العريض والمبارك يدشنان مجموعتين في «ثقافة الدمام»

  • 10/2/2015
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

الدمام الشرق * العريض: في حالة الكتابة الشعرية النص يكتبنا حبراً على ورق * المبارك: قصيدة النثر موجودة ومكانتها محفوظة بصورة مخملية أوضح الشاعر عبدالوهاب العريض أن وجوده كشاعر يعبر عن الخطوط المتعرجة في الحياة الإنسانية وأن الكتابة جزء من الحياة، فربما في حالة تشبهه تراه يكتب عن اللحظة التي هي في ذاتها المستقبل وستمثل الماضي ذات يوم، فتراه يكتب ذاته، التي هي جزء من هذا العالم وهذا الكون، وفي حالة الكتابة الشعرية نجد أن النص هو الذي يكتبنا حبراً على الورق ولا نملك حينها سوى إخراج الحالة من كونها مجرد حلم في الذاكرة إلى بياض الورقة، لذا يجد أن المبدع يكتب لذاته التي هي جزء من كل، جاء ذلك خلال الأمسية الشعرية التي أقامها منتدى الشعر الذي تنظمه جمعية الثقافة والفنون في الدمام بمشاركة الشاعرة هدى المبارك ومصاحبة العازف على آلة العود الفنان نبيل الزاير، مساء أمس الأربعاء. قصيدة النثر وعن قصيدة النثر كيف هي الآن في ظل الاهتمام بالشعر الفصيح والشعبي، يرى العريض أنه رغم مرور كل هذا الزمن حول مفاهيم قصيدة النثر والقصيدة الموزونة ذات البحور الخليلية، إلا أن العالم العربي تحديداً مازال أسير تلك الذائقة المنبرية، بل ازدادت في الآونة الأخيرة مع تنامي الظاهرة الفضائية التي تدعم الرؤى القبلية في قنوات لا تحمل في داخلها سوى كثير من الثرثرة التي عفا عليها الزمن ولكنها متوقفة ربما في الجزيرة العربية وربما في الخليج بشكل خاص، ونرى أن قصيدة النثر التي تؤكد سوزان برنار بأنها مستخدمة في أوروبا منذ القرن الثامن عشر، ورغم محاولات التقعيد التي جاءت في العشرين سنة الماضية من قبل كثير من النقاد إلا أن الذائقة مازالت متأثرة بالقصيدة المنبرية، وتبقى قصيدة النثر هي قصيدة النخبة، علماً بأن فوز الشاعر أحمد الملا بجائزة محمد الثبيتي لهذا العام شكلت انتصاراً لقصيدة النثر في المملكة، ونتمنى أن يتوالى ذلك الفوز بجوائز أخرى لشعراء آخرين، ويرى كذلك ضرورة إدخالها المناهج المدرسية الحديثة، كي نستطيع تحريك الذائقة الجمالية لدى المتلقي ونستطيع إخراجه من قصائد مكرورة في الشعر الفصيح أو الشعبي. نصوص العريض صدر له مجموعة بعنوان «محبرة تنتحب 2009م»، ومجموعة «بأسنان صاغها الليل» وسبق له المشاركة في عديد من المهرجانات الشعرية العربية والخليجية، قرأ نصوصاً من المجموعة الجديدة «خطيئة الذاكرة، غبار، يستديرون بالوجع»: يستديرون بالوجع الليلُ ينكسرُ على وسائد بابِ غرفتِكَ الحديدي وبين روحِكَ المائلة على كتفِ الأصدقاءِ تغضُّ الطرف عنهم حينما يستديرون بالوجع تُعيدُ الغناءَ على طريقة القلب تنهمر بين حوافِّ الجدار والانكسار في هزيع الليل ولا شيء سواك وبين الطفولةِ وماءِ الروح يسكن عبقُ المطر هواء سكون وبينهما حالمٌ بالصعود فوقَ الريح ** أحكُّ بحافرِ القلب ما سكن في السفح أبجديّة الليل والنساء وقوارب الصيد التي غادرت موانئَ الروح تبحثُ عن بقايا جسدِكَ المسجّى خلفَ المطر آهٍ! يا لَتلك الخشبة التي خلفَها أسرجتُ الليلَ وما كنتُ سوايَ وأنظرُ داخلي فأجدُني جسداً ينكسرُ في الخمسين متربّصاً بفرحِ الفتياتِ بجسدِ الثلاثين ينتظرُ عودةَ غرباء العشرينِ فما كنت إلّا الطفلَ الشاردَ بالقُرب من قارعة الطريق ولا أحد يُحملق في هذا الليل سوايَ منسيَّاً بين أوراقِ الجريدةِ والمقهى حيث مساء الفتاة التي عبرتْ بين شارعينِ وانكسرتْ في مزاجِ الليل تبحثُ عن أطرافِها ** تنتظرُ المطرَ يبلِّلُ وجهَكَ بين أكتافِها لتكونَ أنتَ ولا أحد سواكَ يا ساكنَ الحي خُذْ مني تباريحَ الصبحِ وانكسرْ خلفَ هذا السواد. أما هدى المبارك فهي حائزة على المركز الثاني في مسابقة الشعر المنبرية الأولى لنادي الرياض الأدبي عام 2009، وشاركت بنصوص عدة في مجلات أدبية مختلفة «محلية ودولية»، وأمسيات أدبية مشتركة على المستوى المحلي والدولي، وأصدرت العام الماضي باكورة أعمالها الأولى «ضبابية متعمدة في كاميرا المحمول»، التي قرأت منها عدة نصوص، كان منها: ـ تـَصوُّفْ ـ انبعثتُ بصوتٍ لا يحملُ إلاّ لهجة شرقيّة، عزف ناي ٍ، ضربُ دفٍّ، ومتصوّفٌ يدور.. يدووور. إلهي! أنّى لي أن أجد وسادةً لغفوةِ فتيْةِ الكهفِ؟! لو أنيّ هربتُ، جريتُ، غبتُ، سـ أظهرُ عِنوةً لقومٍ آخرين! مُثيرةً ريبة/ ظنون.. وتـُثارُ فيَّ حسْرة المجهـُول. واحد وعشرونَ حَـولاً من الغيـَاب، أترفّقُ بالليل علّه يسرِعُ للفَجْر، أترفّقُ بالقمرِ لعلّه يضيئنا ثلاثين ليلة، شهراً وشهر! أوقِفُ الصُّوفيّ، لـ ربّمـا استبصر أنّ الدنيـا وحدها التي تدور وتدووور. للحياة وتكتب المبارك كما تقول- للحياة وللبقاء على قيدها، للغائبين الذين رحلوا وللقادمين الذين لم يصلوا بعد، تكتب تفاصيل اكتشاف الذات وعوالمها، الروتين اليومي الذي تختزل به ذاكرة الزمان والمكان والرائحة، علاقتها بدأت مع الاستماع قبل بلوغها مرحلة المقدرة على القراءة، «نزار قباني، سعاد الصباح، محمود درويش، نازك الملائكة، وغيرهم»، أما الآن فهي تحاول أن تطَّلع وتقرأ لكل غريب وجديد ومترجم يقع بين يديها. أما عن قصيدة النثر، فأجابت أنها لا تستطيع أن تجزم أن قصيدة النثر لا مكان لها أو لا وجود لها بين قصيدة الفصحى أو النبطية، بل هي جزء لا يتجزأ منهم لو بحثنا عن العمق في الكتابة، فلذلك هي موجودة ومكانتها محفوظة بصورة مخملية وإن لم يكن هناك وعي لذلك.

مشاركة :