عزا الفنان الكويتي سعد الفرج تراجع مستوى الأعمال المسرحية الكويتية والفن عموما؛ إلى التضييق على المسرح فيما أسماه بـ هجمة واجهها المسرح من تيارات سياسية ودينية عقب تحرير الكويت، إلا أنه بشر بمستقبل جيد للمسرح من خلال دعم رسمي يسعى إلى إعادة المسرح الكويتي إلى عهده الذهبي، وقال: لا بد أن يأخذ المسرح دوره مرة أخرى إذا قام عليه مخلصون للوطن وللدين ولقيم المجتمع.وجاء ذلك في ندوة بعنوان حديث في المسرح الخليجي أقامها ملتقى الفنار بسيهات والذي يقوم على إدارته الناقد عيد الناصر، حيث اغتنم المنظمون فرصة تواجد الفرج في محافظة القطيف؛ لتقديم عرض مسرحي ضمن مهرجان الدوخلة الشعبي الذي يقام بمناسبة عيد الأضحى المبارك.أدار الندوة الفنان المسرحي السعودي عبدالعزيز السماعيل الذي قدّم في البدء مجموعة من الأسئلة، في حين فتح المجال في الشق الثاني من الندوة لأسئلة الجمهور. وقال الفرج في معرض إجابته عن أسئلة السماعيل إن مسرح الثمانينات كان جريئا في طرحه للقضايا السياسية في تلك الحقبة كما في مسرحيات مثل مضارب بني نفط، هذا سيفوه، حامي الديار. وأضاف الفرج: بعد التحرير لا يوجد مسرح في الكويت، فلم نستطع عمل مسرح سياسي، وصار العمل المسرحي خاسرا ويعامل معاملة التجارة المحرمة بعد أن كان لنا جمهور عريض وإقبال منقطع النظير، واستدرك السماعيل عليه متسائلا: ولكنكم بالرغم من ذلك مثلتم فيلم تورا بورا في 2009 فرد الفرج عليه: ولكنه منع من العرض، وعلق السماعيل قائلا: يذكر مخرج الفيلم أنه تلقى تهديدات بعد تصوير الفيلم ولكنه مع ذلك عرض لمدة 11 أسبوعا. ثم حكى الفرج قصة الفيلم الذي يتعرض فيه مراهق إلى غسيل دماغ فيهاجر إلى أفغانستان ويعلم الأب من خلال الجهات الرسمية بمكانه فيطالبهم بإعادته فيعتذرون عن ذلك؛ لعدم قدرتهم على إعادته؛ لكونه ذهب بإرادته، ويقرر الأب الثري والأم التي تعمل أستاذة في الجامعة الذهاب إلى أفغانستان لإعادة ابنهما. ويقول الفرج: الفيلم لا يهاجم الدين، ولكنه يرسل رسالة بأن على الآباء الانتباه لأبنائهم والاقتراب منهم، فالتربية ليست مجرد توفير سيارة أو حياة فارهة للأبناء. واضاف: من المهم أن نتعايش مع أبنائنا، حتى في المسرح من المهم أن نتعايش مع الشباب ونفهم أسلوبهم وأنا لا أزال أتعلم من الشباب أستفيد منهم، وأتعرف على طريقتهم المختلفة في الحياة، وحين يسقط المجتمع يسقط بأجمعه.وفي جانب من مداخلات الحضور الذي اكتظت به القاعة، تساءل علي الحرز عن تراجع المستوى الديموقراطي والفني والرياضي للكويت، فأجاب الفرج إن التراجع لا يمكن تقسيمه فهو تراجع عام وشامل لجميع جوانب الحياة. وفي مداخلة لعدنان السادة قال: من خلال قراءتي لسيرتك الذاتية لاحظت إصرارك على التميز في الدراسة وفي الأداء الفني فما هو سر هذا الإصرار؟ وأجاب الفرج إن عشق المسرح شكل دافعا له للإصرار على التعلم ومواصلة الدراسة لفهم أبعاد الفن وآفاقه.وأضاف: حين تركت الكويت للدراسة طلب مني الفنان عبدالحسين عبدالرضا العودة للعمل، مبينا أن الساحة فيها إقبال كبير على أعمالنا، إلا أنني أجبته بأنني سأعود للمسرح بعد أن أكمل مرحلة البكالوريوس، لقد كان عشق المسرح دافعا لي للبحث والتعلم منذ البدايات، حيث كنت أبيع التذاكر وأساعد الممثلين في المسارح المدرسية على ارتداء ملابسهم إلى اليوم، حيث لا أزال أتعلم من المسرح ولم أصل إلى النهاية. لا مسرح في السعودية وأجاب الفرج عن سؤال عن المسرح السعودي نافيا أن يكون في السعودية مسرح، فالمسرح لا يقوم بدون وجود دعامتين لأن المسرح هو الحياة وهو الأسرة السوية التي لا يمكن أن تتكون إلا من خلال الرجل والمرأة، وأجاب الفرج عن سؤال للصحفي عبدالله الدحيلان عن تراجع الفرج عن أفكاره القومية قائلا إن السبب في هذا هو غزو الكويت الذي عانت فيه العوائل الكويتية بما فيها أبناؤه من اضطهاد وظلم نظام كانت جميع العوائل تقدره وترفع صور قائده، باعتباره حامي البوابة الشرقية. وختمت الأمسية بتكريم الفنان الفرج حيث قدم القاص جبير المليحان درعا تذكارية باسم ملتقى الفنار وسط احتفاء الحضور بالضيف والتقاط الصور التذكارية معه.
مشاركة :