لم يعد مستغربا أن يشكل حراج الخردة في أبها، شيئاً من الندوب التي تشوِّه جمال المدينة «البهية»، لمن يرتاد موقعه على طريق قرى بنى مالك، بسبب ما يشهده من عشوائية وعدم تنظيم ورداءة واضحة لمعظم ما يُعرض فيه، ناهيك عن كونه بات يمثِّل بؤرة للمخالفين والعمالة الوافدة التي تسيطر عليه. وجالت «عكاظ» في أرجاء الحراج، ورصدت بعض المشاهد التي كوّنت صورة واضحة عن مدى المعاناة التي يعيشها أصحاب المحلات فيه، إذ لا تتوفر فيه الكهرباء، كما ذكر عدد من العاملين فيه، حيث طالبوا عدة مرات بإيصالها دون فائدة، على حد قولهم، فهم يستعينون بالمولدات الكهربائية لإضاءة محلاتهم واختبار الأجهزة الكهربائية أثناء بيعها وشرائها. كما أن العمالة الأجنبية تسيطر على أغلب محلات الحراج المتهالكة، وأصبح المواطن بلا اعتبار هناك. موقع «متواضع» وفي هذا السياق، يقول المواطن سعد العسيري أحد المواطنين العاملين في الحراج، إنه منذ أكثر من 15 عاماً وهو يعمل في هذا الحراج المتواضع، بحسب وصفه، مشيرا إلى أن مقره كان على الحزام الدائري، وتم نقله قبل عدة سنوات إلى هذا الموقع. وأبان العسيري أن معاناتهم في الحراج، تتمثل في العمالة الأجنبية المسيطرة عليه، حيث يعملون لحسابهم ويسببون معاناة كبيرة لأصحاب المحلات السعوديين. وعود الخدمات كما شكا العم سعيد الشهراني (صاحب محل)، من معاناة الحراج من نقص الخدمات، خاصة المياه والكهرباء، مشيرا إلى أهمية الكهرباء في عملية البيع والشراء، بالنسبة لأصحاب محلات البيع وكذلك بالنسبة للزبون. وأوضح الشهراني أن أمانة منطقة عسير وعدتهم قبل سنوات بتوفير كافة الخدمات، إلا تلك الوعود ذهبت أدراج الرياح. سيطرة العمالة وأيّد العم الشهراني في الرأي عبدالله السنحاني، وأضاف إليها معاناته الشخصية مع العمالة الأجنبية في الحراج، مبينا أن معظم هذه العمالة غير مهنية وغير نظامية، وقال: «هناك أشخاص يتسترون عليهم»، مؤكدا في الوقت نفسه أن وجودهم لا بد منه ولا غنى عنهم؛ «فعلى عاتقهم يقوم الحراج، لكن لابد أن يكون هناك تنسيق وتنظيم للعمل في الحراج لمنع تلاعبهم في أسعار السلع». وأضاف السنحاني موضحا: «حينما يتقدم السعوديون لشراء الأثاث المنزلي من المواطنين، تتبارى العمالة الأجنبية برفع الأسعار حتى لا يقوم السعودي بشراء أي شيء يرغبه، وهذا يدل على سيطرتهم على السوق». ورصدت «عكاظ» أيضا عددا من السلبيات في أنحاء متفرقة من الحراج، وكانت الصورة خير دليل على عشوائيته. وفي هذا الصدد، أكد عدد من مرتاديه أن الحراج قبل سنوات كان أكثر تنظيما من الآن، حيث كان هناك تواجد مستمر لجميع الجهات الرقابية، سواء ميدانيا أو بشكل سري، مشيرين أن هذه الوضعية انتفت حاليا؛ ما ساعد في انتشار بيع المسروقات بعيدا عن أعين الرقابة، وازدادت كذلك النفايات والعشوائيات لعدم وجود من يحاسب. وطالب أصحاب المحلات ومرتادي الحراج، بتفعيل النظافة العامة فيه، خصوصا بالنسبة لمخلفات الخردوات غير المفيدة، التي يتم رميها على جوانب الطرق وخلف المحلات التجارية؛ ما يبعث عدم الرضا لمرتاديه، مبينين أن الحراج لا يقل أهمية عن نظافة أي شارع عام أو منتزه يقصده الناس وقت الفراغ.
مشاركة :