يستعد بنك HSBC للتخارج من سوق التجزئة المصرفية الأميركية التي كبدته خسائر متكررة مؤخرًا، مقابل تعزيز تواجده في سوقه الأكبر بآسيا. تعرض البنك الأكبر في أوروبا لضغوطات مستمرة من المستثمرين خلال الفترة الماضية، لتقليص أعماله بالسوق الأميركية، وسط معاناته من منافسة شرسة من البنوك المحلية. بيع الحصص أوضح HSBC، في بيان أمس الأربعاء، أنه سيتوقف عن تقديم الخدمات المصرفية للأفراد بالولايات المتحدة، فيما سيحافظ على تواجد بسيط بتلك السوق لخدمة عملائه الأثرياء بالعالم. يغلق البنك 148 فرعًا للتجزئة المصرفية بأميركا، بينما سيحول 25 فرعًا المتبقية إلى مراكز عالمية لإدارة الثروات. يبيع البنك الإنجليزي وحدة التجزئة المصرفية بالساحل الشرقي الأميركي المكونة من 80 فرعًا لمصرف Citizens، فيما يشتري بنك Cathay فروعه العشر الأخرى بالساحل الغربي. يتوقع HSBC أن تكلفه تلك الصفقات نحو 100 مليون دولار، دون تحقيق خسائر أو أرباح منها فيما بعد. مُنيت أنشطة البنك للخدمات المصرفية الشخصية والثروات بالولايات المتحدة، بخسائر بلغت 547 مليون دولار عام 2020، فيما حققت أرباحًا بنحو 5 مليار دولار بآسيا، وفقًا لرويترز. شهد عام 1980 اختراق البنك لسوق التجزئة المصرفية الأميركية، ولكنه لم يستطع الصمود أمام المنافسة الشرسة، لذا قرر التخلي عن نصف فروعه البالغة 470 عام 2011، ومنذ ذلك الوقت يحاول التخلص من فروعه المتبقية. أفصح البنك الشهر الماضي أنه يقترب من إتمام صفقة بيع ذراعه للتجزئة المصرفية بفرنسا إلى شركة الاستثمار المباشر Cerberus، نظرًا لتفاقم الخسائر بها. يأتي ذلك في الوقت الذي يخطط فيه البنك لخفض تكاليف التشغيل من 5 إلى 5.5 مليار دولار في الفترة من 2020 إلى 2022، ليسجل 31 مليار دولار أو أقل بنهاية العام المقبل. تعزيز التواجد يحقق HSBC أفضل أداء له بالسوق الآسيوية، خصوصًا بالصين والهند، لذا يسعى لضخ 6 مليار دولار لتمديد تواجده بها، كما يخطط لتحويل سنغافورة إلى مركز لإدارة الثروات. سجلت فروع البنك بآسيا أرباحًا معدلة قبل حساب الضريبة بلغت 13 مليار دولار في عام 2020. كشف البنك، الشهر الماضي، أنه سينقل أربعة من إدارته التنفيذية العليا إلى هونغ كونغ بنهاية هذا العام، فيما يبقى رئيس مجلس الإدارة، نويل كوين، والمسؤول المالي، إوين ستيفينسون، بالمركز الرئيس بلندن. نتائج الأعمال ارتفعت أرباح البنك قبل حساب الضرائب بنحو 79% إلى 5.8 مليار دولار في الربع الأول من العام الحالي، فيما هبطت عائداته 5% إلى 13 مليار دولار، نتيجة لانخفاض معدلات الفوائد بالأسواق العالمية في عام 2020. انكمشت مكاسب HSBC قبل حساب الضريبة 34% إلى 8.8 مليار دولار عام 2020، نتيجة لخسائر تتعلق بالمحفظة الائتمانية، كما تقلصت الإيرادات بنسبة 10% إلى 50.4 مليار دولار.
مشاركة :