على منصاتها الافتراضية، أقامت منصة الفن المعاصر (كاب) حوارا مع الكاتب خالد النصرالله حول روايته "الخط الأبيض من الليل" التي صدرت عن دار الساقي، وأدار الحوار الروائي إبراهيم فرغلي. في بدايته، تطرّق النصرالله بالحديث عن فكرة الرواية، والتي ترتكز على قضية متشعبة ومتوسعة وقصة شائعة ولها أشكال عدة، فهي تتحدث على الوضع الإنساني الملتبس لشخصية الرقيب، وبطل الرواية عن شخصية تحب ومتعلقة بالقراءة منذ الصغر، وعندما يكبر يقضي معظم وقته في القراءة فيقرأ يوميا ما لا يقل عن 200 صفحة مع رغبة والده الدائمة لمحاولة السيطرة على طموحه ورغبته في الثقافة والاطلاع. الجهاز الرقابي وذكر النصرالله أن شخصية الرواية استمدها من شخصية تعمل في الجهاز الرقابي، لافتا إلى أنه أخذ كثيرا من أجواء العمل من خلاله. وأضاف أنه في نقاشه للقضية في الرواية لم يحدد دولة معيّنة، ولكن أخذها بإطار عالمي، أما عن عنوان الرواية "الخط الأبيض من الليل"، فيقول في البداية وضع عنوان "المسودة"، وعندما شعر أن العنوان يشبه كل عناوينه السابقة وفيه نوع من الجمود، طرأ عنوان آخر وهو "الخط الأبيض من الليل الأسود"، والرواية استغرقت سنتين في كتابتها، وبعد انتهائه من العمل ومراجعته عدة مرات ظهر هذا العنوان، وأن له طابعا شعريا، والأهم من ذلك أنه يحوم حول فكرة النص بشكل أو بآخر، خصوصا الخط والليل والأبيض. موضوع ساخر أما عن موضوع الرقابة وطريقة تناوله في الرواية فيقول: "أنا حاولت أن أعطي طابعا جادا في العمل، لكنّ الموضوع في حد ذاته ساخر، وأغلب القضايا في العالم تكون نهايتها تؤدي إلى السخرية"، لافتا إلى أن السخرية من الممكن أن تعطي لينا في النص حتى لا يكون جامدا. وعن التقنية الكتابية التي استخدمها في النص أوضح النصرالله أن الكتابة تمرّ في عدة مراحل، واستخدام مدخل نص داخل نص قد استخدمته في رواية "الدرك الأعلى"، لكن بشكل مختلف، مشيرا إلى أنه تستهويه تلك الأجواء، فقد كانت بدايته في معرفة هذا التكنيك في إحدى روايات بول أوستر "ليلة التنبؤ". وفي رواية "الخط الأبيض من الليل" قال استخدام هذا التكنيك مرهق في الكتابة، لكن ممتع، وخصوصا عندما تدخل في جانب الراوي العليم وتحاول التمييز بين الصوتين، ووضح استخدام هذا التكنيك عندما تكلمت عن طفولة البطل ووضعت مدخلا آخر عن طفولته، وهو نص مستمد من حياته الخاصة، حيث جعل نوع من التناص في النص، ليدخل فيه أسلوب "الحبكة" وحتى يعطي نوع من التشويق للقارئ، مضيفا أن نهاية الرواية أوضحت ذلك الجانب بشكل كبير. من ناحية أخرى، بيّن أن الرواية اشتملت على وصف دقيق لبعض الأماكن، ولكن لم يتأنّ في وصف شكل الشخصية المحورية، وهو "المدقق"، وانه وصف ما يجب أن يوصف ويعطي دلالة للقارئ حتى يدخل في النص وينسجم مع الأجواء العامة، وعلّق قائلا "هذا في اعتقادي الخاص، وأتمنى أن أكون قد وفقت في ذلك".
مشاركة :