المعارض بروتاسيفيتش البالغ من العمر 26 عاما، هو رئيس التحرير السابق لمحطة نيكستا المعارضة التي اضطلعت بدور رئيس في تنظيم الحركة الاحتجاجية التاريخية ضد لوكاشنكو في 2020. واعتقل الأحد في مينسك. وأفاد بروتاسيفيتش الإثنين بأنه يتعاون مع المحققين، وفق شريط فيديو بثه التلفزيون العام. وقال في تسجيل بدا فيه جالسا خلف طاولة قبالة الكاميرا "فريق (التحقيق) يتعامل معي بشكل مناسب تماما ومع احترام القانون. أواصل تعاوني مع المحققين وانا أدلي باعترافاتي في ما يتعلق بتدبير اضطرابات كبيرة". وطالب كل من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة والأمم المتحدة بإطلاق سراح المعارض فورا، علما بأنه يواجه "عقوبة الإعدام" في حال إدانته، وبأن بيلاروس هي الدولة الوحيدة في أوروبا التي تُواصل تطبيق هذه العقوبة. وكانت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين قد توعّدت بـ"رد قوي جدا" من الاتحاد الأوروبي على هذا "السلوك المشين"، فيما أيد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إجراء "تحقيق مستقل" في المسألة. مناورة "تفتقر إلى الصدقية" يبحث القادة الأوروبيون حزمة عقوبات أعدت في أيار/مايو، إضافة إلى تدابير ذات تداعيات إقتصادية. واعتبر الغرب أن ادعاء تلقي إنذار بوجود قنبلة لتحويل مسار طائرة "راين إير"، هو ذريعة، منددين بمناورة تهدف إلى توقيف الصحفي المعارض بروتاسيفيتش لدى نزوله من الطائرة. وأعلنت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل قبل القمة أن الأسباب التي استخدمتها سلطات بيلاروس "تفتقر إلى الصدقية". وبررت بيلاروسيا اعتراض الطائرة بتلقيها إنذارا بوجود قنبلة تبيّن لاحقا أنه كاذب. وتم في هذا السياق اعتقال المعارض المدرج منذ تشرين الثاني/نوفمبر على لائحة الأشخاص "الضالعين في أنشطة إرهابية" في بيلاروس. ونددت المعارضة المقيمة في المنفى سفيتلانا تيخانوفسكايا مرة جديدة الإثنين بتوقيف الصحفي. وقالت خلال مؤتمر صحفي في فيلنيوس "حصل نموذج عن إرهاب الدولة. الآن سيكون جميع الركاب الذين يعبرون في طائرات تابعة لشركات مدنية فوق بيلاروس في خطر". وأضافت "النظام حول بلدنا إلى ما يشبه كوريا الشمالية في وسط أوروبا". ويعقد حلف شمال الأطلسي الذي طالب بـ"تحقيق دولي" في الواقعة، الثلاثاء اجتماعا لسفراء دوله الأعضاء لبحث الأوضاع، ووصف أمنيه العام ينس ستولتنبرغ ما حصل بأنه "حادثة خطرة". طائرة مدنية حولت بيلاروس مسارها تغادر مينسك باتجاه فيلنوس بيلاروس...آخر معاقل "الديكتاتورية" في أوروبا تضع حرية التعبير والصحافة تحت المقصلة الاتحاد الاوروبي يطالب بالإفراج الفوري عن بروتاسيفيتش ويغلق مجاله الجوي أمام الطائرات البيلاروسية من جهتها أعلنت المنظمة الدولية للطيران المدني عقد اجتماع طارئ لمجلسها الإداري الخميس لبحث الحادث. واعتبرت أن الهبوط القسري "يمكن أن يشكل انتهاكا لاتفاقية شيكاغو للطيران المدني" التي ترعى سيادة المجال الجوي للدول. من جهته، أوضح مسؤول في وزارة النقل البيلاروسية أن مطار مينسك تلقى تهديدا عبر رسالة إلكترونية منسوبة الى حركة حماس جاء فيها "نحن، جنود حماس، نطالب بأن توقف اسرائيل إطلاق النار على قطاع غزة. نطالب بأن يكف الاتحاد الأوروبي عن دعمه إسرائيل (...) إذا لم تتم تلبية مطالبنا فإن قنبلة ستنفجر (على متن طائرة راين إير) فوق فيلنيوس". واعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن مينسك تصرفت بصورة "منطقية" مؤكدا استعدادها للتعامل بـ"شفافية تامة" مع هذه المسألة. وقالت مينسك بهذا الصدد إنها أبلغت منظمة الطيران المدني الدولي، الهيئة التابعة للأمم المتحدة، والاتحاد الدولي للنقل الجوي (إياتا) بـ"استعدادها للتعاون في تحقيق غير منحاز". وندد رئيس شركة راين إير مايكل أوليري بعمل "قرصنة"، مؤكدا أن عناصر من أجهزة الاستخبارات البيلاروسية ربما كانوا على متن الطائرة. ويبحث قادة الاتحاد الأوروبي أيضا مسألة تصاعد التوتر مع روسيا بعد عقوبات فرضتها موسكو على مسؤولين أوروبيين ردا على تدابير اتّخذتها بروكسل في آذار/مارس إثر توقيف المعارض أليكسي نافالني. وسيكلّف القادة الأوروبيون وزير خارجية التكتل جوزيب بوريل إعداد تقرير حول الاستراتيجية الواجب اتّباعها حيال روسيا. وستخصص اجتماعات اليوم الثاني من القمة لبحث الجائحة وشؤون المناخ. بايدن يندد ويؤيد فرض عقوبات من جهته، ندد الرئيس الأمريكي جو بايدن الإثنين باعتراض طائرة راين إير، واصفا الخطوة بـ "الفاضحة" ومطالبا بالافراج الفوري عن المعارض. وقال الرئيس الديمقراطي في بيان "الولايات المتحدة تدين بشدة تغيير مسار الطائرة واعتقال رومان بروتاسيفيتش". وأضاف بايدن "هذا الحدث الفاضح وشريط الفيديو الذي يبدو أن بروتاسيفيتش صوره تحت الإكراه هما هجومان مخجلان بحق المعارضة السياسية وحرية الصحافة"، معربا عن تأييده للعقوبات التي اتخذها الاتحاد الأوروبي بحق بيلاروس ومطالبا بالإفراج عن المعارض. وتابع "أضم صوتي إلى الدعوات الكثيرة لإجراء تحقيق دولي لتحديد الوقائع. أرحب بالأنباء عن أن الاتحاد الأوروبي دعا إلى عقوبات اقتصادية موجهة وإجراءات أخرى، وقد طلبتُ من فريقي التفكير في الخيارات المناسبة لمحاسبة المسؤولين، بالتنسيق الوثيق مع الاتحاد الأوروبي وحلفاء وشركاء آخرين ومنظمات دولية". من جهته تحدث مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان إلى سفيتلانا تيخانوفسكايا، المعارضة البيلاروسية في المنفى في ليتوانيا، معبرا لها عن "دعم الولايات المتحدة القوي" للمطالبات بتوفير "الديمقراطية وحقوق الإنسان والحريات الأساسية" للشعب، حسب ما جاء في بيان. ويبدي نظام لوكاشنكو الحاكم منذ 1994 نزعة سلطوية متزايدة منذ قمع حركة احتجاج شعبية غير مسبوقة العام الماضي، نزل فيها عشرات الآلاف إلى الشوارع. وتراجعت الحركة تدريجا أمام قمع شديد، وباتت جميع وجوهها في السجن أو في المنفى القسري، فيما يقضي ناشطون وصحفيون عقوبات شديدة بالسجن.
مشاركة :