عندما تغيب الحكمة

  • 5/26/2021
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

يختبر الإنسان نفسه في المواقف التي تتطلب الحكمة والسيطرة على الانفعالات وحالة الغضب، كما يختبر الإنسان نفسه في الانضباط والقدرة على مقاومة المغريات وقول (لا)، وهو يود أن يقول (نعم). عندما تغيب الحكمة ويسيطر الغضب، يتشاجر شخصان مثلا منافسة على موقف للسيارة ينتهي بقتل أحدهما.!، ويدخل شخص إلى السجن لأنه اختار تطبيق القانون بنفسه بدلا من المحاكم. يقال إن الصبر هو رفيق الحكمة، هناك من يخالف القانون لأنه غير قادر على ممارسة الصبر مثل من يتجاوز إشارة المرور الحمراء لأنه تأخر على العمل.! فيتسبب بوقوع حادث يضر به ويضر الآخرين. أليس الأفضل أن يتأخر خمس دقائق عن العمل من البقاء في المستشفى لمدة شهر؟ أليست الإنتاجية هي معيار تقييم الأداء وليس الحضور والانصراف؟ الحكمة في مواقف كثيرة تتطلب الإرادة. عندما تغيب الحكمة تضعف الإرادة، ويستسلم الإنسان لممارسات خاطئة أو غير أخلاقية، يستسلم للغضب أو العناد أو التكبر أو التنمر أو العنف الأسري أو الفساد الإداري أو العنصرية أو خيانة الوطن، أو الكذب أو غير ذلك من الممارسات السيئة التي يستمر الإنسان في ممارستها لأنه يفتقد للحكمة والإرادة، ضعف الإرادة هو الذي جعل أحدهم يقول: كل الأخطاء التي ارتكبتها في حياتي كانت في وقت أردت فيه أن أقول لا، ولكني قلت نعم. من الأقوال المعبرة عن الحكمة قول أحدهم: إن فن التحلي بالحكمة هو فن معرفة ما يمكنك التغاضي عنه. لنفكر معا بحكمة في الأشياء التي يمكن التغاضي عنها، أو التعامل معها بحكمة. أخطاء الأطفال، النقد غير الموضوعي، أخطاء الموظفين غير المقصودة، التأخر عن موعد، النقاش مع متطرف أو عنصري، أو سياسي يتاجر بمواقفه وآرائه. في غياب الحكمة والإرادة تضغط حالات الندم على الإنسان ويتمنى لو عادت به الأيام ليكون له تصرف مختلف، الأسرة والمدرسة بيئة تربوية لغرس القيم الجميلة وإكساب الأطفال مهارات التحكم في الانفعالات، والتدريب على التعامل مع المواقف الصعبة، وتنمية مهارات الحوار واحترام تعدد الآراء، والتعود على احترام الأنظمة والقوانين، وتنمية روح المسؤولية من خلال الممارسة وليس من خلال التوجيهات النظرية والاختبارات.

مشاركة :