تعد إدارة المخاطر Risk Management من أهم مقومات نظام حوكمة الشركات Corporate Governance. وفي ظل مدارس إدارة الشركات المتنوعة المعتمدة على نظريات تفسر الروابط بين الإدارة التنفيذية executive management وحملة الأسهم Shareholders والأطراف الأخرى Stakeholders، تمثل إدارة المخاطر عاملا رئيسا في تحديد مستوى كل طرف في التنبؤ بالمخاطر التي يمكن أن تواجه الشركة، وكيفية التعامل معها لضمان تعظيم المنافع لكل طرف من المستفيدين. إدارة المخاطر والمساءلة Accountability تعدان من الوظائف الرئيسة لمجلس الإدارة Board of Director. وهنا تعرف المخاطر بأنها حالة عدم الوضوح أو الشك الذي قد يرتبط بالربح أو الخسارة التي قد تتحقق في المستقبل. جميع الشركات معرضة لمواجهة مثل هذه المخاطر، ويبقي تحديد أو تصنيف أهمية هذه المخاطر من الوظائف الأساسية لفريق إدارة المخاطر التي ترتبط بمهام مجلس الإدارة، وتشكل علاقة ثنائية مع نظام الرقابة الداخلية Internal control system. وتساعد المنشأة على تحقيق أهدافها من خلال تنفيذ إجراءات تهدف إلى تحسين نظام إدارة المخاطر والرقابة والحوكمة. صنفت منظمة المعايير الأسترالية مجموعة من المخاطر يمكن أن تواجه الشركات في: 1 - المخاطر التجارية، وتشمل: إدارة الأصول، وتخطيط الموارد، وانقطاع العمل، والتغيير في البيئة المحيطة تقنيا أو سياسيا، وعمليات تحويل العملات، وفشل دراسات الجدوى، وضعف نظم المعلومات وشبكات الاتصال، وضعف الاستثمار، وعمليات التشغيل والصيانة، والنقل والمواصلات، وإدارة المشاريع، والتمويل، وغيرها. 2 - مخاطر تشريعية، تتضمن: المسؤولية القانونية عن المنتجات، والمسؤولية الإدارية، وعمليات التوظيف والتدريب وعلاقات العاملين، والبنود البيئية، ومنع الاحتيال، وظهور متطلبات قانونية جديدة، ومخاطر المسؤوليات العامة. 3 - مخاطر بشرية، تتمحور حول: أخلاقيات العمل، والمسائل ذات العلاقة بالصحة البشرية والحيوانية والبيئية، والاستشارات التخصصية، والسمعة، والأمن. 4 - المخاطر الطارئة، التي يندرج تحتها أي نوع من المخاطر المفاجئة مثل الحرائق، والكوارث الطبيعية، وغيرها. وفقا لأفضل الممارسات توصي الدراسات بوجود لجان مختصة في إدارة المخاطر ترتبط بالسلطة العليا "مجالس الإدارات" لتقييم ومراقبة المخاطر التي قد تواجه الشركات في مسيرتها، والمساعدة على إيجاد الحلول المناسبة لذلك. وإنشاء إدارات للمخاطر ترتبط بالإدارة التنفيذية وتتواءم مع إدارة المراجعة الداخلية والرقابة الداخلية. في ظل الواقع الذي يعيشه العالم حاليا تبرز أهمية إدارة المخاطر على كل الأصعدة، ويمكن تأكيد ذلك من خلال تحديث الأنظمة والتشريعات المساندة، ونشر ثقافة التخطيط والتعامل بناء على سلسلة المخاطر المتنبأ بها. للمحافظة على الشركات والمستفيدين منها، وبناء اقتصاد صامد ومتطور.
مشاركة :