بوتين: مزاعم سقوط قتلى مدنيين سوريين في الضربات الروسية هجوم إعلامي

  • 10/2/2015
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين امس: إن مزاعم سقوط قتلى من المدنيين في ضربات جوية روسية بسورية "هجوم إعلامي". وأضاف أن روسيا تنسق تحركاتها في سورية مع المخابرات الأميركية ووزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون). الى ذلك شنت روسيا امس ضربات جديدة في سورية مؤكدة انها تريد مواجهة تنظيم داعش وكذلك "المجموعات الارهابية الاخرى" المعارضة لنظام الرئيس السوري بشار الاسد. وغداة الغارات الاولى للطيران الروسي يجتمع الاميركيون والروس بشكل طارئ لاجراء حد ادنى من التنسيق والحوار لتجنب الحوادث بين الطائرات المقاتلة. وتحدث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن "حرب اعلامية" بعد الاتهامات التي وجهتها المعارضة السورية في المنفى للطيران الروسي بالتسبب بسقوط قتلى مدنيين خلال اولى ضرباته في سورية الاربعاء. وبات المجال الجوي السوري مكتظا، بين المهام الجوية لدول التحالف بقيادة اميركية وغارات الطيران السوري ومؤخرا سلاح الجو الروسي. واكد مصدر امني سوري ان "اربع طائرات حربية روسية اغارت على مقرات لجيش الفتح في جسر الشغور وجبل الزاوية في ريف ادلب كما استهدفت اهدافا للجماعات المسلحة بينها مقرات ومخازن اسلحة في قرية الحواش عند سفح جبل الزاوية بريف حماة الغربي". ويشمل "جيش الفتح" جبهة النصرة، فرع القاعدة في سورية، ومجموعات اسلامية على غرار "احرار الشام"، وهو يواجه نظام الرئيس السوري بشار الاسد وتنظيم داعش. وكان هذا التحالف بين المجموعات وجه ضربات كبرى للجيش السوري في الربيع عند استيلائه على محافظة ادلب وهدد "المنطقة العلوية" على الساحل المتوسطي التي قد يؤدي سقوطها الى تهديد جدي للنظام. واعلن الجيش الروسي امس شن ضربات ليلية جديدة في سورية على اربعة مواقع لتنظيم داعش في محافظات ادلب وحماه وحمص دمرت "مقر قيادة مجموعات ارهابية ومخزن اسلحة في منطقة ادلب" وكذلك مشغلا لصنع سيارات مفخخة في شمال حمص. وافادت مصادر اميركية ان الروس نشروا 32 طائرة مقاتلة من بينها قاذفات قنابل ومطاردات سوخوي في مطار تم تحويله الى قاعدة عسكرية قرب اللاذقية غرب البلاد. وبعد لقائه في الامم المتحدة نظيره الاميركي جون كيري للمرة الثالثة خلال ايام، رفض وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الشكوك والاتهامات التي عبر عنها كل من البنتاغون والخارجية الفرنسية ورئيس الائتلاف السوري المعارض خالد خوجا ومفادها ان الطيارين الروس لم يستهدفوا عناصر تنظيم داعش الاربعاء. وقال لافروف: "ان الشائعات التي تفيد بان اهداف هذه الضربات لم تكن تنظيم داعش عارية عن الصحة تماماً" مضيفاً انه لم يتلق "اي معلومات" عن وقوع ضحايا مدنيين جراء القصف، وفق ما جاء في بيان. واكد ان الطيران الروسي "يعمل جاهداً لتنفيذ ضربات محددة الأهداف". واعلنت وزارة الدفاع الروسية مساء الاربعاء انها نفذت 20 طلعة جوية لتدمير ثمانية اهداف لمواقع تنظيم داعش بموجب الاستراتيجية التي حددها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والقائمة على "التحرك بشكل استباقي ضد الارهابيين وتدمير مواقعهم في سورية قبل وصولهم الى بلادنا". واوضح لافروف انه اكد "بكل صدق" لنظيره الاميركي ان روسيا تتدخل بطلب من الرئاسة السورية ضد "تنظيم داعش والجماعات الارهابية الاخرى حصرًا". لكن الفارق في تصنيف "الارهابيين" بين روسيا والغرب لا يزال قائما ويتوقع ان يستمر. فالاوروبيون والعرب والاميركيون يميزون بين تنظيم داعش وجبهة النصرة، ذراع تنظيم القاعدة في سورية، والمعارضة السورية المعتدلة التي يدعمونها، فيما تعتبر موسكو ان كل مسلح معارض لنظام الرئيس السوري "ارهابي". وقال وزير الدفاع الاميركي اشتون كارتر ان الغارات "حصلت على ما يبدو في مناطق لا توجد فيها على الارجح قوات لتنظيم داعش" معتبراً ان الحملة الروسية "ستكون محكومة بالفشل" اذا ركزت على هدف واحد وهو الدفاع عن نظام الرئيس السوري. غير ان وزير الخارجية الاميركي جون كيري ابدى المزيد من المرونة مؤكدا امام مجلس الامن الدولي الاربعاء ان الولايات المتحدة لن تعارض الضربات الجوية الروسية في سورية اذا كان الهدف "الحقيقي" منها هزيمة تنظيم داعش والقاعدة. واكد التلفزيون الرسمي السوري حصول ضربات في محافظتي حماة (شمال غرب) وحمص (وسط). لكن رئيس الائتلاف السوري المعارض خالد خوجا افاد من نيويورك الاربعاء ان 36 مدنياً قتلوا في ضربة جوية روسية في منطقة حمص. ورد الرئيس الروسي الخميس قائلًا: "في ما يتعلق بالمعلومات الصحافية التي اشارت الى ضحايا في صفوف السكان المدنيين، نحن مستعدون لهذه الحرب الاعلامية" مؤكدا ان هذه الاتهامات اعدت حتى قبل ان تقلع الطائرات الروسية في الاجواء السورية. واعتبر الرئيس الروسي ان العمليات في سورية "هي السبيل الوحيد لمحاربة الارهاب الدولي بشكل فعال"، داعياً الرئيس السوري الى قبول "تسوية" مع المعارضة التي تتسامح معها دمشق.

مشاركة :