أولى قادة هذه البلاد منذ تأسيسها على يد جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود – طيب الله ثراه – مروراً بأبنائه الملوك البررة سعود وفيصل وخالد وفهد وعبدالله – رحمهم الله – ، وصولاً لعهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين وسمو ولي ولي العهد – حفظهم الله – ، اهتماماً كبيراً بتنمية وتطوير هذا الوطن الغالي للوصول به إلى مصاف الدول المتقدمة على كافة الأصعدة ، من خلال تنفيذ المشروعات الضخمة العملاقة بمختلف المجالات بمبالغ هائلة تقدر بمليارات الريالات. فقد حظيت منطقة الباحة كغيرها من مناطق المملكة بمشاريع تنموية ضخمة ، شملت جميع جوانب الحياة التي تلامس وتحقق رغبات وراحة وسعادة المواطن ، التي تنعكس إيجاباً على مكتسبات الوطن بالمحافظة عليها، في ظل ما تلقاه من اهتمام ومتابعة من صاحب السمو الملكي الأمير مشاري بن سعود بن عبدالعزيز أمير منطقة الباحة ، الذي يحرص على تحقيق ما يتطلع إليه أهالي منطقة الباحة من خلال تنفيذ المشروعات التنموية التي تحقق لهم الراحة والرفاهية ورغد العيش . ولعلّ من المناسب في هذه المناسبة الوطنية الغالية لذكرى اليوم الوطني الـ 85 للمملكة التحدث عن أبرز المشروعات التنموية التي شهدتها منطقة الباحة ، ولكون قادة هذه البلاد ينتهجون كتاب الله وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم شرعاً ودستوراً لها , فقد اهتموا بالمشاعر المقدسة ، من خلال التوسعات العظيمة التي يشهدها الحرمين الشريفين ، وخدمة ضيوف الرحمن من الزوار والمعتمرين ، إلى جانب العناية بالمساجد وبيوت الله ونشر الإسلام في شتى بقاع الأرض ، إلى جانب الدعم ألا محدود لفروع وزارة الشئون الإسلامية للقيام بواجبها تجاه الدعوة إلى الله ، حيث حظي فرع الوزارة بمنطقة الباحة في ميزانية الخير لهذا العام اعتماد نحو 20 مليون ريال لترميم المساجد وإنشاء العديد من الجوامع في منطقة الباحة ومحافظ وتواصل جامعة الباحة التي أسست عام هـ 1426 ،إنشاء إداراتها المختلفة وكلياتها المختلف للطلاب وللطالبات ، من خلال ما اعتمد لها من ميزانية لهذا العام 36/1437 تجاوز مبلغ المليار ريال ، لتتواصل عمليات التطوير في جميع مناحي العمل لاسيما في مجال البحث العلمي وبناء الخطط الدراسية وتطويرها وتدريب أعضاء هيئة التدريس وتوفير جميع متطلبات العملية التعليمية والأكاديمية. كما شهد قطاع التعليم العام تطوراً لافتاً في حجم المشروعات التعليمية للبنين والبنات , حيث حظي التعليم في المنطقة من كريم العطاء والدعم ، من خلال ما ميزانية الخير لهذا العام التي بلغت ما يقارب 200 مليون ريال ، لدعم نهضة التعليم في مجال إنشاء المباني المدرسية والمرافق التعليمة والتجهيزات المدرسية والتقنيات التربوية والصيانة والتشغيل ، إلى جانب ما حظيت به الباحة من نصيب كبير من مشروع خادم الحرمين الشريفين لتطوير المباني المدرسية ، حيث خصص للمنطقة 142 مشروعاً تعليمياً ، مابين إنشاء مبان مدرسية ورياض أطفال وصالات متعددة الأغراض وملاعب زراعية ، تتيح لأبنائنا الطلاب وبناتنا الطالبات مجالات التعلم في بيئة تعليمية فاعلة تفي بمتطلبات العمل التعليمي والتربوي المتميز. وشملت النهضة التنموية للباحة مشروعات أمانة منطقة الباحة وبلدياتها التي شهدت دعم لامحدود من خلال الميزانيات الضخمة التي شهدتها المملكة ، حيث تقوم الأمانة والبلديات المرتبطة بدراسة وطرح وترسية كل المشاريع التي تم اعتمادها في ميزانية السنة المالية الحالية التي تقدر بنحو (209.000.000) ريال ، تضمنت العديد من المشروعات ، منها سفلتة وأرصفة وتحسين وتجميل إنارة وإعادة تأهيل وتطوير الشوارع الرئيسية ، وإنشاء مركز نظم معلومات جغرافية بالباحة ، وإنشاء مرافق القرية التراثية ، وتنفيذ البنية التحتية لمركز الحاسب الآلي ، واستكمال الخدامات والمرافق لمنتزه غابة رغدان ، وإنشاء حدائق وملاعب للأحياء والقري ، وإنشاء جسور مشاه ومدافن للتخلص من النفايات وردم المستنقعات. فيما تضمنت المشروعات البلدية والخدمية في المنطقة محافظاتها تحسين وتطوير القرى التراثية ، وتطوير تأهيل الطرق والشوارع والإنارة والأسواق والمسالخ ، حيث ستشكل هذه المشاريع نقلة نوعية على كافة الأصعدة في مستوى الخدمات المقدمة للمواطن والمقيم. وما دمنا في أجواء أفراحنا لا نرى ضيراً في إيجاز بعض ملامح عطايا الوطن وقيادته الرشيدة للتنمية الصحية بمنطقة الباحة ، حيث تم اعتماد حزمة من المشاريع الصحية بميزانية هذا العام 1436هـ في منطقة الباحة تقيد قيمتها بأكثر من 400 مليون ريال ، شملت إنشاء مستشفى الصحة النفسية بسعة 200 سرير وبقيمة 200 مليون ريال ، ومركز القلب بسعة 50 سرير وبتكلفة 80 مليون ريال ، ومركز الأسنان بالمخواة الذي يضم 25 عيادة بتكلفة 25 مليون ريال ، وكذلك مشاريع تطويرية بمستشفى الملك فهد ومنها ( العناية المركزة للكبار ، العناية المركزة لحديثي الولادة ، العمليات ، التعقيم ، المختبر ، الأشعة ، السجلات الطبية ، المناظير، المطبخ ، الموقع العام ) بتكلفة إجمالية بلغت 103 مليون ريال ، إلى جانب العديد من المشروعات الصحية التي تم إنجازها والعمل بها بكل ما يخدم صحة المواطن . ومن ضمن مشروعات التنمية الصحية الهادفة إلى الارتقاء بصحة المواطن والمقيم لتكون في أفضل صورة ، فقد تم بفضل الله استلام وتشغيل كلّ من مستشفى بلجرشي العام الجديد ،ومستشفى القرى العام ، إضافة إلى/42/ مركزاً صحياً ، فيما يقترب الانتهاء من استلام وتشغيل مشروعات أخرى مهمة مثل ، مستشفى المخواة الجديد ، ومركز الكلى بمستشفى الملك فهد بالباحة ، ومركز الكلى بمستشفى بلجرشي العام، وتشغيل وتجهيز مركز الأسنان بالباحة والمرحلة الخامسة من المراكز الصحية، ، إلى جانب عدد من المنجزات الأخرى الرائدة التي تم افتتاحها خلال الفترة الماضية وتشمل : وحدة العناية المركزة للكبار بمستشفى بلجرشي العام ، وعيادة مكافحة التدخين بمستشفى العقيق ، ووحدة الطب المنزلي بمستشفى الحجرة ، ووحدة غسيل الكلى ووحدة العلاج الطبيعي بمستشفى القرى . فيما سيتم بمشيئة الله تدشين مشروعات أخرى في المستقبل القريب مثل نقل مستشفى الصحة النفسية ، إلى مقر مبنى المستشفى العام القديم ببلجرشي بعد ترميمه ، ونقل العيادات الخارجية بمستشفى الملك فهد بالباحة إلى مقرها الجديد في البرج الطبي ، وافتتاح مبنى الكلى الجديد وسكن التمريض بمستشفى المندق العام ، وافتتاح وحدة الكلى بمستشفى العقيق العام ، وافتتاح وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة بمستشفى بلجرشي العام ، فيما وضعت صحة الباحة عدة أهداف يجري العمل متسارعاً لبلوغها وتحقيقها مثل : استحداث وتشغيل مراكز صحية جديدة ، وتطبيق برنامج معايير الاعتماد للمراكز الصحية ، وبرنامج الحوسبة. من جانب آخر تواصلت جهود هذا الوطن المعطاء في تنفيذ المشاريع الحيوية حيث يشهد قطاع المياه في منطقة الباحة طفرة نوعية في عدد المشاريع ونوعها ، فقد أنفقت حكومة خادم الحرمين الشريفين بسخاء على هذا القطاع بمنطقة الباحة ، ولعلنا نورد بعض الانجازات التي تحققت في قطاع المياه والصرف الصحي بالمنطقة خلال مسيرة الخير والتنمية المتواصلة ، فقد تمكنت المديرية العامة للمياه بالمنطقة من تلبية الطلب المتزايد على المياه بإنتاج 100 ألف متر مكعب في اليوم لتوزعها عبر شبكات المياه التي تغطي ما يزيد عن 70% من منطقة الباحة ، إضافة إلى 23 منهلاً موزعه على جميع المدن ، مع إنشاء مشاريع إستراتيجية وعاجلة للصرف الصحي حفاظاً على البيئة وصحة الانسان . وقد نفذت تلك المشروعات بميزانيات ضخمة وسخية من حكومة خادم الحرمين الشريفين تجاوزت الخمسة مليار ريال خلال الفترة الماضية ، فيما لا يزال الدعم متواصل ، لتنفيذ مشاريع للقضاء بفضل الله على شح المياه في المنطقة ووفرت المصادر الآمنة وعملت على إيجاد بدائل وحلول لمواجه التحديات . إلى ذلك قطعت مديرية مياه الباحة شوطاً كبيراً في تنفيذ البنية التحتية لمشروعات الصرف الصحي في جميع محافظات المنطقة ، حيث عملت المديرية على تنفيذ مشاريع الصرف الصحي العاجلة بإنشاء وحدات معالجة مصغرة موزعة على محافظات المنطقة بحيث يتم سحب مياه الصرف من خزانات الأهالي بواسطة الناقلات بالمجان ليتم تفريغها في المحطة ومعالجتها حفاظا على البيئة كحل مؤقت حتى ينتهي تنفيذ مشاريع الصرف الرئيسية . على صعيد ذي صلة حظي هذا الجزء الغالي من الوطن بشبكة من الطرق الحديثة التي اخترقت جبال منطقة الباحة وأوديتها حاضرة وبادية سرآة وتهامة ، حيث بلغت ميزانية مشروعات الطرق لهذا العام نحو 650.000.000 ريال ، شملت تنفيذ عدد من الطرق الجديدة واستكمال بعض الطرق الحيوية المهمة مثل الطريق الدائري لمدينة الباحة ، وإنارة طريق الباحة الحزم المطار ، واستكمال ربط محافظة بلجرشي بالعقيق وربط محافظة القرى بالعقيق ، واستكمال الطريق الدائري الذي يربط المنطقة بطريق الرياض ، واستكمال بعض الطرق الفرعية بالمنطقة ، إلى جانب أعمال الصيانة والدراسة والتصميم لبعض الطرق الأخرى . كما اهتمت الدولة – رعاها الله – بتدريب الشباب وتوظيفهم ودعم كل توجه لإيجاد مسارات تدريب متطورة وغير تقليدية تستوعب الشباب وتمدهم بمهارات سلوكية ومهنية في شتى المهن التي يحتاجها سوق العمل ، ولعل تلك المشاريع التي حظيت بها منطقة الباحة في مجال التدريب التقني والمهني أحد شواهد ذلك الدعم اللامحدود ، التي بلغت في مجملها أكثر من 193 مليون ريال ، ولإنشاء وتجهيز منشآت تدريبية تحقق أهداف المخطط الإقليمي وإستراتيجية التنمية للمنطقة التي ترتكز على بناء الإنسان وتنمية المكان للمضي قدماً نحو العالم الأول بعون الله تعالى. ويجري العمل حالياً على تنفيذ (5) مشاريع تدريبية جديدة في عدد من محافظات منطقة الباحة ومنها : مشروع الكلية التقنية للبنات بالباحة بتكلفة إنشاء تقدر بـ 91.627.836 ريال ، وكذلك مشروع استبدال المعهد الصناعي الثانوي بالباحة بتكلفة بلغت 32.916.000 يال ، إلى جانب إنشاء معهدين صناعيين جديدين في كلاً من بلجرشي بتكلفة 31.688.835 ريال ، وكذلك في محافظة المندق بتكلفة تقدر بـ 37.276.987 ريال ، إلى جانب إنشاء معهد صناعي ثانوي بسجن منطقة الباحة بتكلفة 3.186.000 ريال . كما يحرص مكتب التدريب التقني والمهني بمنطقة الباحة على تحقيق أقصى الاستفادة من هذا الدعم المالي السخي الذي تقدمه حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز- حفظه الله – لتحقيق الإسهام الفاعل للمؤسسة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية والبيئية ، وذلك بتوفير التدريب التقني والمهني لأبناء وبنات الوطن بالجودة والكفاية التي يتطلبها سوق العمل وتحقيق ريادة عالمية تكفل الاستقلالية والاكتفاء الذاتي ، كما يبذل المكتب جهوداً مضاعفة للدخول في شراكات إستراتيجية مع قطاعات الأعمال الكبيرة، التي أثمرت بفضل الله عن تحقيق المزيد من التوسع في دخول هذه الشراكات قطاع التدريب والإسهام في تنمية وتأهيل الموارد البشرية الوطنية وذلك تحقيقاً لتطلعات ولاة أمرنا – حفظهم الله – . وفي الجانب السياحي فإن المنطقة تشهد في هذه الأيام حراكاً كبيراً لإعادة تأهيل وتطوير القرى والأسواق التراثية التي تقوم على تنفيذها الهيئة العامة للسياحة والآثار, إلى جانب إنشاء متحف الباحة الذي تفوق قيمته الـ 30 مليون ريال , وكذا مشروع القرية التراثية بالمنطقة التي اعتمد لها حتى الآن قرابة الـ 39 مليون ريال اضافة الى انشاء مجمعات تجارية وفنادق ، إلى جانب العديد من المشروعات الأخرى في مجالات الأدب والثقافة والرياضة وغيرها من المشاريع التنموية التي تلامس حياة المواطن وتحقق تنمية الوطن .
مشاركة :