وسط أجواء إيجابية مبشرة، انطلقت، أمس، جولة مفاوضات السلام الجديدة بين الحكومة السودانية و«الحركة الشعبية لتحرير السودان – قطاع الشمال»، في جوبا، عاصمة جنوب السودان، وسط تفاؤل كبير أبداه القادة السودانيون. وأكد رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق عبد الفتاح البرهان، أمس، على أن الباب مفتوح لانضمام الجميع من أجل تحقيق السلام الشامل، مشيراً إلى تصميم الخرطوم على إنجاز عملية السلام في البلاد. وأضاف أن ما يجري في جوبا حاليا هو تأسيس لمستقبل السودان، مؤكداً «قلبنا مفتوح ومصممون على إنجاز سلام السودان الذي يكمل ما تم في الاتفاقات السابقة». وتابع: «وقعنا اتفاقات مع بعض الحركات الأخرى ومصممون على كمال هذا الطريق، وملتزمون بما تم الاتفاق عليه في إعلان المبادئ والالتزام بالحوار، وسنبقى نتحاور حتى نصل إلى اتفاق يرضي أمانينا». وشدد على أن «القانون هو الذي يحكم في السودان ولا فرق بين الأفراد والجماعات». من جانبه، شدد المبعوث الأميركي إلى السودان، دونالد بوث، على أن الولايات المتحدة وشركائها، مستعدون لدعم مفاوضات السلام بين الأطراف السودانية. وأكد المبعوث الأميركي، على أهمية أن تمضي مفاوضات السلام قدماً، لتحقيق السلام المستدام والتنمية. كما حث المبعوث الدولي للسودان، فولكر بيرتس، الحكومة السودانية والحركات الشعبية، على بذل مزيد من الجهود، وتقديم التضحيات والتنازلات، للوصول إلى تحقيق سلام مستدام في السودان. وكانت الحكومة السودانية التي تشكلت عقب الاحتجاجات التي أطاحت نظام الرئيس السابق، عمر البشير، قد أعلنت أن من أولوياتها إرساء السلام في مناطق النزاع العديدة التي تفجرت في البلاد، بين الحكومة المركزية في الخرطوم والحركات المتمردة، لأسباب عرقية وأخرى تتصل بخلافات عن توزيع الموارد وفي سبيل إعادة الاستقرار إلى البلاد، تم الإعلان عن اتفاق سلام في جنوب السودان العام الماضي 2020، مع عدد من الحركات المتمردة، لتقاسم الثروة والعدالة الانتقالية لكن الحركة الشعبية لتحرير السودان- قطاع الشمال، لم تنضم إلى الاتفاق، لأنه لا يخاطب جذور الأزمة السودانية، مثل شكل الدولة السودانية الجديدة. وتسيطر حركة «الحلو» على مناطق استراتيجية في جنوب كردفان، وتحظى بتأييد واسع في أوساط السكان المحليين، وتسعى جولة المفاوضات الحالية إلى الوصول إلى سلام بين السودان والحركة الشعبية. بدوره، قال رئيس الحكومة السودانية، عبد الله حمدوك: «نريد أن نرسل رسالة إلى كل العالم مفادها أننا كسودانيين قادرون على حل قضايانا بل وتنفيذ التزاماتنا من أجل إنهاء المعاناة بعد إنجازنا لثورة فريدة قدمت عبرها التضحيات». وتابع: «قد آن الأوان لمخاطبة القضايا السياسية والأمنية والاقتصادية عبر منهج للحوار يسهل الوصول حلول حتى يصل الشعب السوداني إلى مبتغاه في الحرية والسلام والعدالة». وشدد على أن الهدف الأساسي من الحوار بخصوص السلام يجب أن يكون استقرار ورفاه الإنسان السوداني، خاصة من المناطق المتأثرة بالنزاعات. وقال إن هناك بعض النقاط التي يجب النظر إليها باعتبارها عاملا مساعدا للتفاهم بين السودانيين، مشيرا إلى أن السودان بلد متعدد الإثنيات والأعراق ومتعدد الأديان والثقافات، واعتبر أن هذا التعدد يثري بلادنا ويجعل فرصة انفتاحه أكبر في الإقليم والعالم، ويوسع المجال للاستفادة من هذا التنوع. من جانبه، قال رئيس «الحركة الشعبية لتحرير السودان - قطاع الشمال»، عبد العزيز الحلو إن جولة المفاوضات هذه، تتوافق مع الذكرى الثامنة والثلاثين لتأسيس حركة تحرير السودان التي حاربت من أجل بناء السودان الجديد. وتابع: «بعد ثورة ديسمبر الجديدة، الحركة الشعبية وحلفاؤها عملوا على التوصل إلى إجماع من أجل بناء السودان الجديد، سودان حر ومتنوع، وبناء الحرية والعدالة والمساواة».
مشاركة :