الروائية المطوع وأديبات خليجيات يشاركن في «فيلا جيليه للأدب العالمي» بفرنسا

  • 5/29/2021
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

في فضاءٍ أدبي، يتناول مختلف القضايا ذات الارتباط بالكتابة والإبداع، شاركت الروائية البحرينية ليلى المطوع، بمعيّة الروائية السعودية غادة عبود، والشاعرة الإماراتية عليا الشامسي، في حوارٍ حول «نظرة المرأة للكتابة»، ضمن فعاليات «مهرجان فيلا جيليه للأدب العالمي»، الذي ينظمهُ «بيت جيليه»، منضويًا ضمن «مهرجان ليون للآداب»، الذي عقد خلال الفترة (25 - 30 مايو)، عبر الفضاء الواقعي، والرقمي، نظرًا للظروف التي فرضها الوباء. وجاءت مشاركة الأديبات الخليجيات، بتزكيةٍ من الملاحق الثقافية في كلّ من البحرين والسعودية، إلى جانب «المعهد الفرنسي» في الإمارات، لتقديم رؤاهم حول موضوع الأدب والمرأة، في منطقة الخليج العربي، إلى جانب التداول في مختلف القضايا المتعلقة بالكتابة الإبداع، والتي شارك فيها مجموعة من الأدباء العالميين، كالشاعرة والمترجمة (ريوكو سيكيجوتشي)، والكاتبات الفرنسيات (مايليس دي كيرانغال)، و(إيمانويل بيريير)، و(فاطمة دعاس)، و(ليدي سالفير)، بالإضافة للكاتب البريطاني في أدب الطفل (جوناثان كو)، والشاعرة المجرية (كريستينا توث)، والروائي الإيرلندي (كولوم ماكان)، والشاعرة المصرية (إيمان مرسال)، وغيرهم. وانطلقت الجلسة الحوارية حول «نظرة المرأة للكتابة»، بتأكيد الشامسي بأن منظور المرأة وأسلوبها في الكتابة، لا يختلف عن الرجل، مؤكدةً بأنهُ لا يفترضُ «حكر المرأة في أسلوبٍ خاص»، إذ أن الكتابة «تجربة إنسانية، وكلنا نعبر من خلالها عن ذات القصص»، ومحاولة خلق الفواصل، تصطنعُ الإختلاف، وهذا ما أيّدتهُ المطوع، مشيرةً إلى حرصها على أن لا تصنّف أعمالها كأمرأة، «فأنا لا أحاكم بهذه الطريقة، خاصة وأن المجتمع قيّدنا لسنوات طويلة بجنسِنا، وحاسبنا عليه.. لهذا أرفض أن يكون الطريق الآخر الذي اخترتهُ (الكتابة)، مجرّد آلية أخرى للتقييد باسم النوع، فنحنُ كنساء نتناول الكثير من القضايا، والحوادث، والمشاعر، ونوثق الصراع الذي نعيشه.. ونحنُ قادرات على الإنخراط في الكتابة وكلنا وعي بما سلب منا؛ لأننا نصطدم بالقيود بشكلٍ يومي»، ولهذا تشددُ ليلى على أهمية توجيه الرسالة للكل، «ويجب أن لا تحصر المرأة في زاوية التحدث عن صراعها الشخصي فقط، بل هي قادرةٌ على تناول مختلف القضايا والموضوعات الإنسانية». من جانبها أكدت غادة بأن «حصر المرأة في أسلوب أدبي أو سردية، هي محاولة للحد من قدراتها، وتقزيم لدورها وقدرتها الإبداعية»، مضيفةً بأن «المرأة قادرةُ على التعبير عن الإنسانية بكل تجلياتها». وحول ما إذا كانت هناك ضغوط على النساء في العالم العربي، وفي الخليج بشكلٍ خاص، بيّنت الشامسي، بأن المرأة العربية لطالما كان لها دور في الأدب والثقافة العربية، وما تزال تمارس هذا الدور. فيما لفتت المطوع بأن البحرين تمتاز ببيئة متعددة، ومتسامحة، «فنحنُ ننتمي لجزيرة أكثر تقبلاً وانتفاحًا على الآخر، وهذا أثر على هويتي ككاتبة خليجية. كما أني كامرأة شرقية، لا أعتقد بأني مقيدة، فلدي كل الحرية، وهناك قوانين تقف إلى جانبي للتعبير عن ذاتي»، هذا ما يجعل المطوع، تبرزُ مسألة التنوع والتسامح، وترفضُ كافة أشكال إلغاء الآخر في كتاباتها. أما عبود، فبينت بأن المملكة العربية السعودية، «تمتاز بتنوّعها وغناها الثقافي والجغرافي، وهذا ينعكس على الأمور الأدبية والفنية فيها»، مؤكدةً بأن العملية الإبداعية، تستدعي من المبدعين أن يتعمّقوا في هذا الغنى الثقافي، لتجليته أدبيًا وفنيًا. ولفتت الكاتبات، إلى ضرورة أن يعي كتاب المستقبل كافة المسؤوليات، والإمكانات التي يمكنُ لهم الإنطلاق من خلالها، إذ لفتت المطوع، إلى ضرورة الإنصات للصوت الداخلي «دائمًا ما أثق بصوتي الداخلي، وأحرص على حماية اختلافي، وهذه ميزة لابد من إدراكها»، مضيفةً «نحنُ كنساء، لدينا صوتُ قوي، يمنحنا القدرة على عبور أشد الظلمات ظلمة، وعلينا أن نثق بهذا الصوت الداخلي، الذي سينقلنا لمراحل متقدمة». فيما أكدت عبود على ضرورة أن «أن لا يخاف المبدعون من التعبير عن اختلافاتهم»، متابعةً «نحنُ فخرورن بالانتماء للنسيج الكبير الذي يشكلُ أوطاننا، بكل ثرائها وتنوعها الثقافي، وهذا يجعلُ من الضروري التعبير عن هذا التنوع، إلى جانب التعبير عن نفسك واختلافك بكل جرأة وحرية». أما الشامسي، فلفتتْ إلى ضرورة «أن لا نتوقف عن الحلم؛ نحنُ قادرون على الوصول، وقد استطاعت الإمارات أن تصل للمريخ، وليس مستبعدًا أن نصل إلى العالمية، عبر الأدب والفن، ولكن علينا أن نعمل ونجتهد، وأن نستمر بإرادة حقيقية لتحقيق الأحلام».

مشاركة :