محادثات عسكرية أميركية ـ روسية لتفادي إطلاق نار بين الجانبين في سوريا

  • 10/2/2015
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

عقدت وزارة الدفاع الأميركية ظهر أمس (الخميس) محادثات عسكرية مع الجيش الروسي عبر دائرة تلفزيونية مغلقة، وتركزت المحادثات حول الضربات الجوية الروسية في سوريا وكيفية تفادي إطلاق نار بين الطائرات الروسية والأميركية في سوريا. وأدار المحادثات من الجانب الأميركي إليسا سلوتكين القائم بأعمال مساعد وزير الدفاع لشؤون الأمن الدولي، والأدميرال فرانك باندولف مدير الخطط الاستراتيجية والسياسة العامة بهيئة الأركان الأميركية المشتركة. وقال الجنرال روبرت أوتو نائب رئيس الأركان للاستخبارات العسكرية بسلاح الجو الأميركي، إن الولايات المتحدة تحاول التأكد من أن الضربات الجوية الروسية لا تتعارض مع عمليات التحالف الحالية في سوريا. ونفى أن يكون هناك تبادل «حقيقي» للمعلومات الاستخباراتية مع موسكو. وقال للصحافيين: «لديّ ثقة منخفضة في الروس، ونتبادل فقط بيانات حول أين هم ذاهبون للعمل. ولا أتوقع أن تكون علاقة نتشاطر فيها المعلومات الاستخباراتية»، مشددًا على أن الهدف الأساسي من المشاورات والمحادثات العسكرية، هو ضمان ألا يتم إطلاق نار بين الطائرات الروسية والأميركية على بعضهما البعض. وأضاف الجنرال أوتو، أن «الروس يقومون باستهداف عشوائي للأهداف في سوريا وإسقاط القنابل بشكل غير موجه بدقة، بما قد يتسبب في مقتل الأبرياء من المدنيين. وقد يكون له عواقب غير مقصودة تؤدي إلى خلق مزيد من الإرهابيين الذين قد يزدادون عددًا وقوة». وقال الكولونيل ستيف وارن، المتحدث باسم الجيش الأميركي في بغداد للصحافيين خلال مؤتمر تلفزيوني ظهر أمس، إنه ليس لديه دليل على أن الروس استهدفوا ضرب أهداف لتنظيم داعش. وأشار إلى أن نتائج المشاورات العسكرية بين البنتاغون الأميركي ووزارة الدفاع الروسية، ستؤثر على العمليات الجوية لقوات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة بما يشمل الغارات اليومية على «داعش» في كل من سوريا والعراق. وأوضح أن الولايات المتحدة قامت بضربة جوية واحدة فقط خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية (في الوقت الذي كانت روسيا تشن ضربات جوية في سوريا)، مقارنة بمتوسط ثماني ضربات جوية في اليوم الواحد. وأشار الكولونيل وارن أن قوات إيرانية تعمل تحت قيادة اللواء قاسم سليماني المسؤول عن عمليات الحرس الثوري الإيراني، قد وصلت إلى سوريا بهدف القيام بعمليات برية تتزامن مع الضربات الجوية الروسية، وقال: «ندرك أن الروس سيوفرون القوات الجوية، وأن الإيرانيين يزودون القوات البرية في سوريا ونعلم أن الإيرانيين هم جزء مما يحدث منذ اليوم الأول». من جانبه، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، إن بلاده تسعى لتحقيق نفس الهدف الأميركي المتمثل في إلحاق الهزيمة بتنظيم داعش، لافتًا إلى أن مصلحة الجميع الترحيب بالخطوات التي اتخذتها روسيا لمواجهة الإرهاب. لكنه لم يستطع تحديد الوقت الذي ستستغرقه الحملة الجوية الروسية في سوريا. وقال إن «الوضع في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، يتطلب ردًا سريعًا، فتنظيم داعش يتوسع ويسيطر على المزيد من الأراضي، ويسعى لإنشاء (الخلافة) وأصبحت لديه عملة ونظام مالي ويقدم الخدمات. ولذا، فـ(داعش) يشكل خطرًا في مساعيه لبناء (خلافة) من أفغانستان إلى البرتغال». وتابع لافروف خلال مؤتمر صحافي بمقر الأمم المتحدة بنيويورك صباح أمس: «لا يمكن القيام بعمليات عسكرية دون موافقة الدولة المعنية، وقد أخطأ التحالف في عدم إشراك الحكومة السورية، ونحن نؤمن بالعمل الجماعي والجهود المبنية على الاتفاقات الدولية ولا تخرق الاتفاقات». وأشار إلى أن روسيا لن تذهب لمحاربة «داعش» في العراق. وقال: «لن نذهب إلى العراق. لم تطلب منا حكومة العراق ذلك، ولن نذهب من دون دعوة». ورفض لافروف ربط محاربة «داعش» برحيل الأسد. وقال: «يجب ألا ترتبط محاربة (داعش) بتغيير الوضع السياسي، فـ(داعش) لن يهزم بمجرد اختفاء الأسد. وهذا الحديث ليس جديًا». وأضاف: «لقد تم تصوير الرؤساء على أنهم وحوش، مثل صدام حسين في العراق. فهل أصبح العراق أفضل أمنًا بعد اختفاء صدام؟ والقذافي الذي تم قتله أمام شاشات التلفزيون.. هل أصبحت ليبيا بعد القذافي أفضل حالاً؟ لقد روجوا أنه بإزالة القائد ستتحول الدولة إلى الديمقراطية ولم يحدث ذلك، والآن يصورون الأسد على أنه الوحش وعلينا أن نتعلم من الدروس السابقة». وأعلن لافروف أنه التقى مع وزراء دول مجلس التعاون الخليجي. وقال: «لن نقف مع طرف ضد طرف آخر ونحن نعمل لمحاربة الإرهاب، وقد ناقشت مع وزراء خارجية الدول الخليجية كثير من الأمور المتعلقة بالحل السياسي والعمل وفق اتفاق جنيف والحاجة لمحاربة الإرهاب». ونفى وزير الخارجية الروسي استهداف الضربات الجوية الروسية لمواقع تابعة للجيش السوري الحر والمعارضة السورية، وقال: «لا نعتبر الجيش السوري الحر مجموعة إرهابية. ونعتقد أن المعارضة أمر مهم للعملية السياسية، بل نستهدف جماعات إرهابية، مثل (داعش) و(النصرة). وقد قام وزير الدفاع الروسي بعرض الأهداف للضربات الجوية وهي مخازن أسلحة تابعة لـ(داعش)». وقال لافروف: «إن التقارير التي تشير إلى استهداف مواقع تابعة للمعارضة تأتي من عقول مريضة». في سياق آخر، قال مسؤول عسكري أميركي لـ«الشرق الأوسط»، إن هناك ثلاثة مستويات من التعاون بين الجانب الأميركي والروسي في ما يتعلق بتهدئة الصراع في الأجواء السورية، الأول هو كيفية تنسيق العمل بين القادة الروس والأميركيين الذين يديرون العمليات الجوية، وتوضيح الخطوات التي سيقوم بها كل جانب حتى لا يحدث تداخل في العمليات. وهذا يمكن أن يكون من خلال تبادل المعلومات ومراقبة تحركات كل طرف. وأشار المسؤول العسكري إلى أن هذه المستوى من التشاور والتنسيق هو المستوى الأدنى والأقل رسمية في تعامل البلدين. أما المستوى الثاني فهو يندرج تحت الاتفاق الرسمي المعروف باسم «الاتفاق الإجرائي بتهدئة الصراعات والنزاعات»، والذي يشارك فيه قادة الجيشين الأميركي والروسي بالاجتماع بشكل روتيني لمناقشة متى وأين تحدث العمليات العسكرية، لكن دون مشاركة للمعلومات حول الأهداف. أما المستوى الثالث وهو التنسيق الكامل بين الجيشين. وشدد المسؤول العسكري على أن هذا المستوى هو المستوى الأقل احتمالاً في مشاورات موسكو وواشنطن، حيث يتطلب التعاون الكامل بين الجانبين واستخدام ضباط اتصال من كلا الجانبين لتبادل المعلومات واستهداف أهداف محددة. والتقى وزير الخارجية الأميركي جون كيري مع نظيره الروسي سيرغي لافروف مساء الأربعاء - للمرة الثانية هذا الأسبوع – وتطرق كيري إلى مناقشة عدد من الطرق لمعالجة الأزمة السورية وخيارات لإيجاد حل للنزاع. وقال كيري: «إلى الآن ليس لدينا قرار في ما يتعلق ببعض الخيارات الحاسمة للحل السياسي. ونحن نعتقد أن لدينا بعض الخطوات المحددة جدًا التي قد تكون قادرة على الاتجاه في الطريق الصحيح ونحن في طريقنا للقيام بذلك بأسرع وقت ممكن».

مشاركة :