تحقيق اخباري: أهالي دوما يشاركون لأول مرة في انتخابات رئاسية منذ 7 سنوات

  • 5/27/2021
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

دمشق 26 مايو 2021 (شينخوا) بخطى متثاقلة، أتى السوري الستيني أبو محمد العيروت إلى مركز الاقتراع بدوما في ريف دمشق التي كانت معقلا للمعارضة المسلحة قبل سنوات، ليدلي بصوته في انتخابات الرئاسة السورية. وارتسمت علامات الفرح على وجه الرجل أثناء وضعه المغلف الانتخابي في صندوق الاقتراع في الانتخابات التي جرت اليوم (الأربعاء) داخل سوريا. وقال أبو محمد، والذي كان يضع على رأسه شماخا أبيض مزركش بلون أسود، "أتينا إلى المركز الانتخابي بدوما لكي نختار الشخص المناسب". وأعرب الرجل الذي كان يتحدث لوكالة أنباء ((شينخوا)) بدمشق، عن تفاؤله بالمستقبل وقال إن "القادم من الأيام سيكون أفضل"، داعيا كل السوريين للمشاركة في هذا الاستحقاق الرئاسي. ويأمل أبو محمد أن يولي الرئيس القادم الاهتمام لمدينة دوما التي كانت حاضرة الغوطة قبل الأزمة السورية التي اندلعت في 2011. وفتحت مراكز الاقتراع في سوريا أبوابها صباح اليوم أمام الناخبين لاختيار رئيس للبلاد من بين ثلاثة مرشحين هم الرئيس الحالي بشار الأسد وعبدالله سلوم ومحمود مرعي. وبدأت عملية الاقتراع في الساعة السابعة صباحا وفق التوقيت المحلي، وتستمر حتى الساعة السابعة مساء، ويجوز وفقاً لقانون الانتخابات العامة بقرار من اللجنة القضائية العليا للانتخابات تمديد فترة الانتخابات لمدة خمس ساعات إضافية. وأدلى الرئيس الأسد، وعقيلته بصوتيهما اليوم في مركز اقتراع بمدينة دوما في غوطة دمشق الشرقية، بحسب الإعلام الرسمي. وبثت وكالة الأنباء السورية الرسمي (سانا) صورا للرئيس الأسد وعقيلته، وهما يدليان بصوتيهما في مدينة دوما، التي كانت أهم معقل لما يسمى بـ"جيش الإسلام" أحد فصائل المعارضة المسلحة قبل أن يستعيدها الجيش السوري في أبريل من العام 2018. كما بثت الرئاسة السورية على حسابها الرسمي في (فيسبوك) مقطع فيديو يظهر الرئيس الأسد وعقيلته، وهما يدخلان إلى مركز الاقتراع وسط هتافات مؤيدين له "بالروح بالدم نفديك يا بشار" قبل أن يدليا بصوتيهما خلف ستار ثم يخرجان ليضعا أوراق الاقتراع في صندوق شفاف. وأمام أحد المراكز الانتخابية في دوما، احتشد أهالي المدينة بمختلف مكوناتهم الاجتماعية، وعبر كل منهم عن فرحه بطريقته الخاصة، وقام أحدهم بإطلاق عدة طيور حمام في السماء تعبيرا عن السلام الذي يسود في دوما حاليا. كما وقفت أمام المركز الانتخابي فرقة عراضة دمشقية مرتدية الزي الشعبي لأهالي دوما، حيث قدمت مجموعة من الأغاني التراثية ولوحات من الرقص الشعبي، في وقت كانت إذاعة كبيرة تملأ المدينة صخبا بموسيقى وطنية. وقالت جنان الفتيح (39 عاما) من سكان مدينة دوما "نحن اليوم نعيش عرسا وطنيا..الكل جاء ليعبر عن رأيه بكل حرية وديمقراطية دون أي تأثير من أحد لكي نختار الشخص الذي يمكن أن يقودنا للأيام الأجمل". وأضافت جنان، وهي تحمل علما سوريا صغيرا بيدها، أن "دوما كانت في السابق عاصمة للإرهاب، واليوم المدينة تعطي صورة مغايرة وترسل رسالة إلى العالم بأن أهلها يمارسون حقهم بحرية وينتخبون الشخص الذي يمثل طموحاتهم ويقود المواطنين إلى بر الأمان ويعيد إعمار البلد". بدوره، قال الشاب جمال الأخرس (31 عاما) من دوما، إن هذه هي أول مرة تقام فيها انتخابات رئاسية في دوما منذ سنوات، مضيفا أن "المسلحين كانوا يسيطرون على دوما سابقا ولم يسمحوا لنا بالمشاركة بالانتخابات، نحن الآن في بداية جديدة مع رئيس جديد". وأعرب عن أمله بأن يساهم الرئيس القادم بإعادة إعمار دوما ويقدم خدمات لأهلها لأنها عانت كثيرا من الإرهاب. وقال الشاب ثائر أبو حسان (29 عاما) "منذ 7 سنوات الى الان لم تحصل انتخابات رئاسية في دوما، وهذا الاستحقاق الرئاسي هو حدث تاريخي في تاريخ سوريا المعاصر"، مؤكدا أن هذه الانتخابات حق وواجب على كل سوري. وتابع يقول "أتينا إلى هنا لننتخب كي نعيد الفرح والسرور لهذه المدينة التي عانت من الإرهاب والظلم والدمار ونقوم بتغيير الصورة التي ارتسمت في أذهان الكل بأن دوما إرهاب، دوما عملاء، دوما هي الجمال هي المدينة التي تعبر عن نفسها بحرية الآن" . وقال الرئيس الأسد في تصريح للصحفيين عقب إدلائه بصوته إن سوريا لا تولي أي اهتمام لتصريحات دول الغرب عن الانتخابات الحالية، مخاطبا إياها قائلا "قيمة آرائكم هي صفر". واعتبر الأسد أن إدلاءه بصوته من مدينة دوما يمثل دليلا على وحدة الشعب السوري في مواجهة الإرهاب. وواجهت الانتخابات الرئاسية في سوريا انتقادات من دول غربية، إذ اعتبرت فرنسا أنها "باطلة ولا شرعية لها"، فيما دعت واشنطن إلى عدم الانخداع بهذه الانتخابات، معتبرة أنها "لن تكون لا حرة ولا نزيهة.

مشاركة :