يخشى سكان مدينة غوما الواقعة عند سفح بركان نيراغونغو الذي انفجر السبت في شرق جمهورية الكونغو الديموقراطية، الثلاثاء من ثوران جديد بعدما أدت الهزات الأرضية المتتالية إلى حدوث تصدعات في الأرض. ارتفعت حصيلة الضحايا منذ ثوران البركان بشكل مفاجئ مساء السبت إلى 32 قتيلا، بحسب الحماية المدنية، بحيث لقي سبعة أشخاص على الأقل حتفهم الاثنين اختناقا بأبخرة سامة أثناء سيرهم على سيل الحمم البركانية. وكانت حصيلة سابقة أوردت مصرع 20. وذكر تقييم انساني أولي نقلته اللجنة الدولية للصليب الأحمر في غوما أن 900 إلى 2500 منزل دُمرت بسبب تدفقات الحمم البركانية. وضربت هزات على مدار اليوم المنطقة وكان بعضها شديدة القوة. وعُثر على تشققين بعرض عشرات السنتيمترات في بعض الأماكن أديا إلى تصدع الأرض في المدينة وتأجيج الخوف من ثوران البركان مجدداً. وقسم أحدهما الأرض في الجزء الغربي من المدينة وامتد لعدة مئات من الأمتار، بين جبل غوما الذي يحد المدينة من الشمال وشواطئ بحيرة كيفو. وظهر الآخر، الممتد على نحو مئة متر، بالقرب من المطار، على الطريق الرئيسي المؤدية من غوما إلى بوتيمبو، باتجاه شمال المقاطعة. وقالت إشارا باشينينغا، من سكان المدينة، "إن وجود هذا الصدع الطويل في جبل غوما يُشعرنا بالهلع. ليخبرونا أين يمكننا الذهاب لأننا نخشى الأسوأ". واورد أحد الجنود "نشعر بالرعب من هذه التشققات. عناصر مونوسكو (بعثة الامم المتحدة) الموجودون في جبل غوما بدأوا بحزم أمتعتهم والاستعداد للمغادرة. لم يتم إبلاغنا بأي شيء". ولم يدل الوفد الوزاري الذي توجه إلى غوما صباح الاثنين بأي تصريح الثلاثاء حول الوضع. توافد مئات الأشخاص إلى ميناء غوما للتوجه إلى بوكافو التي تبعد 70 كيلومتراً إلى الجنوب الغربي على الشاطئ الجنوبي لبحيرة كيفو، وفق ما ذكر مالك سفينة مشيراً أنه لم يتوقع هذا التدفق المفاجئ. وعلاوة على دعم النازحين والبحث عن الأطفال المفقودين، تكمن "المشكلة الملحة في توفير المياه" في هذه البلدة التي دمرت الحمم البركانية فيها جزئيا محطة معالجة مياه الصرف الصحي والكهرباء، بحسب اللجنة الدولية للصليب الأحمر. وذكرت إذاعة أوكابي التابعة للأمم المتحدة أن عشرة أحياء على الأقل محرومة من المياه. كما أعربت اليونيسف عن قلقها على مصير ما لا يقل عن 150 طفلا منفصلين عن ذويهم، و 170 آخرين في عداد المفقودين. وتوقفت حركة المرور على الطريق بين غوما وبوتيمبو، وهي محور إقليمي حيوي بسبب التدفق الهائل للحمم الصخرية. ولا يزال مطار غوما مغلقا، كما أُغلق مطار بوكافو الذي أعيد فتحه في اليوم السابق مرة أخرى بأمر من وزارة النقل.