ودعت ألعاب القوى البحرينية يوم السبت الماضي أحد أبرز رجالاتها بوفاة نجم الوثب العالي والإداري النشط سالم ناصر والذي فارق الحياة عن عمر يناهز الـ 44 عاما تاركا خلفه مسيرة ناصعة من العطاء والتميز في ميدان العمل الرياضي كلاعب ومدرب. خبر وفاة ناصر إثر حادث مروري عرضي شكل صدمة كبيرة على كل أصدقاء الراحل وذويه بعدما رحل وهو في ريعان شبابه وقمة عنفوانه في العمل الإداري ليترك في قلوب محبيه لوعة وحسرة من ألم الفراق وليس اعتراضا على قضاء الله وقدره. مسيرة الراحل حافلة بالنجاح والتميز، فقد بدأ سالم ناصر مسيرته الرياضية مع مسابقة الوثب العالي وتحلى بالجد والمثابرة والرغبة في الإنجاز حتى أصبح نجما لا يشق له غبار، ليدون اسمه في سجل الأبطال إثر تحقيقه ميداليتين فضيتين على المستوى الآسيوي و3 ميداليات فضية عربيا وذهبيتين على المستوى الخليجي، ولديه رقم شخصي 2.19 متر في الهواء الطلق و2.13 متر في الصالات، وكلاهما سجلهما في عام 2006، وهما رقمان قياسيان بحرينيان. كما حقق الراحل لقب مسابقة الوثب العالي في بطولة أمير قطر لألعاب القوى للأندية القطرية عام 2003 بمسافة 2.16 متر، وقد لفت ناصر أنظار جميع الجماهير حينذاك واستمر التشجيع له لفترة وخصوصا بعد بقائه من دون منازع في مسافة 2.16 متر، وحاول تحطيم الرقم الخليجي آنذاك 2.20 متر ولكنه لم يوفق. وكان ناصر من ضمن ثلاثة لاعبين بحرينيين تم اختيارهم في عام 2003 للمشاركة في بطولة الجائزة الكبرى الآسيوية مع كل من راشد حبيب في مسابقة 800 متر، وعبدالحق زكريا في مسابقتي 3000 و5000 متر، وذلك لتحقيقهم ميداليات في البطولة الآسيوية التي أقيمت في سيرلانكا والميداليات التي حققوها في دورة الألعاب الآسيوية في بوسان. وسبق لناصر أن سعى إلى التخصّص في سباقات السرعات، وتحديدا سباقي 100 و200 متر، لكن أحد المدربين الأمريكيين الذي اكتشف موهبته أشار عليه بالتخصص في القفز العالي. سالم ناصر أو كما يحلو لرفاقه تسميته «بولت البحرين» بسبب بشرته السمراء التي تتشابه إلى حد كبير بينه وبين بطل المسافات القصيرة الجامايكي العالمي والأولمبي السابق «أوساين بولت» يعتبر أحد أبرز الذين عملوا بكل جد وإخلاص في مشوارهم الرياضي كلاعب ومدرب بعدما حمل على عاتقه تمثيل وطنه في الكثير من المحافل وحقق العديد من الإنجازات اللامعة قبل أن يتجه للعمل الإداري، فكان نجما متألقا كعادته في هذا الميدان، وكان يتحلى بالصبر والإخلاص في أثناء تواجده بالمعسكرات الخارجية مع العدائين والعداءات لفترات تصل إلى شهرين أو ثلاثة بعيدا عن أهله ووطنه، وكان يسخر وقته وجهده في خدمة الجميع. ونظرا لمسيرته المتميزة فقد وقع الاختيار على سالم ناصر لرفع علم مملكة البحرين في طابور العرض بحفل افتتاح دورة الألعاب العسكرية التي أقيمت في الصين عام 2019، كما أن الراحل رافق منتخبات ألعاب القوى كإداري في العديد من البطولات والدورات الأولمبية والقارية والعربية والخليجية. وبعيدا عن العمل الرياضي فقد اتسم الراحل بالأخلاق العالية والطيبة والابتسامة التي لا تفارق محياه وهو ما يعكس حالة الحزن العميق التي عبر عنها الكثير من لاعبي ولاعبات ألعاب القوى بعد رحيله عبر مواقع التواصل الاجتماعي وجميع من رافقوه وزاملوه من مدربين وحكام وإداريين وإعلاميين ليترك بصمة كبيرة وفراغا يصعب تعويضه.. رحمك الله يا سالم ناصر وأسكنك فسيح جناته، وإنا لله وإنا إليه راجعون.
مشاركة :