* «يمتد إنتاج قهوة البن العربي في البرازيل على مدار عامين، ويكون الحصاد أكبر في السنوات ذات الأرقام الزوجية» * «إلى جانب المساعدة في زيادة الإنتاجية، يتمتع التلقيح بالنحل بالعديد من الفوائد الأخرى، خاصة بالنسبة للبيئة» .........................................................................................................ساو باولو – تعتبر البرازيل الحصان الأسود في قطاع القهوة حول العالم، حيث تزرع أكثر من ثلث حبوب البن على المستوى الدولي، وبدأ المزارعون الأكفاء في البلاد بالفعل في استخدام سلاح سري غير اعتيادي لزيادة الإنتاجية بشكل أكبر، وهذا السلاح هو: النحل القاتل.وتُعد البرازيل أيضًا أكبر منتج في العالم لمجموعة متنوعة من البن العربي، وثاني أكبر مزرعة لتوليفة البن القصبي بعد فيتنام، ونادرًا ما كان يتم استخدام النحل في الدولة الأمريكية الجنوبية لتلقيح نباتات البن العربي؛ لأن هذا النوع من النباتات ذاتية التلقيح.لكن الآن يمكن للمزارعين في البرازيل استخدام تطبيق هاتف محمول يسمى أجرو بي AgroBee لطلب تسليم عشرات أو حتى مئات من خلايا النحل إلى مزارعهم، ومن ثم إطلاق للنحل ليضع لمسته السحرية على الحقول.وتقول لفانوسيا نوجيرا Vanusia Nogueira، المديرة التنفيذية لجمعية القهوة المتخصصة في البرازيل: «النحل يحب العمل كثيرًا لدرجة أننا وجدنا المزيد من الأعمال التي يمكنه القيام بها. إنه مثل الروبوتات الصغيرة». وأكدت نوجيرا أنها تدعم بقوة هذا الجهد لأنه ينتج قهوة أفضل وأكثر استدامة.ويمكن أن يكون الناتج المحسن الذي يوفره النحل متاحًا هذا العام، حيث يمتد إنتاج قهوة البن العربي في البرازيل على مدار عامين، ويكون الحصاد أكبر في السنوات ذات الأرقام الزوجية، ثم تصبح المحاصيل أصغر في السنوات الفردية، لأن النباتات تحتاج إلى وقت من أجل التعافي.ووفقًا لوكالة المحاصيل البرازيلية (كوناب) فإن الطقس السيئ العام الماضي خلال الفترات الرئيسية لتطوير النبات يعني أنه سيتم إنتاج محصول أصغر حتى من المعتاد خلال عام 2021.على الجانب الآخر، بدأ جوليهيرم سوزا Guilherme Sousa وشريكاه في تقديم الخدمة في عام 2019 لربط أصحاب المناحل بمزارعي القهوة عبر تطبيق الهاتف الخاص بهم، والذي أطلقوا عليه اسم «أوبر أوف بيز»Uber of bees وكان الهدف الأصلي للشركاء في هذا التطبيق هو المساعدة في زيادة الإنتاجية، لكنهم أدركوا أيضًا أن التلقيح بالنحل له العديد من الفوائد الأخرى، خاصة بالنسبة للبيئة.وقال سوزا: «هذا بالتأكيد أكثر استدامة، لأنك تزيد الإنتاجية بتكلفة منخفضة جدًا على البيئة. ولا تضطر إلى إزالة للغابات، كما لا يتعين عليك استخدام المزيد من المبيدات الحشرية، لذلك في النهاية تقلل انبعاثات الكربون الخاصة بك لكل طن من القهوة المنتجة، كما تستخدم كمية أقل من المياه؛ لأنك تحصل على المزيد من إنتاج القهوة بنفس كمية الري».في نفس السياق، بدأت ماريسا كونتريراس Marisa Contreras في استخدام تطبيق أجرو بي العام الماضي كتجربة على 10 هكتارات زرعتها هي وزوجها بالقهوة في مزرعتهما، والتي تحمل اسم فازيندا كابويرا كوفي Fazenda Capoeira Coffee، وتقع في ولاية ميناس جيرايس. وأعجب المزارعان بالنتيجة لدرجة أنهما يخططان لزيادة استخدام النحل لكل 100 هكتار مزروعة بالقهوة بحلول عام 2025.وقالت كونتريراس إن المنطقة التي استخدموا فيها النحل لأول مرة في المزرعة أنتجت حوالي 15٪ أكثر من المنطقة الملقحة ذاتيًا، كما أن مذاق القهوة المنتجة منها كان أفضل. وتحصل القهوة على درجة تقييم بناءً على النكهة عندما يبيع المزارعون البرازيليون حبوبهم، حيث تحصل الدرجات الأعلى على المزيد من المال، ويمكن للقهوة المنتجة من الحقول الملقحة بالنحل أن تحصل على نقاط أكثر بقليل من الحقول المجاورة، التي يتم تلقيح النباتات فيها بشكل ذاتي، وفقًا لتأكيد كونتريراس.وقالت المزارعة البرازيلية: «ظهر أول مؤشر على أن القهوة - الملقحة بالنحل - ستكون جيدة عندما اقتربنا من الحصاد، حيث أجرينا اختبارًا لقياس السكر في القهوة وكانت هذه أحلى حبوب في المزرعة». وأضافت: «أول شيء فكرت فيه عندما شربت هذه القهوة أنها حلوة، ومتوازنة للغاية، وكان هذا رائعًا».وأوضح سوزا إن أجرو بي تعمل مع 200 إلى 300 مربي نحل، ومع تزايد الطلب على خدمات الشركة بشكل كبير، تواصل شركته إضافة المزيد من مربّي النحل إلى قائمة مزوديها لمواكبة ذلك الطلب. وقال سوزا، إن عمال الحشرات في أجرو بي قاموا بتلقيح 450 هكتارًا من حقول البن في عام 2020، وسيعملون على حوالي 4000 هكتار هذا العام.وأكثر أنواع النحل شيوعًا هو ما يسمى بـ«النحل القاتل Killer Bees» في الولايات المتحدة، على الرغم من أن سوزا يقول إن هذا الاسم مضلل، وأن هذا النحل يتمتع بسمعة سيئة.وأضاف إن النحل القاتل، وهو هجين بين النحل المحلي والنحل الأفريقي الأكثر عدوانية، وهو «أكثر نشاطًا وفعالية من الأنواع المستوطنة في الدولة، ولكنه أيضًا يكون أكثر دفاعية إذا شعر بالتهديد». واستطرد: «علينا توخي الحذر لتجنب تعرض الناس للسع، لكن هذا غير محتمل للغاية».ويكون النحل في أشد حالاته عدوانية بعد وصوله إلى المزارع مباشرة، عقب رحلته التي استمرت عدة ساعات بالشاحنة، وفقًا لويليان أبوليناريو باربوسا Willian Apolinario Barbosa، الذي تمتلك شركته التي تسمى أبيكان Apican حوالي 1000 خلية تنتج العسل وصمغ النحل، كما تضيف الشركة المزيد من الخلايا لطاقتها الإنتاجية باستمرار. وقال باربوسا إن النحل القاتل يمكن أن يكون أكثر عدوانية قليلاً مما أشار إليه سوزا.واستطرد: «عندما نصل إلى المزرعة، يصاب النحل بالجنون، فالرحلة تثير غضبهم، ويكونون متشوقين للخروج والعمل». وأضاف إن العسل الذي ينتجه هذا النحل يتطلب زيادة في التقييم بنسبة 30٪ إلى 40٪ مقارنة ببقية العسل الذي ينتجه. واختتم: «نستخدم الدخان لتهدئة النحل قليلًا، ثم نتركهم يذهبون، كما نستخدم معدات خاصة للحماية، لكنك دائمًا ما تتعرض للسع عدة مرات».
مشاركة :