عمان - ناقش الناقد والباحث المغربي سعيد يقطين والروائي الأردني محمد سناجلة واقع الأدب الرقمي العربي ومستقبله ضمن فعاليات المدرسة الصيفية حول "الأدب العربي المعاصر: اتجاهات ومدارس وقامات"، التي تنظمها افتراضيا باستخدام منصة زوم، أكاديمية التميز بالهند وكلية ام اي اس ممباد التابعة لجامعة كالكوتا الهندية، خلال الفترة من 24 مايو/أيار حتى الثالث من يونيو/حزيران 2020. وتم تناول إحدى محاور الدورة الرئيسية، الأدب الرقمي العربي، من حيث الماهية والتشكيل والواقع والمستقبل في الجلسة العلمية الثانية للمدرسة، وشهدت الندوة تفاؤلا حيويا ونقاشا جادا حول هذا الطور الجديد للأدب ومفهومه وامكانياته وتطوره على الصعيد العربي. وحظيت الجلسة الثانية بمشاركة فاعلة من الكاتب والناقد المغربي الدكتور سعيد يقطين، الذي اشتهر بمؤلفاته ومقالاته في السرديات والسيمائيات ونظرية الأدب والنقد الأدبي الورقي والرقمي، والكاتب محمد سناجلة من الأردن، الذي يعتبر رائدا للأدب الرقمي في الثقافة العربية، واول أديب عربي يكتب الرواية الرقمية والشعر الرقمي، ومؤسس مدرسة الواقعية الرقمية في الأدب العربي، ورئيس ومؤسس اتحاد كتاب الإنترنت العرب عام 2005. قدم الدكتور يقطين مداخلته اولا حول مفهوم الأدب الرقمي وإشكالياته والمنجزات الإبداعية الرقمية في الثقافة العربية، حيث استهل حديثه عن الأدب الرقمي قائلا: "الأدب الرقمي هو تطور طبيعي لمسيرة الأدب بعد مرحلتي المشافهة والطباعة، انه أدب جديد ناتج عن الوسيط الرقمي والتقنيات الجديدة ومصور الأشكال التعبيرية المتنوعة وأدب ذو دلالات متعددة وتصورات جديدة". وذكر الناقد المغربي مقومات الأدب الرقمي وعناصره وخصائصه بصورة شاملة في الكلمات المختصرة موضحا أن: "الأدب الرقمي يختلف عن نظيره الورقي لما فيه من عناصر فنية تتنوع الى الحركة والصور والموسيقى والألوان الى جانب اللغة، ولا يمكن تلقيه الا بالوسيط الإلكتروني". وأكد على أهمية الأدب الرقمي في عصر الثورة التكنولوجية المعلوماتية وضرورة تناول هذا الموضوع بحثا وتحليلا ونقدا، كما لفت انتباه المشاركين والمشاركات إلى الحاجة لترقيم التراث العربي وتقديم التجارب الرقمية العربية الجديدة، مشيرا الى أهمية لحاق كتاب ونقاد العرب بالثورة الرقمية التي تجتاح كافة المجالات في حياة الإنسان، وتجديد مناهجهم التقليدية في الكتابة والنقد وتغيير وجهات النظر تجاه الإبداعات الرقمية. ويبدي يقطين تفاؤلا وأملا بشأن مستقبل الأدب الرقمي في الثقافة العربية، ويرى الأدب الرقمي رهان مستقبل الثقافة الإنسانية ويعتقد أنه سيزدهر إبداعا ونقدا في السنوات القادمة التي ستشهد انتشار الإبداعات الرقمية على الساحة الغربية والعربية. أما محمد سناجلة الذي يعد أول من خاض في الكتابة الرقمية العربية وقدم أربع روايات رقمية تفاعلية بدءا من رواية "ظلال الواحد" في العام 2009 ومرورا بـ"تشات" و"صقيع" وانتهاء بـ"ظلال العاشق" في 2016. وظف سناجلة في رواياته الرقمية شكلا ومضمونا تقنيات جديدة واستخدم معطيات التكنولوجيا، وهناك أكثر من 100 رسالة ماجستير ودكتوراه عن أعماله الأدبية الرقمية، بالإضافة الى مئات الدراسات والأبحاث والمقالات النقدية. قال سناجلة في مداخلته حول الأدب الرقمي وواقعه في الساحة العربية: "إنه أدب المستقبل المعبّر عن التحولات الكبيرة التي طرأت على الإنسان بانتقاله من كينونته الواقعية إلى مرحلة الإنسان الافتراضي الذي يعيش في الزمن الرقمي". وقدم المشاركون والمشاركات مداخلات ثرية وقيمة، وطرحوا من خلالها التساؤلات والإضافات حول محور الدورة الذي يبحث في حدود الأدب الإلكتروني او الرقمي مصطلحا ومفهوما. تضمنت المداخلات من طرف المشاركين إشكالية الأدب وعلاقته بالتكنولوجيا وفوضى المصطلحات النقدية الرقمية والمجالات والإمكانيات في البحث عن الأدب الرقمي. واختتمت فعاليات الجلسة بتوصيات قيمة هادفة تسهم في مواكبة مستجدات العصر وتطور التكنولوجيا الحاضر، إذ فتحت الجلسة الثانية للمدرسة الصيفية أبواب البحوث والنقد المستجدة في الأدب العربي المعاصر. وقد استقطب المدرسة الصيفية العديد من الأساتذة والكتاب والباحثين والباحثات من شتى الجامعات والجنسيات. ويصل عدد المشاركين الى أكثر من 150 مشاركا في جميع الجلسات، وتدير أعمال المدرسة الصيفية الدولية من قبل الدكتور صابر نواس محمد مدير أكاديمية التميز والدكتور سابق سليمان رئيس قسم اللغة العربية بكلية ام اي اس ممباد التابعة لجامعة كالكوتا الهندية والدكتور اشفاق احمد من جامعة بنارس الهندوسية بولاية اترابريديش في الهند.
مشاركة :