■ حدثنا عن تجربتك المستمرة مع أدبي الجوف؟- تجربة رائعة، وجدت خلالها دعمًا من صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن نواف بن عبدالعزيز أمير منطقة الجوف، الذي وجهني لإقامة فعاليات وأنشطة النادي في كل محافظات المنطقة، كما وجدت تعاونًا ممتازًا من الجهات الحكومية المعنية، فقدموا جميع إمكاناتهم لتنظيم فعاليات النادي، وأكثر ما أسعدني هو ردود الفعل المشجعة من أفراد المجتمع الذين أسعدتهم العودة القوية لبرامج وأنشطة النادي، خصوصًا بعد فترة الحجر العام الماضي بسبب كورونا.■ كيف ترى تعاون المثقفين والأدباء معكم في الجوف وباقي مناطق المملكة؟نسبة كبيرة منهم يرحبون بالتعاون معنا، ويعتبرون النادي الأدبي مقرهم وامتدادهم الطبيعي، ونسبة قليلة منهم -للأسف- لا تتعاون معنا لأسباب شخصية مع إدارات سابقة أو حالية، واكتشفت أن عددًا من الأندية الأدبية لديها إشكالات مع بعض المثقفين الذين يقيمون في نطاقها الجغرافي، فهم يرحبون بالوجود في منبر نادٍ أدبي في منطقة أخرى، لكنهم لا يرغبون في التعاون مع النادي التابع لمنطقتهم، وقد يكون السبب أن المثقف «التقليدي» يرى أنه أولى بقيادة النادي الأدبي في منطقته، مع أن تجربة تعيين المثقفين «التقليديين» في مجالس الأندية الأدبية لم تكن أفضل من تجربة المجالس الأدبية المنتخبة.■ كم عدد الإصدارات للنادي وأنواعها؟- بلغ عدد إصدارات النادي 87 كتابًا منذ إنشائه عام 2001، وتنوعت الإصدارات بين الشعر والرواية والدراسات والقصص وشعر الأطفال، ومنذ أن توليت رئاسة النادي قبل نحو 6 أشهر جعلت النشر أولوية، وطبعنا خلال تلك الفترة 10 كتب، ونعمل على الانتهاء من إجراءات طباعة 10 كتب أخرى.■ هل تنظمون برامج ثقافية لشباب الجوف؟- أطلقنا رابطة «محبي القراءة» بهدف جمع هواة القراءة، وتشجيعهم على قراءة الكتب والتباحث حول أهم الموضوعات الأدبية والثقافية، ونعمل على استهداف الشباب في أماكن وجودهم في المقاهي والمكتبات الثقافية، كما دعّمنا المكتبات الثقافية التي يقوم عليها الشبان ببرامج مشتركة، إضافة إلى إطلاق لجنة «أدبي الجوف التطوعية» بهدف تمكين الشبان والشابات من الاندماج مع أنشطة وبرامج النادي، والإسهام في تصميم وكتابة أخبار وأنشطة النادي، كما أطلقنا مبادرة «كتاب لكل بيت» لإيصال الكتب التي أصدرها النادي إلى المنازل مجانًا، بهدف تكوين نواة لمكتبة في كل بيت، وذلك استشعارًا منه لأهمية تعزيز التواصل مع المجتمع وتحبيبهم في القراءة خصوصًا فئة الشبان، وفي هذا الخصوص نعتزم التعاون مع الإدارة العامة للتعليم بمنطقة الجوف لزيارة مكتبة النادي لتمكين الطلاب والطالبات من قراءة إصدارات النادي والحصول عليها.■ ماذا تقول عن التطور الثقافي في المملكة في الفترة الأخيرة؟- تطور رائع، خصوصًا إبراز الإرث الثقافي العظيم الذي تتمتع به مناطق المملكة المختلفة للعالم الخارجي، الذي يجهل كثير منهم ما تحظى به المملكة من مكونات ثقافية تاريخية فريدة، بدعم من خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده الأمين -حفظهما الله-، وضمن هذا السياق، لعل الجميع لاحظ أخيرًا الاهتمام المحلي والدولي بتغيير المملكة لون السجاد الرسمي المعد لاستقبال الرؤساء من اللون الأحمر إلى اللون البنفسجي المطرز بنقوش السدو المميزة، الذي تماهى مع لون صحاري المملكة وهضابها في فصل الربيع عندما تتزين بلون زهرة الخزامى، ما يعكس طبيعة المملكة المعطاءة، والحالة التي تعيشها المملكة في ظل الرؤية الملهمة 2030، والاحتفاء بمدلولات الثقافية والاعتزاز المتنامي بجذور التاريخ والهوية والحضارة.■ ماذا تتمنى من وزارة الثقافة القيام به للمثقف والمؤسسات الثقافية؟- أتمنى إنشاء صندوق للمثقفين وتفريغهم وظيفيًا لمواصلة إبداعاتهم، هذا بالنسبة للمثقف، وأتمنى التكامل مع المؤسسات الثقافية القائمة ودعمها مثل الأندية الأدبية وجمعيات الثقافة والفنون والمراكز الثقافية.■ لماذا حضور الشعر والرواية أقوى من القصة القصيرة حتى في الإصدارات؟- بسبب الإنتاج الغزير للشعر والرواية، إضافة إلى أن القارئ يبحث غالبًا عنهما أكثر من القصة.■ ما رأيك في فكرة دمج الأندية الأدبية مع الجمعيات كمركز ثقافي؟منذ أنشئت الأندية الأدبية قبل نحو نصف قرن وهي منارة إشعاع وتنوير ثقافي، خرج من تحت عباءتها نخبة من مثقفي ومثقفات وطننا الغالي، الذين أثروا المشهد الأدبي والثقافي والاجتماعي بطرحهم العميق والرصين، وتواصل الأندية الأدبية دورها من خلال الإصدارات المحكمة من الدواوين الشعرية والدراسات النقدية والأعمال الروائية، إضافة إلى الأنشطة المنبرية النوعية، وكل ذلك الإرث الأدبي والثقافي العظيم أثّر على الجيل الجديد الذي ينحاز إلى أدب وثقافة عميقة توفرها له الأندية الأدبية، في حين تقوم جمعيات الثقافة والفنون بدور رائد في تنمية مهارات الشبان في الفنون المختلفة، وتوجيهها التوجيه السليم تحت إشراف فني رفيع، لذلك فمن المهم أن تقوم كل جهة بعملها الأساسي حتى نخرج بمنتجات أدبية وثقافية وفنية مركزة ومحكمة، وتحت إشراف مختصين بكل مجال، مع أهمية إتاحة كل مؤسسة مرافقها للاستفادة المتبادلة بينها.■ في رأيك ما الحل لعودة المثقف للأندية الأدبية في ظل سيطرة التكنولوجيا الحديثة عليه؟- إذا لم يجد المثقف الرغبة في المشاركة في أنشطة وبرامج الأندية الأدبية فلن تفيد معه أية مغريات أخرى، لكن من خلال تجربتنا في الأنشطة المنبرية الأخيرة، فإن حضور الأنشطة المنبرية والتفاعل مع المحاضرين من الأمور، التي تحرص عليها شريحة كبيرة من المثقفين والمثقفات، كما أن المحاضرين أنفسهم يرحبون بالالتقاء بالمثقفين والمثقفات والتفاعل معهم مباشرة، فهم يعتبرون تقديم نشاط منبري أمام اثنين من الحضور أفضل عندهم من تقديم نشاط عن بُعد لأكثر من 1000 من الحضور الافتراضيين.■ ما معوقات تطور الأندية الأدبية؟- أكبر عائق هو الإعانة السنوية المحدودة، فمنذ إنشاء الأندية الأدبية في المملكة عام 1975م، تقرر أن تكون ميزانية كل نادٍ أدبي مليون ريال سنويًا، وبعد نحو 46 عامًا ورغم كل المتغيرات وارتفاع أسعار التذاكر والضيافة والمطبوعات والمكافآت والإيجارات والتجهيزات، ما زالت ميزانية الأندية الأدبية كما هي مليون ريال سنويًا، وتخصيص نسبة 50 إلى 60 % من ميزانية النادي لمصاريف الرواتب والمكافآت والإيجارات والصيانة والبنود التشغيلية الأخرى، يُعد عامل ضغط يؤثر سلبًا على أنشطة النادي ولجانه وفعالياته ومطبوعاته، لذلك أعتقد أنه من المهم زيادة الميزانية السنوية للأندية الأدبية.أكد رئيس نادي الجوف الأدبي عبدالعزيز النبط أن الأندية الأدبية تبذل قصارى جهدها لنشر سبل القراءة والثقافة في المجتمع، مشيرًا إلى أنه منذ تولى مسؤولية النادي، أطلق عدة مبادرات وأنشطة وفعاليات بدعم من صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن نواف بن عبدالعزيز أمير منطقة الجوف، والجهات الحكومية المعنية، وأعرب عن أمله في إيجاد صندوق للمثقفين وتفريغهم وظيفيًا لمواصلة إبداعاتهم، والتكامل مع المؤسسات الثقافية القائمة ودعمها، وقال إن أكبر عائق يواجه الأندية هو الإعانة السنوية المحدودة، فمنذ إنشاء الأندية الأدبية قبل 46 عاما وهي تحصل على ميزانية ثابتة دون زيادة قدرها مليون ريال سنويًا، رغم ارتفاع الأسعار والأجور، ما يستدعي زيادة الميزانية السنوية لهذه الأندية.
مشاركة :