حفلت صفحات التواصل الاجتماعي، أمس، بردود غاضبة من مسيحيي سوريا، ردا على تصريحات الكنيسة الأرثوذكسية الروسية يوم أول من أمس، والتي وصفت الحرب الروسية في سوريا بأنها «حرب مقدسة». وتأتي خطورة التصريحات كونها تضع مسيحيي سوريا من الأرثوذكس تحت تهمة «العمالة»، المتعاونة مع الأجنبي ضد بقية أبناء الشعب السوري. ونقل الموقع السوري «السلطة الرابعة» الردود سريعة المستنكرة لشخصيات عامة وناشطين مسيحيين سوريين، ردوا بشكل حاد على تصريحات الكنيسة الروسية واعتبروا تصريحاتها «إعلانا لحرب صليبية على التراب السوري». وقال نجيب جرجي عوض: «لا يوجد شيء اسمه (حرب مقدسة) في المسيحية». وتابع بقوله: «كلام الكنيسة الروسية لا يمثل مسيحيي الشرق ولا مسيحيتهم في شيء. ولنتذكر أن فكرة (الحرب المقدسة) جاءت من الغرب مع الصليبيين، وقد ابتلي بنتائجها مسيحيو المشرق قبل أي فئة أخرى. نحن مسيحيي المشرق نؤمن بالسلام والتعايش المقدسين وفقط». وصرح رجل الدين اسبريدون طنوس، لموقع «سوريات»، بأن «الروس يلعبون بالنار». وأضاف: «من الواضح أن إدارة النظام الروسي تتخبط، محاولة جلب تصريحات من هنا وهناك كي تبرر ما هي مقدمة عليه»، لهذا «نرجو من الجميع عدم زج الكنيسة الأرثوذكسية في ما هي بعيدة عنه، ونحن كأرثوذكس لا نؤمن بالحروب». وكانت الكنيسة الأرثوذكسية في روسيا أعربت، أول من أمس الأربعاء، عن دعمها قرار موسكو شن غارات جوية في سوريا ضد تنظيم داعش، ووصفت هذا التدخل بـ«المعركة المقدسة». ونقلت وكالة «إنترفاكس» الروسية للأنباء عن رئيس قسم الشؤون العامة فسيفولود تشابلن، قوله إن «القتال ضد الإرهاب هو معركة مقدسة اليوم، وربما تكون بلادنا هي القوة الأنشط في العالم التي تقاتله». وفي بيان رسمي، قال بطريرك الكنيسة الروسية كيريل: «لقد اتخذت روسيا قرارا مسؤولا باستخدام القوة العسكرية لحماية الشعب السوري من المعاناة التي يلحقها به الإرهابيون». وأضاف البطريرك، الذي عادة ما يبدي رأيه في الأمور السياسية مؤيدا للكرملين، إن التدخل المسلح ضروري، لأن «العملية السياسية لن تؤدي إلى أي تحسن ملحوظ في حياة الأبرياء المحتاجين إلى الحماية العسكرية».
مشاركة :