قال هاروهيكو كورودا، محافظ البنك المركزي الياباني، إن البنك سيطرح موضوع التغير المناخي والجوانب الخاصة به أثناء مناقشات السياسة النقدية للبلاد. ويأتي ذلك كأوضح إشارة على أن البنك المركزي الياباني يعتزم الإسهام في المعركة ضد ظاهرة الاحتباس الحراري في العالم، وفقا لـ"الألمانية". وقال كورودا، في مقابلة مع وكالة "بلومبيرج" للأنباء، "لدينا اهتمام عظيم" بموضوع التغير المناخي وتأثيره في الاقتصاد في النظام المالي "وستكون كيفية التعامل مع هذا الملف من منظور السياسة النقدية موضوعا للمناقشة". وتأتي هذه التصريحات في ظل تزايد الجدل بين مسؤولي البنوك المركزية في العالم حول كيفية دعمها للجهود الرامية إلى مواجهة التغير المناخي بعد سلسلة التعهدات الحكومية، بما في ذلك الأمريكية والصينية واليابانية، بخفض الانبعاثات الغازية المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري. وتطرق كورودا إلى موضوع رئيسي آخر يهم المستثمرين، حيث قال إن مخاوف التضخم العالمية كانت أكثر أهمية في حديث جيروم باول رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي "البنك المركزي الأمريكي"، عندما قال إن بعض ضغوط التضخم المؤقتة ستثبت أنها انتقالية مع ضرورة استمرار إجراءات التحفيز المالي فترة أطول. وأضاف "يستند هذا الموقف بالنسبة إلى السياسة النقدية إلى الاعتراف بأن الأمر سيستغرق بعض الوقت للتغلب على التضخم المنخفض الذي ترسخ في وقت من الأوقات.. هذا هو الدرس الذي تعلمناه من تجربة اليابان من الكساد المستمر فترة طويلة". وفي سياق متصل، تهدف كوريا الجنوبية إلى الاستفادة من قمة عالمية بشأن تغير المناخ، تستضيفها عبر الإنترنت الأسبوع المقبل، في إبراز ريادتها في قضايا البيئة، رغم سجلها المختلف داخليا، وفقا لـ"رويترز". ولا يتوقع دبلوماسيون صدور إعلانات رئيسة تذكر عن القمة المقرر عقدها في العاصمة سيئول غدا وبعد غد، لكن المنظمين يتطلعون إلى أن تتخذ الدول المشاركة خطوات صوب تحقيق أهداف طموح للحد من الانبعاثات تم التعهد بها في قمم مناخية أخرى. وقمة "الشراكة من أجل النمو الأخضر والأهداف العالمية 2030" هي الثانية من ثلاثة مؤتمرات دولية رئيسة هذا العام، تجمع 12 دولة ومنظمات دولية وشركات خاصة. ومن المتوقع أن تشارك في القمة دول غير أعضاء، من بينها الولايات المتحدة والصين، من خلال كلمات عبر الفيديو يلقيها زعماء دول أو مسؤولون كبار. وتركز القمة، التي أسست عام 2018، على الشراكة بين القطاعين العام والخاص، وبالذات في الدول النامية، على عكس التعهدات والالتزامات بين الحكومات التي خرجت عن قمة بشأن تغير المناخ استضافها الرئيس الأمريكي جو بايدن في نيسان (أبريل). ومن المتوقع أن يبرم مون جيه - إن الرئيس الكوري الجنوبي، عدة اتفاقيات حول حماية الحياة البرية، كما سيدعو إلى التعاون لحل مشكلة التلوث البحري واستعراض جوانب "الاتفاق الأخضر الجديد" الذي يخص بلاده ويشمل وقود الهيدروجين والبطاريات. ويبذل الرئيس مون جيه - إن جهودا واسعة لرفع مستوى الوعي العام بشأن قمة المناخ العالمية المقبلة، ومن المقرر أن تستضيف عشرات من قادة الدول الأجنبية والمنظمات الدولية، ستشارك في القمة، بيد أنه لم يكشف بعد عن قائمة المشاركين. ويشار إلى أن القمة المقبلة هي الثانية من نوعها بعد الجلسة الافتتاحية، التي عقدت عام 2018 في كوبنهاجن، وتعد هذه أول قمة متعددة الأطراف تستضيفها كوريا تحت إدارة مون. وتحدث مون، في فيديو خاص في المجمع الرئاسي مع بارك جين - هي، الممثلة الكورية، وتايلر راش، وهو شخصية تلفزيونية شهيرة. وتم نشر اللقطات التي تم تصويرها مسبقا عبر قنوات الإنترنت، الخميس. وناقش المشاركون التغير المناخي، والهدف المعلن لسيئول بأن تصبح محايدة للكربون بحلول 2050، وحملة الوصول إلى تصفير نفايات. وقال مون إنه من الصعب تحقيق هدف كوريا المتمثل في تصفير الانبعاثات، لأن البلاد تستخدم مصادر الطاقة التقليدية منذ فترة طويلة.
مشاركة :