هل يستطيع «يويفا» معاقبة الريال وبرشلونة ويوفنتوس بالإبعاد عن بطولاته؟

  • 5/27/2021
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

هل يستطيع الاتحاد الأوروبي لكرة القدم «يويفا» معاقبة الريال وبرشلونة ويوفنتوس بالإبعاد عن بطولاته؟ لقد طرح هذا السؤال بعد اتخاذ «يويفا» خطوة جديدة، من خلال فتح إجراء تأديبي بحق قطبي الكرة الإسبانية والبطل الإيطالي التي لا تزال ترفض التخلي عن فكرتها بإقامة مسابقة الدوري السوبر بعد إجهاضه، إثر انسحاب 9 أندية أخرى. وبعد تعيين عدد من «المفتشين الأخلاقيين والتأديبيين» في هذه القضية في 12 مايو (أيار) لبدء تحقيق أولي، تدرس المنظمة الأوروبية اتخاذ إجراءات عقابية ضد الأندية الثلاثة، التي ما زالت تتحدى قدرة «اليويفا» في اتخاذ أي إجراء يمنعها من المشاركات بالمسابقات القارية. ويتعين على مفتشي التحقيق الآن إثبات الانتهاك المحتمل للإطار القانوني للاتحاد الأوروبي لكرة القدم الذي ارتكبته الأندية المتمردة الثلاثة، بينما أفلتت الأندية التسعة المنسحبة من هذه الملاحقات في مقابل عقوبات مالية خفيفة. ومن بين مجموعة العقوبات التأديبية المنصوص عليها في النظام الأساسي للاتحاد القاري، فإن أشدّها على الأندية هو «الاستبعاد من المسابقات الحالية، أو المسابقات المستقبلية»، وبالنسبة للأشخاص الإداريين فهناك «حظر أي نشاط متعلق بكرة القدم». وأجهض مشروع الدوري السوبر بعد 48 ساعة على انطلاقه بعد انسحاب ممثلي إنجلترا الستة، وهي أندية مانشستر سيتي ومانشستر يونايتد وتشيلسي وآرسنال وتوتنهام، قبل أن تلحق بها أندية ميلان وإنتر ميلان الإيطاليين وأتلتيكو مدريد الإسباني. وبقي قطبا إسبانيا ريال وبرشلونة ومعهما يوفنتوس متمسّكين بهذا المشروع الذي لقي معارضة شديدة اللهجة من المشجعين ولاعبي الفرق الأخرى والاتحادات المحلية والاتحادين الأوروبي والدولي وحتى السياسيين، ما عجل بفشله. ودافعت الأندية الثلاثة عن مزايا مسابقة «دوري السوبر»، ومستنكرين تهديدات «يويفا»، وسط تأكيد على أن مشروع البطولة الجديدة أطلق بهدف توفير حلول للوضع الصعب التي تمر به كرة القدم حالياً وغير المستدام في صناعة كرة القدم. وهاجم فلورنتينو بيريز، رئيس نادي ريال مدريد، الاتحاد الأوروبي لكرة القدم ورئيسه سيفرين عقب انهيار مقترح دوري السوبر الذي كان يفترض أن يرأسه، وقال: «سلوك رئيس الاتحاد الأوروبي كان أقل من اللائق، بل الأكثر أنه جاء من رئاسة مؤسسة تروج لكرة القدم وقيمها. كل شيء حدث كان مؤسفاً، بما في ذلك الإهانات والتهديدات». وأضاف: «لن أضيع وقتي لأشرح ماهية العقد الملزم بين الأندية التي وافقت على الانضمام لدوري السوبر، البعض، بسبب الضغط، اضطروا لقول إنهم سيرحلون. ولكن هذا المشروع، أو شيئاً مشابهاً للغاية، سيحدث، وأتمنى أن يكون في المستقبل القريب». وأكد بيريز أن الاتحاد الأوروبي لن يكون أمامه أي خيار لترك الأندية تسير في مشروعها، لأن التشريع الأوروبي يحظر الاحتكارات. وهناك حكم من قاض ينص على ذلك بوضوح. ويرى بيريز أن دوري السوبر سيكون الحل الوحيد لوقف معاناة الأندية من الخراب المالي، مشيراً إلى أن الأندية الـ12 المؤسسة خسرت 650 مليون يورو (4.‏786 مليون دولار) في أول ثلاثة أشهر بسبب وباء فيروس «كورونا»، وهي أرقام قد تصل في النهاية إلى 5.2 مليار يورو. لكن سيفرين أشار إلى أن «يويفا» قدم 558 مليون يورو (5.‏680 مليون دولار) في العام الواحد كمدفوعات تضامنية من بطولة دوري أبطال أوروبا خلال الفترة ما بين عامي 2018 و2021. وهو مبلغ «بصدد الزيادة بشكل كبير» في الفترة ما بين عامي 2021 و2024. وأضاف: «التقارير التي تتحدث عن عشرة مليارات دولار سيوفرها دوري السوبر لأنديته على مدار 23 عاماً مضللة للغاية»... ويعمل سيفرين ومجموعة المطورين بـ(اليويفا) على تحديث مسابقاته بداية من عام 2022 بهدف توفير غطاء مالي أكبر للأندية يحول دون ظهور أي مشاريع انفصالية مقبلة. ويرى رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم السويسري جاني إنفانتينو أنه ضد انزال عقوبات بحق الأندية التي حاولت إطلاق مشروع الدوري السوبر الأوروبي، ورأى أنه ليس حلاً جيداً، مفضلاً «الحوار» من أجل إجراء إصلاحات على اللعبة ومسابقاتها. وقال إنفانتينو: «بعض الأفعال يمكن أن تؤدي إلى عواقب ويتعين على الجميع تحمل المسؤولية، من غير المقبول إنشاء بطولة جديدة خارج إطار المؤسسات الموجودة. لكن، يجب دائماً التنبه عندما نتكلم عن عقوبات. لقد قيل بسرعة إنه يجب انزال عقوبات. أنا أفضل دائماً الحوار على المواجهة حتى في الأوضاع الحساسة جداً». وأوضح: «لو عاقبنا أحد الأندية مثلاً، فنحن نعاقب أيضاً اللاعبين والمدربين وأنصار هذا النادي الذين لا علاقة لهم بما حصل». وواصل: «المطلوب إجراء إصلاحات على كرة القدم لا سيما فيما يتعلق بسوق انتقالات اللاعبين، من خلال تخفيض أجور مديري أعمال اللاعبين، من أجل تفعيل الاستقرار الاقتصادي. لأجل تحقيق المساواة الرياضية، يتعين وضع سقف للأجور وبدل الانتقال، بالإضافة إلى تقليص عدد اللاعبين في الأندية وإجبار الأخيرة على أن تضم عدداً محدداً من اللاعبين المحليين في صفوفها».

مشاركة :