ماكرون «يعترف» بمسؤولية فرنسا في إبادة 1994 في رواندا

  • 5/28/2021
  • 01:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

كيغالي‭ - (‬أ‭ ‬ف‭ ‬ب‭): ‬وعد‭ ‬الرئيسان‭ ‬الفرنسي‭ ‬والرواندي‭ ‬أمس‭ ‬الخميس‭ ‬باستئناف‭ ‬العلاقات‭ ‬‮«‬القوية‭ ‬وغير‭ ‬القابلة‭ ‬للعكس‮»‬‭ ‬بين‭ ‬بلديهما‭ ‬بعد‭ ‬اعتراف‭ ‬إيمانويل‭ ‬ماكرون‭ ‬‮«‬بمسؤوليات‮»‬‭ ‬فرنسا‭ ‬في‭ ‬حملة‭ ‬إبادة‭ ‬التوتسي‭ ‬في‭ ‬1994‭ ‬في‭ ‬رواندا‭. ‬وقال‭ ‬ماكرون‭ ‬الخميس‭ ‬في‭ ‬كيغالي‭ ‬‮«‬بوقوفي‭ ‬بجانبكم‭ ‬اليوم‭ ‬بتواضع‭ ‬واحترام،‭ ‬جئت‭ ‬للاعتراف‭ ‬بمسؤولياتنا‮»‬،‭ ‬مؤكدا‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه‭ ‬أن‭ ‬فرنسا‭ ‬‮«‬لم‭ ‬تكن‭ ‬شريكة‮»‬‭ ‬في‭ ‬الإبادة‭ ‬التي‭ ‬أوقعت‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬800‭ ‬ألف‭ ‬قتيل‭. ‬ ورحب‭ ‬الرئيس‭ ‬الرواندي‭ ‬بول‭ ‬كاغامي‭ ‬بخطاب‭ ‬ماكرون‭ ‬خلال‭ ‬مؤتمر‭ ‬صحفي‭ ‬مشترك،‭ ‬معتبرا‭ ‬أنه‭ ‬ينم‭ ‬عن‭ ‬‮«‬شجاعة‭ ‬هائلة‮»‬‭ ‬و‮«‬أهم‭ ‬من‭ ‬اعتذار‮»‬‭. ‬غير‭ ‬أن‭ ‬إيجيدي‭ ‬نكورانغا‭ ‬رئيس‭ ‬المنظمة‭ ‬الكبرى‭ ‬للناجين‭ ‬من‭ ‬الإبادة‭ ‬‮«‬إيبوكا‮»‬‭ ‬أبدى‭ ‬أسفه‭ ‬لعدم‭ ‬قيام‭ ‬ماكرون‭ ‬بـ‮«‬تقديم‭ ‬اعتذارات‭ ‬واضحة‭ ‬باسم‭ ‬الدولة‭ ‬الفرنسية‮»‬‭ ‬أو‭ ‬‮«‬طلب‭ ‬الصفح‮»‬،‭ ‬لكنه‭ ‬رأى‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه‭ ‬أن‭ ‬الرئيس‭ ‬الفرنسي‭ ‬‮«‬حاول‭ ‬فعلا‭ ‬توضيح‭ ‬الإبادة‭ ‬ومسؤولية‭ ‬فرنسا‭. ‬وهذا‭ ‬مهم‭ ‬جدا،‭ ‬إذ‭ ‬يثبت‭ ‬أنه‭ ‬يفهمنا‮»‬‭. ‬ وبرر‭ ‬إيمانويل‭ ‬ماكرون‭ ‬موقفه‭ ‬بالقول‭ ‬إن‭ ‬‮«‬الاعتذارات‮»‬‭ ‬التي‭ ‬يرغب‭ ‬فيها‭ ‬سياسيون‭ ‬فرنسيون‭ ‬أيضا‭ ‬‮«‬ليست‭ ‬مناسبة‮»‬‭ ‬وأنه‭ ‬يفضل‭ ‬‮«‬الاعتراف‭ ‬بالوقائع‮»‬‭. ‬وأضاف‭ ‬أنه‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬الصفح‭ ‬فـ«لست‭ ‬أنا‭ ‬من‭ ‬أمنحه‮»‬‭.‬ وألقى‭ ‬ماكرون‭ ‬كلمته‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬تنتظر‭ ‬بترقب‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬مستهل‭ ‬زيارته‭ ‬الأولى‭ ‬لرواندا،‭ ‬بعدما‭ ‬توجه‭ ‬إلى‭ ‬نصب‭ ‬الإبادة‭ ‬الجماعية‭ ‬على‭ ‬إحدى‭ ‬تلال‭ ‬كيغالي،‭ ‬حيث‭ ‬ترقد‭ ‬رفات‭ ‬250‭ ‬ألف‭ ‬شخص‭ ‬من‭ ‬أصل‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬800‭ ‬ألف‭ ‬قتلوا‭ ‬في‭ ‬الإبادة‭. ‬وقال‭ ‬إنه‭ ‬يأمل‭ ‬أن‭ ‬يتمكن‭ ‬‮«‬الذين‭ ‬عبروا‭ ‬الليل‮»‬‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬‮«‬يغفروا‭ ‬لنا‮»‬‭. ‬ وأعرب‭ ‬عن‭ ‬أسفه‭ ‬لأن‭ ‬فرنسا‭ ‬‮«‬فضلت‭ ‬لزمن‭ ‬طويل‭ ‬الصمت‭ ‬على‭ ‬النظر‭ ‬إلى‭ ‬الحقيقة‮»‬‭. ‬كان‭ ‬الهدف‭ ‬المعلن‭ ‬لإيمانويل‭ ‬ماكرون‭ ‬‮«‬استكمال‮»‬‭ ‬تطبيع‭ ‬العلاقات‭ ‬مع‭ ‬رواندا‭ ‬بعد‭ ‬‮«‬27‭ ‬عامًا‭ ‬من‭ ‬المسافة‭ ‬المريرة‭.. ‬من‭ ‬عدم‭ ‬الفهم‭ ‬والمحاولات‭ ‬الصادقة‭ ‬ولكن‭ ‬الفاشلة‭ ‬للتقارب‮»‬‭. ‬وسبق‭ ‬أن‭ ‬أقر‭ ‬الرئيس‭ ‬الأسبق‭ ‬نيكولا‭ ‬ساركوزي،‭ ‬أول‭ ‬رئيس‭ ‬فرنسي‭ ‬زار‭ ‬كيغالي‭ ‬منذ‭ ‬الإبادة‭ ‬الجماعية،‭ ‬بـ«أخطاء‭ ‬جسيمة‮»‬‭ ‬و«نوع‭ ‬من‭ ‬التعامي‮»‬‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬السلطات‭ ‬الفرنسية،‭ ‬كانت‭ ‬لهما‭ ‬‮«‬عواقب‭ ‬مأسوية‭ ‬تماما‮»‬‭. ‬ غير‭ ‬أن‭ ‬ماكرون‭ ‬أشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬فرنسا‭ ‬‮«‬لم‭ ‬تكن‭ ‬متواطئة‮»‬‭ ‬مع‭ ‬مرتكبي‭ ‬الإبادة،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬أكده‭ ‬تقرير‭ ‬أُعد‭ ‬تحت‭ ‬إشراف‭ ‬المؤرخ‭ ‬فينسان‭ ‬دوكلير‭ ‬وصدر‭ ‬في‭ ‬مارس‭. ‬وقال‭ ‬ماكرون‭ ‬‮«‬القتلة‭ ‬الذين‭ ‬كانوا‭ ‬يسكنون‭ ‬المستنقعات‭ ‬والتلال‭ ‬والكنائس‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬لهم‭ ‬وجه‭ ‬فرنسا‭. ‬الدماء‭ ‬التي‭ ‬أريقت‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬عارا‭ ‬على‭ ‬أسلحة‭ ‬ولا‭ ‬أيدي‭ ‬جنودها‭ ‬الذين‭ ‬شاهدوا‭ ‬هم‭ ‬أيضا‭ ‬بعيونهم‭ ‬الفظائع‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬توصف،‭ ‬وضمدوا‭ ‬الجروح‭ ‬وكبتوا‭ ‬دموعهم‮»‬‭. ‬ وكانت‭ ‬مسألة‭ ‬دور‭ ‬فرنسا‭ ‬قبل‭ ‬وخلال‭ ‬الإبادة‭ ‬الجماعية‭ ‬التي‭ ‬أوقعت‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬800‭ ‬ألف‭ ‬قتيل‭ ‬غالبيتهم‭ ‬الكبرى‭ ‬من‭ ‬التوتسي‭ ‬بين‭ ‬أبريل‭ ‬ويوليو‭ ‬1994‭ ‬بحسب‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬موضع‭ ‬خلاف‭ ‬كبير‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬سنوات‭ ‬بين‭ ‬البلدين،‭ ‬قادت‭ ‬إلى‭ ‬قطع‭ ‬العلاقات‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬بينهما‭ ‬بين‭ ‬2006‭ ‬و2009‭. ‬ لكن‭ ‬الأمور‭ ‬أخذت‭ ‬تتحسن‭ ‬مع‭ ‬بداية‭ ‬ولاية‭ ‬ماكرون‭ ‬الذي‭ ‬باشر‭ ‬سلسلة‭ ‬من‭ ‬المبادرات‭ ‬للخروج‭ ‬من‭ ‬الأزمة،‭ ‬وآخرها‭ ‬صدور‭ ‬تقرير‭ ‬دوكليري‭ ‬الذي‭ ‬خلص‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬المسؤوليات‭ ‬الجسيمة‭ ‬والمروعة‮»‬‭ ‬لفرنسا‭ ‬و«تعامي‮»‬‭ ‬الرئيس‭ ‬الاشتراكي‭ ‬حينذاك‭ ‬فرنسوا‭ ‬ميتران‭ ‬ومحيطه‭ ‬حيال‭ ‬جنوح‭ ‬حكومة‭ ‬الهوتو‭ ‬المدعومة‭ ‬آنذاك‭ ‬من‭ ‬باريس،‭ ‬إلى‭ ‬العنصرية‭ ‬والإبادة‭ ‬الجماعية‭. ‬

مشاركة :