بيروت 26 مايو 2021 (شينخوا) نفذ الاتحاد العمالي العام في لبنان اليوم (الأربعاء) إضرابا عاما في مختلف أنحاء البلاد، احتجاجا على تردي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية. ونظم الاتحاد اليوم اعتصاما مركزيا أمام مقره في العاصمة بيروت، بجانب اعتصامات أخرى في مختلف المناطق اللبنانية. وقال رئيس الاتحاد العمالي العام بشارة الأسمر، في كلمة خلال الاعتصام إن الإضراب هو "صرخة تحذيرية"، محذرا من "أننا أمام انهيار مبرمج للمؤسسات يجب أن يتوقف". ودعا إلى معالجة الأزمات والمعضلات المتفاقمة، قائلا إن "الطلب من كل السياسيين يصل إلى حدود الأمر:ألفوا حكومة فورا قبل انهيار الهيكل". واعتبر الأسمر أن "تأليف الحكومة هو الباب الأول للعلاج، ويرسي حدا أدنى من الاستقرار السياسي الذي يمهد لبداية استقرار اقتصادي، ويعيد وصل ما انقطع مع الدول العربية، ويعيد التواصل مع المجتمع الغربي والمؤسسات المانحة". وطالب بـ"محاربة الفساد وبالتدقيق الجنائي بدءا من مصرف لبنان المركزي وصولا إلى الوزارات وانتهاء بالبلديات، وبإعادة الأموال التي هربت إلى الخارج وأموال المودعين. وكل ذلك يتحقق في ظل وجود حكومة قادرة". وأعلن الأسمر رفض الاتحاد العمالي رفع الدعم عن المواد الغذائية والدواء والمستلزمات الطبية والمحروقات، مؤكدا أن "رفع الدعم سيؤدي إلى انهيار المنظومة الضامنة بأكملها، وأولها صندوق الضمان الاجتماعي". ويتجه لبنان إلى تقليص الدعم، الذي يبلغ نحو 500 مليون دولار شهريا في الفترة المقبلة، في ضوء تناقص الاحتياطي النقدي من العملات الأجنبية لدى المصرف المركزي ونفاد الأموال المخصصة لدعم أسعار السلع الأساسية والاستراتيجية. ويشهد لبنان شغورا حكوميا، إذ لم يتمكن رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري، من تشكيل الحكومة منذ تكليفه من قبل الرئيس ميشال عون في 22 أكتوبر الماضي بسبب خلافاتهما على الحصص الوزارية وشكل وطبيعة الحكومة العتيدة. وتترافق الأزمة الحكومية في لبنان مع أزمات اقتصادية ومعيشية وصحية متشابكة أدت لارتفاع معدل الفقر إلى أكثر من 50 في المائة وتفاقم البطالة والتضخم وانهيار سعر صرف العملة المحلية مقابل الدولار الأمريكي.
مشاركة :