زعيم المافيا يزلزل الأرض تحت أقدام إردوغان

  • 5/27/2021
  • 20:11
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

تزلزلت الأرض بقوة تحت أقدام الرئيس التركي رجب طيب إردوغان بسبب الفيديوهات المستمرة لزعيم المافيا سادات بكر، في أعقاب انتشارها على نطاق واسع، وتوجيه اتهامات عديدة لمسؤولي النظام تؤكد ضلوعهم في جرائم رشوة وفساد وتستر.وعد مراقبون ظهور بكر على موقع يوتيوب مزيدا من الضرر بصورة رجب طيب إردوغان، بعدما ظل لفترة طويلة صامتا بشأن تصريحات زعيم عالم الإجرام، لكن فقط بعدما جرى النقاش علنا لأسابيع حول ما كشفه الزعيم، رأى إردوغان نفسه مضطرا إلى اتخاذ موقف وقال بعد اجتماع لمجلس الوزراء الأسبوع الماضي «إنه لمن دواعي الأسى أن نرى في بلدنا أناسا بائسين يحصلون على المساعدة من عصابات المافيا، المنظمات الإرهابية والعصابات الإجرامية هي من نفس نوع تلك الأفعى السامة». وأكد الباحث السياسي إبراهيم أوسلو، من مركز أنقرة للدراسات الاجتماعية (ANAR) أن تصريح إردوغان جاء متأخرا جدا. وقال أوسلو «إذا قام أحد الهاربين بقذف وإهانة الحكومة، فيجب على حزب العدالة والتنمية الحاكم التحرك على الفور وتشكيل لجنة تحقيق في البرلمان». وفي رأي أوسلو أن القضية برمتها هي أيضا فشل ذريع للحكومة؛ بسبب ضعف الثقة بالفعل في القضاء والدولة. «كان ينبغي على حزب العدالة والتنمية أن يعلن على الفور أنه سيتخذ إجراءات حازمة ضد المنظمات الإجرامية»، يؤكد أوسلو.وبحسب استطلاعات للرأي، فإن ما كشفه بكر له بالفعل تأثير سلبي على شعبية الحزب الحاكم، فوفقا لاستطلاع أجراه معهد استطلاعات الرأي التركي، فإن نسبة التأييد لحزب العدالة والتنمية لا تتجاوز 27%، وهذا سيكون انخفاضا بنسبة 33% منذ الانتخابات الأخيرة في يونيو 2018.ووفقا لاستطلاع آخر، فإن إردوغان نفسه فقد أخيرا الكثير من شعبيته بين المواطنين، فبنسبة تأييد تبلغ 40%، يعني ذلك أنه يحل في المرتبة الرابعة فقط، خلف عمدة أنقرة وعمدة إسطنبول، المنتميين إلى حزب الشعب الجمهوري المعارض، وكذلك ميرال أكسينر، زعيمة حزب الخير المعارض، المعروف اختصارا باسم (IYI).ويوضح إبراهيم أوسلو أن الانخفاض في استطلاعات الرأي يرجع في الأساس إلى الأزمة الاقتصادية وسوء الأحوال الناجم عن وباء كورونا، ويقول «قد لا يكون لإشكالية بكر تأثير مباشر على نتائج استطلاعات الرأي، لكنها ستزعزع الثقة في الحكومة على المدى البعيد».وفي المقابل، يرى الباحث السياسي، باريش دوستر، من جامعة مرمرة في إسطنبول، أن مقاطع الفيديو سيكون لها فعلا تأثير فوري. «سيكون هناك انهيار في شعبية حزب العدالة والتنمية في استطلاعات الرأي ولا بد من حدوث معجزة كي تتعافى الحكومة». لأنه بالنسبة للمعارضة، فإن مزاعم بكر هي نقطة انطلاق لانتقاد الحكومة، بحسب دوستر.ويرى النائب عن أكبر أحزاب المعارضة (الشعب الجمهوري) فكري ساغلار، أن قضية بكر ليست حالة معزولة، بل تظهر مشكلة أساسية في تركيا «لم تنجح الحكومة أبدا في إبعاد نفسها عن الجريمة المنظمة، اليوم أصبحت المافيا قريبة جدا من الحكومة. وحقيقة أن الحكومة والمافيا قريبتان من بعضهما البعض تتضح بجلاء من خلال رسائل فيديو بكر».وأكد أن ما كشفه زعيم المافيا، سادات بكر يذكر العديد من الأتراك بفصل مظلم في التاريخ التركي: ففي وقت مبكر من تسعينات القرن الماضي، كانت هناك افتراضات بوجود العديد من التشابكات بين كبار المسؤولين الحكوميين وعالم الإجرام. وجرى افتراض أن جرائم القتل السياسي أو الحالات التي يختفي فيها الأشخاص ببساطة يتم القول بأنها نتيجة مكائد المنظمات الإجرامية. ولم تكن هناك أدلة ملموسة على وجود صلات مع الدوائر الحكومية، وكانت الصحافة التركية تصف الشبكة الغامضة بأنها «دولة عميقة».

مشاركة :