عندما تسألك ابنتك ما هو الحب برأيك، ستضعين بالاعتبار أنها صغيرة، وأنه سؤال كبير عليها، فهي لم تتجاوز الـ 14 من العمر، وسيدور في رأسك مجموعة من المشاكل، لست بحاجة إليها، لا تقلقي، فقد يكون سؤال ابنتك عفوياً، وتقصد من خلاله رسم طريقها، لا تردي في لحظتها لكن اعملي لاحقاً بمجموعة من التصرفات عبري فيها لابنتك عن معنى الحب الحقيقي، وبشكل يعرفها على حدود الانضباط الثقافي في عاداتنا. ومن دون أن تجرحي أي مشاعر لديها، خبراء "سيدتي" يدلونك كيف تتصرفين؟ لا تخافي ولا تخجلي من سؤال ابنتك التي قد تكون أصلاً مُرتبكةً ومتوترة، خوفك سيسبب له الاضطراب، وستجد صعوبةً في التعامل مع مشاعرها، لأنها تواجه في نظراتك عقبات، تدرك من خلالها أن سؤالها ليس يمر بسلام. تأكدي أنها تخجل من مشاعرها بسبب طور النموّ الطبيعي الذي تمر به والذي ينشأ عنه تغيّرات كبيرة جسديّاً ونفسيّاً، والتي قد تجعلها أوعى وأنضج، وهي تخشى أن تجرحي مشاعرها أو لا تتقبلين سؤالها، في هذه الحالة ستعاني من سوء فهمك لها. لا تقارني بين وعيها واستيعابها، وحجم نمو جسدها، فالوعي لا ينمو مع الجسد، الذي تظهر تغيراته بشكل أسرع فهي تشعر الانجذاب العاطفيّ للطرف الآخر لكن لا تتوافق حاجاتها الجسديّة مع نُضجها العقلي وتفكيرها الصائب، فلا يكون موقفك سبباً لسوء تصرفها. هذه التغيرات قد تُسبب ارتفاع بعض الهرمونات العصبيّة، والتي بدورها تلعب دوراً كبيراً في تغيير السلوك، وتقلّب المزاج، والاحتياجات، إضافةً لتعزيز استجابته للمشاعر الأخرى المُرتبطة بالحب، ومنها: خفقان القلب، أو القناعة والرضا، وغيرها. تحتاج الفتاة المراهقة لإثبات هويّتها والتعبير عن شخصيّاتها بحريّةٍ، وبالتالي لا مانع من منحها بعض الاستقلاليّة شرط أن تكون هذه الحرية ضمن ضوابط وحدود معينة. وذلك من حيث علاقتها بصديقاتها، والتواصل معهم. حيث إنّ ذلك سيخلق فجوّة كبيرة بينكما ويُبعدها عنك ويزيد الأمر سوءاً، وبالمقابل لا بد من اختيار المشاحنات بحكمةٍ والتنازل عن بعض الأمور غير الهامة لإصلاح علاقتكما وجعلها طيّبة وهادفة. يُفضّل إجراء نقاشات وديّة هادفة مع ابنتك بين الحين والآخر، حيث يتم رسم بعض الحدود والضوابط لسلوكياتها بهدف تنظيم حياتها ومُساعدتها على التأقلّم والتصرّف بشكلٍ صحيح ضمن تلك الحدود. كوني لطيفة وأنت تقومين بهذا الدور، فهذا يعزز العلاقة بينكما ويقوي خطوط الاتصال فتشعر بقربها منك، فتبوح عن العقبات التي تمر بها من دون خوف وتردد. فهي تمر بمرحلة النمو والتطوّر التي تمتد من طور البلوغ وتستمر إلى نهاية مرحلة البلوغ الناشئة، فتعاملي مع وعيها على أنّها تمر بمرحلة طبيعيّة لا عيب فيها. اجعلي والدها على علم بأي تغيرات تمر بها، وكوني متفقة معه على الخطوط العامة للتربية، لا تشعريها أنكما مختلفان، حتى لا تستغل الموقف فتلجأ لوالدها، في أمر أنت ترفضينه، أو بالعكس، اجعليها تدرك أنكما واحد، وهذا يكون بدعم من الأب نفسه.
مشاركة :