دعا المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا) فيليب لازاريني يوم الخميس إلى إيجاد مسار سياسي حقيقي لكسر دائرة العنف في غزة. وقال لازاريني في إحاطة لمجلس الأمن الدولي لقد كانت الأسابيع الماضية بمثابة تذكير صارخ بأن الحرب والعنف مستمران في ظل غياب الجهود الحقيقية والشاملة لحل الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني، مضيفا أن تعليق المسار السياسي من خلال احتواء الصراع لا ينبغي أن يكون خيارا بعد الآن. وقال "نحن بحاجة إلى كسر النهج العبثي لاستجابة ما بعد الصراع في غزة. لن تمنع الاستجابة المحدودة للمساعدات الإنسانية والإنعاش الجولة التالية من الصراع. يجب أن تكون مرحلة التعافي مصحوبة بمسار سياسي حقيقي يهدف إلى رفع الحصار على الناس والسلع والتجارة تماشيا مع قرار مجلس الأمن رقم 1860". وأكد على محاسبة منتهكي القانون الدولي من جميع الأطراف وتقديمهم إلى العدالة على وجه السرعة. ولمنع المزيد من تصعيد التوترات في الضفة الغربية، بما في ذلك القدس الشرقية، ينبغي إنهاء عمليات الإخلاء القسري وعمليات الهدم الإداري التي تتعارض مع القانون الدولي. كما أكد على ضرورة تمويل الجهود الإنسانية وإعادة الإعمار بالكامل ودعم الجهود الرامية إلى زيادة لقاحات كوفيد-19. وحتى يتم التوصل إلى حل سياسي لهذا الصراع، بما في ذلك حل عادل ودائم لمحنة لاجئي فلسطين، قال لازاريني إن أونروا قوية يمكن أن تجلب إحساس الحياة الطبيعية للاجئي فلسطين، حيث يمكن أن يسهم هذا الإحساس بالحياة الطبيعية في السعي لتحقيق السلام والاستقرار. وتابع أن أونروا قوية يتطلب تمويلا كافيا وقابل للتنبؤ به من أجل وضع الخطط المناسبة وتقديم الخدمات. إن أحد أكثر الاستثمارات فعالية من حيث التكلفة التي يمكن أن تقوم بها الدول الأعضاء في الأمم المتحدة هو الاستثمار في البشر وفي التنمية البشرية للاجئين الفلسطينيين. إنه استثمار في قيم ومبادئ الأمم المتحدة. وقال لازاريني "تعليمنا هو الترياق للعنف والكراهية والتعصب المنتشرين في المنطقة. إضعاف الأونروا لن يؤدي إلا إلى تأجيج الانقسامات القائمة". وأضاف أن الأونروا هي وكالة تدافع عن حقوق اللاجئين وفقا للقانون الدولي، بما في ذلك قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة. ويستمد اللاجئون الفلسطينيون مكانتهم وحقوقهم من القانون الدولي. ومن خلال سعيهم لإضعاف الأونروا، فإن الذين يهاجمونها لن يضعفوا إلا فرص السلام. وقال "لم يطلب أحد أن يظل لاجئا بعد سبعة عقود. كل لاجئ فلسطيني أقابله يريد حياة طبيعية، ويريد الحق في العيش دون خوف وتمييز. أنهم مثل جميع الناس لهم الحق في التمتع بحقوقهم الإنسانية وفقا للقانون الدولي". وأكد أن هذا يعني أن الأطفال يمكنهم اللعب والذهاب إلى المدرسة، ويمكن للوالدين حماية أطفالهم ورعايتهم، وللشباب تكون لديهم أحلام. وهذا يعني أيضا العيش في سلام دون خوف من الصراع القادم. "معا، ينبغي أن نضمن أن يبقى الشعور بالحياة الطبيعية والاستقرار سائدا في حياة لاجئي فلسطين من خلال أونروا قوية". وتساعد الأونروا حاليا أكثر من 5 ملايين لاجئ فلسطيني وأحفادهم في الأردن ولبنان وسوريا والضفة الغربية وقطاع غزة.
مشاركة :