حذر وزير الخارجية الاردني ناصر جودة من حرب دينية قد تنجم جراء انتهاك قوات الاحتلال الإسرائيلي للمقدسات في القدس. وأكد جودة ان مسببات وبذور النزاعات في المنطقة، والتي تفاعلت وتفاقمت في إطار ما عرف وسمي بالربيع العربي، ناتجة عن الحرمان في عديد من دول المنطقة، والتي بدأت في مراحل مختلفة إبان العقود الماضية، وتراكمت واستفحلت حتى مرحلة الانفجار. وقال خلال مشاركته في جلسة مجلس الأمن حول تسوية النزاعات في الشرق الأوسط وشمال افريقيا والتصدي لخطر الارهاب ومحاربته في المنطقة إن القاسم المشترك في كل دول المنطقة التي تشهد نزاعات اليوم، هو تراكمات هذا الحرمان إن كان سياسيا او اقتصاديا او اجتماعيا، وغياب الأفق السياسي لتصحيح المسار في هذه الدول، والابتعاد عن سياسات الإقصاء والتهميش، والتي بدورها مهدت لأرضية تقوم على مقاربات طائفية او مذهبية او قبلية على حساب دور الدولة الجامع والوحدة الوطنية بين مكونات النسيج الوطني لهذه الدول، والتي وفرت البيئة الخصبة للتنظيمات الإرهابية لاستغلالها وتعزيز تواجدها. وأكد أن ما يحدث اليوم في القدس المحتلة وخاصة في المسجد الأقصى المبارك، الحرم القدسي الشريف، واستمرار الانتهاكات الإسرائيلية يهدد باندلاع حرب دينية. وطالب جودة إسرائيل بوقف هذه الانتهاكات فورا واحترام قدسية الأماكن المقدسة من منطلق وصاية الملك عبدالله الثاني على المقدسات المسيحية والإسلامية في القدس الشريف، وتفاديا لتفاقم هذه الأزمة، وهذه النزعات في مختلف أنحاء العالم، ومما لا شك فيه، ان البذرة الاولى للحرمان في المنطقة كانت في حرمان الشعب الفلسطيني من حقه في تحقيق طموحه الوطني والتاريخي بإقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني وعلى مدار سبعة عقود، والتي شكلت البداية لعدم الاستقرار في المنطقة وتولد الاحتقان لدى كل شعوب في المنطقة والذي ترجم الى أشكال متعددة من التطرف في المنطقة وخارج حدود المنطقة على مدار السنوات والعقود حتى يومنا هذا.
مشاركة :