«العويس الثقافية» تحتفي بسعد الله ونوس بملتقى «الأمل ينتصر والحلم يستمر»

  • 5/28/2021
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

نظمت مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية الملتقى الفكري الافتراضي الموسع عن الكاتب المسرحي الراحل سعد الله ونوس بعنوان «الأمل ينتصر.. والحلم يستمر»، وذلك بمشاركة كوكبة من أقطاب المسرح العربي الذين شاركوا بأبحاث وشهادات لخصت نهج ونوس المسرحي ورؤيته المستقبلية ووقفت عند أبرز محطات حياته ومسرحياته. حضر الملتقى الدكتور سليمان موسى الجاسم نائب رئيس مجلس أمناء مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية، وعبد الحميد أحمد الأمين العام للمؤسسة، والدكتورة فاطمة الصايغ عضو مجلس الأمناء وجمهور كبير من المثقفين والمهتمين. وأكد الدكتور سليمان موسى الجاسم أن مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية تنظم هذه الملتقيات الفكرية احتفاءً بالمبدعين الراحلين عن عالمنا، ممن فازوا بجائزة العويس الثقافية في مختلف حقولها، وذلك تقديراً منا لأدوارهم الرائدة في الثقافةِ العربية، وتأكيداً على قيمتهم الفكرية الملهِمة التي ساهمت في إعلاء الكلمة وتعزيز حضورها المستقبلي. وقال إن تنظيم هذا الملتقى الفكري عن الكاتب المسرحي الراحل سعد الله ونوس هو بمثابة تحية تقديرٍ واعتزازٍ لهذا المبدع العملاق، الذي أعطى للمسرح العربي وجهاً أصيلاً، وأَلهمَ أجيالاً من المبدعين ليسيروا على ذاتِ الدرب.. درب العطاء المخلصِ للإنسان وقضاياه وحقوقه وقيمته البشرية المطلقة.. لقد أراد سعدالله ونوس أن نتمسكَ بالأمل لأنه بصيصُ الضوء في نهايةِ النفق، وأراد أن نستمرَ في الطموح والتطلعِ لغدٍ أفضل، وليست مسرحياتُه الانتقادية إلا محاولةً لوضع الأصابع على الجرحِ أو الإشارةِ إلى مواقع الخلل في سيرورتنا التاريخية. وأضاف نحن اليومَ لا نحتفي بمسرح سعدالله ونوس فحسب، بل نريد التأكيد أن للمسرحِ قيمةً عظيمةً في الحياة، ونريد إيصالَ رسالةٍ للأجيالِ المبدعةِ، مفادُها أن المسرحَ العظيم هو نتاجُ الأمم العظيمة. وقدم الكاتب المسرحي فرحان بلبل بحثاً بعنوان «كيف يبني سعد الله ونوس مسرحياته» ذكر فيه أنه قال لونوس «إن الحكاية أصل في كل مسرحية»، فرد «هذا ليس صحيحا الحكاية وسيلة وليست غاية بذاتها». وقد ظل سعد الله يُنكِر الإسراف في إعطاء الحكاية أهمية كبيرة لكنه في الوقت نفسه واحد من أكثر الكتاب المسرحيين العرب اهتماماً بالحكاية. وقدم الكاتب والمخرج المسرحي عبد الإله عبد القادر شهادة شخصية بعنوان «عنق حنظلة على الخشبة» أشار فيها إلى أن سعد الله ونوس رجل مثقف موسوعي وعميق في معرفته، وواعٍ لكل ما يدور حوله، لذا جاءت مسرحياته تلامس عقل الإنسان العربي وضميره، بلا ضجيج ولا انفعالات ولا شعارات. وقدم الدكتور حسن يوسفي ورقة بعنوان "مساحات الحلم والأمل في مسرح سعد الله ونوس اعتبر فيها أن الأمل بمثابة الرهان الأكبر لتجربة إبداعية مسرحية نضجت على نار هادئة"، وعرف سعد الله ونوس كيف يحولها إلى "ذاكرة نبوءات"، تستشرف الآتي، وتتطلع نحو المأمول في المستقبل، وتجسد، فعلياً الفكرة التي تقول إن "الأمل ينتصر.. والحلم يستمر". وقدم الكاتب المسرحي والفنان عبد الله صالح شهادة فنية بعنوان "رحلة النضوج" حيث التقى ونوس في دمشق فقال «ها هو ونوس يقف مبتسماً هو الآخر ويصفق لنا بحرارة ثم يعتلي المسرح ليهنئنا على أدائنا.. كانت سعادتي وقتها لا توصف وأنا أرى هذا العملاق أمامي يشاهدنا ويصافحنا». واختتمت مشاركات اليوم الأول ببحث قدمه الشاعر والكاتب المسرحي بول شاوول بعنوان «سعد الله ونّوس في درب الجلجلة محكوماً بالألم»، وقدمت الدكتورة ابتهال الخطيب بحثا عنوانه «من حيرة ذلك المخلوق الخائف.. حيث يبدأ مسرح سعدالله ونوس ولا ينتهي»، وفي بحثه المعنون "سعد الله ونوس.. الريادة الثانية في المسرح السوري"، قدم الكاتب والناقد المسرحي نجم الدين سمان إضاءة إضافية لمسرح ونوس حيث قال "تتبدّى التأثيرات البريختيّة في تجربة سعد الله ونوس - وبخاصةٍ في مسرحيته «حفلة سمر من أجل 5 حزيران»، ومعها ستتبلور مرحلة مسرحه السياسيّ تأسيساً على نظرية بريخت في المسرح. وشاركت ابنة سعد الله ونوس الروائية ديما ونوس بشهادة وجدانية مؤثرة تحت عنوان «بحثاً عن الجملة السحرية»، قالت فيها «العتبة بين حياته وحياتي لم تكن موجودة.. لا أعرف إن كان قد ردمها والدي، أم أنها لم تكن موجودة أصلاً.. أو أن حياته ألغت المسافة مع حياتي، لمعرفتها بأنها ستكون قصيرة». واختتمت المشاركات بشهادة شخصية للفنانة القديرة نضال الأشقر بعنوان «صداقة حنونة.. لا تنسى»، حيث قالت: عرفت سعد الله ونوس في أواخر الستينيات في بيروت وهو يقدّم عمل "حفلة سمر من أجل خمسة حزيران"، ولا شك أنه أدهش الجمهور بهذا العمل المختلف ذو اللغة المختلفة وذات السمة الارتجالية التي كانت قد بدأت كنوع جديد في تلك الحقبة. يذكر أن المسرحي الراحل سعد الله ونوس فاز بجائزة سلطان بن علي العويس الثقافية في حقل القصة والرواية والمسرحية الدورة الأولى «1988- 1989» وجاء في حيثيات الفوز «سعد الله ونوس يتعامل مع الواقع العربي برؤية واضحة من الناحيتين النظرية والعملية، واعية لدور المسرح في تعميق الإحساس الجماعي بالمصير التاريخي».

مشاركة :