قال وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، إنه أجرى محادثات مكثفة وجيدة للغاية مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، مشيرا إلى أنه عمل مع القاهرة على تقليل التصعيد وبناء مزيد من الاستقرار في الضفة الغربية والقدس، ومن أجل نشر المساعدات الإنسانية وإعادة الإعمار للفلسطينيين في غزة. وأضاف بلينكن خلال مناسبة في السفارة الأميركية في القاهرة أن مصر شريك حقيقي وفعال في التعامل مع العنف في الآونة الأخيرة بين إسرائيل والفلسطينيين. وخلال زيارة قصيرة، اجتمع بلينكن مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ووزير الخارجية سامح شكري، ومدير المخابرات العامة عباس كامل، في القصر الرئاسي بالقاهرة، ولم يدلِ بتصريحات للإعلام قبيل الاجتماع. وأضاف بلينكن «لدينا في مصر شريك مؤثر في التعامل مع الأحداث ونعمل معاً بشكل إيجابي، ونعتقد أن كلا من الإسرائيليين والفلسطينيين يعيشون في أمان واستقرار وحرية وكرامة ودور مصر محوري في تنفيذ هذه الأمور». وذكرت الرئاسة المصرية في بيان عقب المباحثات، أن الرئيس السيسي أكد على علاقات الشراكة الاستراتيجية الممتدة بين مصر والولايات المتحدة، ودورها المحوري في دعم الأمن والاستقرار بمنطقة الشرق الأوسط، والتطلع لتعزيز التنسيق والتشاور بين الجانبين بشأن مختلف الملفات السياسية والأمنية وقضايا المنطقة. وأضافت أن ويزر الخارجية الأميركي أكد اهتمام بلاده بتعزيز العلاقات الاستراتيجية مع مصر، وكذا تكثيف التنسيق والتشاور المشترك حول جميع قضايا الشرق الأوسط، وذلك في ضوء الثقل السياسي الفعال الذي تتمتع به مصر في الشرق الأوسط ومحيطها الإقليمي، ومساهمتها بقيادة الرئيس في السعي لتحقيق الاستقرار المنشود لكافة شعوب المنطقة. وأوضح المتحدث الرسمي أن اللقاء تطرق إلى مستجدات القضية الفلسطينية وسبل إحياء عملية السلام في أعقاب التطورات الأخيرة في الأراضي الفلسطينية، حيث ثمن وزير الخارجية الأميركي الجهود المصرية الحثيثة في هذا الإطار للتوصل إلى وقف إطلاق النار بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي والعمل على تثبيته، في حين أشاد الرئيس السيسي بالدعم الأميركي الكامل للجهود المصرية . وأشار الرئيس السيسي إلى أن تطورات الأحداث الأخيرة تؤكد أهمية العمل بشكل فوري لاستئناف المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين بانخراط أميركي فاعل لعودة الطرفين مجدداً إلى طاولة الحوار، مشدداً على حرص مصر على التعاون الوثيق مع الولايات المتحدة في هذا الإطار، وموقف مصر الثابت بالتوصل إلى حل عادل وشامل يضمن حقوق الشعب الفلسطيني وفق المرجعيات الدولية، حيث تم التوافق على تعزيز التنسيق والتشاور الثنائي بين البلدين فيما يخص تثبيت وقف إطلاق النار وكذلك إطلاق عملية إعادة الإعمار في قطاع غزة تأسيساً على المبادرة المصرية في هذا الإطار. وتناولت المباحثات ملف مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف، حيث أكد الرئيس في هذا السياق إرادة الدولة الثابتة حكومةً وشعباً على مواصلة جهودها الحثيثة لمواجهة تلك الآفة، وتقويض خطرها أمنياً وفكرياً، وتدعيم مبادئ المواطنة الراسخة من التآخي والتعايش وحرية الاعتقاد، مشدداً في هذا الصدد على أهمية استمرار التنسيق والتعاون المشترك مع الولايات المتحدة لتدعيم تلك الجهود. وقد أشاد وزير الخارجية الأمريكي من جانبه بنجاح الجهود المصرية الحاسمة في هذا الإطار خلال الفترة الماضية وما تتحمله من أعباء في مكافحة الإرهاب، معرباً عن دعم الإدارة الأميركية لتلك الجهود، ومؤكداً أن مصر تعد شريكاً مركزياً في التصدي لتحدي الإرهاب العابر للحدود. وأضاف المتحدث الرسمي أن اللقاء شهد كذلك التباحث حول عدد من الملفات الإقليمية، خاصةً تطورات الأوضاع في ليبيا والمرحلة الانتقالية التي تمر بها حالياً، وصولاً على الاستحقاق الانتخابي المنشود في ديسمبر المقبل، حيث تم التوافق على أهمية دعم تلك المرحلة السياسية الفارقة في تاريخ ليبيا، مع ضرورة خروج المرتزقة والميليشيات الأجنبية المسلحة من ليبيا، بما سيساهم في تحقيق طموحات الشعب الليبي الشقيق والحفاظ على وحدة الاراضى الليبية وسلامة مؤسساتها الوطنية ويقوض تفشي الفوضى بها ويقطع الطريق أمام تحولها إلى مناطق نفوذ لقوى خارجية. و تطرق اللقاء كذلك إلى قضية سد النهضة، حيث أكد الرئيس تمسك مصر بحقوقها من خلال التوصل إلى اتفاق قانوني منصف وملزم يضمن الأمن المائي لمصر من خلال قواعد واضحة لعملية ملء وتشغيل السد، ويحقق المصالح المشتركة لجميع الأطراف، ومن ثم أهمية الدور الأميركي على وجه الخصوص للاضطلاع بدور مؤثر لحلحلة تلك الأزمة، حيث جدد الوزير «بلينكن» التزام الإدارة الأميركية ببذل الجهود من أجل التوصل إلى اتفاق يحفظ الحقوق المائية والتنموية لكافة الأطراف. أفادت مراسلة العربية في القاهرة، نقلا عن مصادر دبلوماسية، أن القاهرة بحثت مع وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، الذي يقوم بزيارة حالية لمصر مشروعاً لهدنة طويلة الأمد بين إسرائيل وفصائل غزة. وكشفت المصادر أن هناك قلقا أميركيا من استغلال إيران للأزمة الفلسطينية، داعمة الجهود المصرية لعقد قمة سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، مشددة على الالتزام بعدم نقل أي أموال خاصة للإعمار لحركة حماس. وقال وزير الخارجية الأميركي، الذي وصل القاهرة، اليوم الأربعاء، في إطار جولته الشرق أوسطية والتي تأتي ضمن مساعي الولايات المتحدة، لتثبيت وقف إطلاق النار بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية إن الولايات المتحدة تعمل مع مصر لتحقيق السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل، مشيراً إلى أن مصر شريك فعال في التعامل مع العنف في الأراضي الفلسطينية. واستقبل الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي الوزير بلينكن، فور وصوله للقاهرة، للتباحث حول الملف الفلسطيني الإسرائيلي، بالإضافة إلى ملفات أخرى، بحضور وزير الخارجية سامح شكري ومدير المخابرات العامة عباس كامل في القصر الرئاسي بالقاهرة. يُذكر أن مصر لعبت دورا رئيسيا، بالتنسيق مع الولايات المتحدة، في التوسط لوقف إطلاق النار بعد 11 يوما من القتال. ومن المرتقب أن يتوجه وزير الخارجية الأميركي إلى الأردن بعد زيارته إلى مصر. وكان أنتوني بلينكن رحّب في إسرائيل ورام الله بوقف إطلاق النار في غزة داعياً للبناء عليه. وأكد بلينكن العمل على حشد دولي من أجل إعادة إعمار قطاع غزة، مع إبقاء حماس خارج الصورة. وتعهد بدعم الفلسطينيين بـ75 مليون دولار، إضافة إلى دعم الأنوروا وتقديم مساعدات طارئة لقطاع غزة. واعتبر بلينكن أن توفير الفرص الحقيقية لسكان قطاع غزة سيضعف حماس، وجدد الالتزام بحل الدولتين. مسؤولون فلسطينيون عبّروا عن ارتياحهم في التحول الذي طرأ على سياسة الإدارة الأميركية، وإعادة تطبيع العلاقات مع السلطة الفلسطينية. فيما قالت مصادر إسرائيلية إن الخلافات بين واشنطن وتل أبيب حول العودة الأميركية المتوقعة للاتفاق النووي مع إيران من عام 2015 بقيت على حالها.
مشاركة :