعادل 11 دولاراً ولكن لم يعد أحد يشتري لوحاته مع انحدار الحالة المعيشية للناس بسبب انقلاب ميليشيا الحوثي وتسببها بانقطاع وجود مواد الرسم والألوان والتي لم تعد متوافرة في اليمن. ويعمل المجاهد بجانب ممارسته فن الرسم في جمعية الصم والبكم وإعادة تأهيل أصحاب الهمم واجباً خيرياً وإنسانياً إذ يقوم بتعليمهم كيفية التخاطب مع الناس بلغة الإشارات تطبيقاً لأمنيته أن أن يساعد من يجدون صعوبة من أصحاب الهمم على التواصل مع الآخرين. يختتم ابنه إلياس حديثه قائلاً: «يرسم والدي لوحاته بحب ويتفنن فيها ولو كان في أي دولة أخرى لكان وضعه مختلفاً ليكون فناناً يحتفى به». تابعوا أخبار العالم من البيان عبر غوغل نيوز طباعة Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :