يعد نظام التشغيل بمنزلة الميزة الأساسية للمفاضلة بين جهاز وآخر، وبالحديث عن سوق أنظمة تشغيل الأجهزة الذكية، فإن اللاعبين الكبار في هذه السوق هما "جوجل" و"أبل" المطورتان لنظامي أندرويد وiOS، ومنذ ظهورهما على السطح وبداية ظهور الهواتف الذكية بين عامي 2007 و2008 ما زالت "جوجل" تملك الحصة الأكبر من هذه السوق بسبب إتاحة نظامها لعديد من الشركات المختلفة، في مقابل احتكار "أبل" لنظام تشغيلها على أجهزتها الخاصة كأجهزة آيفون وآيباد. ومع نهاية الربع الأول من العام الجاري، أعلنت "جوجل" أن هناك الآن ثلاثة مليارات جهاز نشط يعمل بنظام أندرويد، ما يظهر مرة أخرى أنه نظام التشغيل الأكثر استخداما في العالم، وجاء ذلك خلال مؤتمرها السنوي للمطورين Google I/O 2021، الذي يركز على المطورين من أجل بناء تطبيقات أندرويد والذكاء الاصطناعي، ويعني بلوغ "جوجل" لهذا الرقم فإن "جوجل" تحافظ على ريادتها للسوق مقابل "أبل". وقالت "جوجل" التي أطلقت نظام أندرويد في عام 2008 إنها وصلت إلى 2.5 مليون جهاز أندرويد نشط في عام 2019، لذا فقد نمت بنحو 500 مليون في العامين الماضيين، وفي عام 2017، كشفت "جوجل" أن عدد مستخدمي نظامها قد وصل إلى ملياري مستخدم نشط، مقارنة بعام 2014 الذي كان عدد المستخدمين خلاله إلى مليار مستخدم نشط لنظام أندرويد، ما يعني أن "جوجل" قد ضاعفت قاعدة مستخدمي أندرويد ثلاث مرات في الأعوام الستة الماضية. ومن حيث المنافسة في السوق، فقد بينت "أبل" مطلع العام الجاري وجود 1.65 مليار جهاز iOS و macOS نشط مقارنة بـ1.4 مليار جهاز خلال العام الماضي، وفي المقابل أعلنت شركة مايكروسوفت في شهر نيسان (أبريل) أن لديها 1.3 مليار جهاز نشط شهريا يعمل بنظام ويندوز 10، بعد عام من تحقيق هدفها المتأخر لمدة عامين البالغ مليار. وعلى الرغم من أن أجهزة أندرويد المتصلة بمتجر جوجل بلايGoogle Play أصبحت الآن ضعف عدد أجهزة iOS المتصلة بمتجر آب ستور App Store، إلا أن "أبل" لا تزال تجني أرباحا من مبيعات التطبيقات أكثر من "جوجل"، حيث أنفق مستخدمو iOS نحو 21 مليار دولار على التطبيقات في الربع الأول من عام 2021، بينما أنفق مستخدمو أندرويد نحو 11 مليار دولار على التطبيقات. وتشمل هذه الإحصائيات فقط الأجهزة العاملة مثل الأجهزة اللوحية وأجهزة التلفاز حتى السيارات الذكية التي تستخدم متجر جوجل بلاي، ما يعني أن هناك عديدا من الأجهزة التي تعتمد على متاجر تطبيقات خارجية ومستخدمي أندرويد في الدول التي تحظر خدمات "جوجل" قد لا تشملهم الإحصائية. وخلال مؤتمر المطورين، كشفت "جوجل" أيضا عن الإصدار الكامل من أندرويد 12 مع أول إصدار تجريبي عام يمثل تحديثا رئيسا ويتضمن واجهة مستخدم جديدة وميزات خصوصية وتحسينات فاقت التوقعات لحل جميع مشكلات الخصوصية في نظام التشغيل التي يتم إعلانها بشكل مستمر، حيث تتيح "جوجل" في الإصدار الجديد من النظام للمستخدمين مزيدا من المعلومات حول البيانات والأذونات التي يتم الوصول إليها بوساطة التطبيقات، إلى جانب إنشائها للوحة معلومات خصوصية جديدة توفر عرضا على مدار 24 ساعة للوصول إلى الموقع والميكروفون والكاميرا. كما سيتمكن مستخدمو أندرويد 12 من معرفة الوقت الفعلي متى يصل أحد التطبيقات إلى ميكروفون الجهاز أو خلاصات الكاميرا، ويطلب من المطورين حث المستخدم على النقر والضغط قبل الوصول إلى هذه المستشعرات، حيث سيحصل المستخدمون أيضا على خيار واضح حول مدى دقة مشاركة أي بيانات موقع مع التطبيق، ويقوم أندرويد بإعلام المستخدمين في كل مرة يقرأ فيها التطبيق البيانات من الحافظة. إلى جانب ذلك كشفت "جوجل" خلال مؤتمرها عن عديد من التحديثات والخدمات الجديدة كالمميزات الجديدة لتطبيق الصور Google Photos، إلى جانب مزايا جديدة لتسهيل التعاون وتنظيم المهام في أثناء العمل على مستندات جوجل للمشتركين في خدمة Google Workspace، ومزايا جديدة لتطبيق خرائط جوجل Google Maps، حيث سيعرض التطبيق الأماكن المتوقع أن يبحث عنها المستخدم تلقائيا حسب التوقيت على مدار اليوم، إضافة إلى عرض ميزة Live View مزيدا من المعلومات عن الأماكن عند تسليط الكاميرا عليها اعتمادا على تقنية الواقع المعزز، إلى جانب عديد من المشاريع المتعلقة بالذكاء الاصطناعي.
مشاركة :