المشاركون في ندوة فاقد التعلم في ظل جائحة كورونا يطالبون بإعداد خطة واضحة لمعالجة الفاقد

  • 5/29/2021
  • 17:44
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

  مسقط- ناهد الكلبانية عقدت وزارة التربية والتعليم مؤخراً وعلى مدار يومين متواليين، أعمال الندوة الافتراضية" فاقد التعلم في ظل جائحة كورونا: آثاره وطرق معالجته"، وذلك عبر منصة (Microsoft Teams) واستهدفت 700 مشارك من المعنيين في الحقل التربوي، بجانب الطلبة وأولياء أمورهم من مختلف محافظات السلطنة، وعدد من المكرمين أعضاء مجلس الدولة، وأصحاب السعادة أعضاء مجلس الشورى، والمعنيين بالجهات الحكومية والخاصة، وبمشاركة متحدثين دوليين من كل من الجمعية الدولية لتقييم التحصيل التربوي، ومنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، ومنظمة اليونسيف. وركزت الندوة الافتراضية على ثلاثة محاور أساسية هي: أسباب وحجم فاقد التعلم وآثاره جراء جائحة كورونا كوفيد -19، والتجارب والمبادرات المحلية والدولية في تقييم ومتابعة فاقد التعلم، والحلول والخطط المناسبة لمعالجة فاقد التعلم لدى الطلبة في السلطنة. وحول أهمية عقد الندوة الافتراضية، أوضح الدكتور يحيى بن خميس الحارثي المدير العام للمديرية العامة لتطوير المناهج ورئيس اللجنة الفنية للندوة، أن هذه الندوة جاءت لمناقشة وتشخيص فاقد التعلم وطرق علاجه، وتحديد الأولويات والاحتياجات التعليمية المستقبلية، ورسم مسار السياسات المرتبطة بهذا الجانب في المرحلة القادمة من خلال الاستماع لمقترحات وآراء كافة المعنيين والمهتمين بالشأن التربوي في موضوع فاقد التعلم، والحد من وطأته وآثاره؛ للوصول إلى أنجع الحلول لتعليم جيد، وإبراز أدوار المعنيين من الحقل التربوي والجهات الشريكة من القطاعين العام والخاص في معالجة فاقد التعلم، حيث تسعى الوزارة حالياً من خلال اللجان المتخصصة بالعمل على إعداد خطة وفق إطار محدد يوضح أدوار جميع المعنيين بديوان عام الوزارة والحقل التربوي حول معالجة فاقد التعلم منطلقين فيها مما خرجت به الندوة من أفكار ومقترحات وتجارب. ويرى سعيد بن محمد المحرزي، مشرف أول كيمياء، من المديرية العامة للإشراف التربوي بوزارة التربية التعليم أن من أهم المهارات التي افتقدها الطالب في فترة التعلم عن بعد بسبب عدم وجود تواصل مباشر بين الطالب والمعلم: مهارات لغوية، وحسابية، ومخبرية وعملية، ومهارات ترتبط بالعمل الجماعي التعاوني، وأخرى ترتبط بالجانب الوجداني كالذكاء العاطفي. وأوضح المحرزي أن من أبرز آليات التشخيص التي من الممكن تطبيقها لتحديد هذه المعارف بصورة دقيقة: تحليل المهارات الموجودة في المحتوى التدريسي المحذوف، وتحديد المهارات العملية التي لم يتم تناولها أثناء التعليم عن بعد، وتحليل الاختبارات النهائية في نهاية العام الدراسي، وتنفيذ مقابلات أو عمل استبانات لأخذ وجهة نظر المعلمين والمشرفين وأولياء الأمور في تحديد المهارات التي بها فاقد تعليمي. وتحدثت الدكتورة فايزة بنت محمد الغيلانية، مشرفة تربوية أولى لمادة اللغة العربية بالمديرية العامة للإشراف التربوي بوزارة التربية والتعليم عن أهمية دور المشرف التربوي في معالجة فاقد التعلم لدى الطالب وتقديم الدعم اللازم للمعلم للتعامل مع هذا الجانب، وقالت: يسهم المشرف التربوي بدور كبير في إعداد الاختبارات التشخيصية لتحديد المهارات التي لم يكتسبها المتعلم في الصّف الحالي، وتدريب المتعلمين على المعارف والمهارات المختلفة التي لم يتمكنوا منها على النحو المطلوب، ومتابعة توظيفهم لهذه المهارات من خلال الأنشطة الصفيّة وغير الصّفية، والتركيز على تدريب المتعلمين على أسئلة القدرات العليا التي تستهدف المعارف والمهارات التي لديهم بها فاقد تعليمي. وأكدت الدكتورة أمينة بنت راشد الراسبية، مشرفة إدارة مدرسية بتعليمية محافظة جنوب الشرقية، أهمية التكامل والتكافل بين دور القطاع الخاص، ومجلس الشورى وولي الأمر؛ للعمل على تحقيق الأهداف المرجوة، والمساهمة في معالجة الفاقد التعليمي، فيأتي دور القطاع الخاص من خلال تبني مبادرات ومشاريع لبرامج تعليمية رقمية، كبرامج خاصة للقراءة والكتابة لرفع مستوى التحصيل والمحافظة على المهارات الأساسية لدى الطالب، وبرامج تعزز من دافعية التعلم، والمساهمة بصورة فاعلة في توفير متطلبات وأدوات التعليم عن بعد للطالب. ولخصت الراسبية أهمية دور مجلس الشورى ممثلا في لجنة التعليم والبحث العلمي لمعالجة فاقد التعلم، من خلال وضع استراتيجية وطنية بالتعاون مع المختصين بوزارة التربية والتعليم تتضمن أهداف، وإجراءات التنفيذ، ونتائج دراسات وبحوث مرتبطة بفاقد التعلم، وآليات تقييم؛لتكون حجر الأساس، وخارطة طريق لمعالجة هذا الجانب وبالتالي تعزيز الطالب والمعلم والمساهمة في دعم معارفهم، كما تشجع ولي الأمر على أن يكون شريكا مع المديريات التعليمية للمساهمة في معالجة الفاقد التعليمي من خلال تقديم المبادرات الداعمة والتي من الممكن تطبيقها خلال وقت غير متزامن مع وقت تنفيذ المنهج الأساسي ضمن خطة تكميلية لتعويض الفاقد. ما فهد بن سالم بيت سعيد، مشرف مجال ثان مادة الرياضيات والعلوم، من تعليمية محافظة ظفار فقد تحدث عن أهمية الاستفادة من التقانة في معالجة فاقد التعلم، من خلال توظيف المنصات الافتراضية لعقد لقاءات بين المدرسة والمجتمع والمشاركة في وضع التوصيات واقتراح الإجراءات التطويرية المناسبة في مجال فاقد التعلم ومتابعة أثرها، بجانب تصميم برامج أو تطبيقات يتم دعمها من قبل شركات القطاع الخاص؛ لمتابعة الطلبة وأعمالهم من خلالها بحيث تتضمن تطبيقات ذكية للهواتف أو منصات تعليمية تحتوي برامج ودروس تفاعلية ، ومقاطع تعليمية وتدريبات بمستويات متعددة تتناسب واختلاف مهارات وقدرات الطلبة، مع تزويدها بمجسات لمعرفة التقدم في المستوى التحصيلي، واقتراح مواد تعليمية لتطبيقات تفاعلية لمختبرات (افتراضية) تحاكي الواقع للقيام بالتجارب في مادة العلوم أو مشاهد افتراضية تشبع فضول الطلاب نحو المعرفة وتحقق الأهداف في اكتساب مهارات الاستقصاء العلمي التي لم تتمكن المدرسة من توفيرها بسبب بيئة التعلم عن بعد. وأكد عوض بن سالم الناصري، مساعد مدرب بالمعهد التخصصي للتدريب المهني للمعلمين بوزارة التربية والتعليم أن المعلم سيكون أساس المرحلة القادمة، وحتى يتمكن من القيام بدوره على أكمل وجه في معالجة الفاقد التعليمي فلا بد أن يتم تزويده بعدد من المعارف والاحتياجات التدريبية المتخصصة بهذا المجال، ومن أبرزها:الجوانب المتعلقة بمهارات البحوث الإجرائية والتي ستعين المعلم على تحديد وتشخيص المعارف والمهارات المفقودة لدى طلبته، بجانب تدريبه على بعض الأساليب التأملية لتطبيقها في الغرفة الصفية. وأعرب الناصري عن أمله في أن تتضمن خطة المعهد التخصصي للتدريب المهني للمعلمين خلال الفترة القادمة سلسلة من البرامج التدريبية القصيرة والتي ستعين المعلمين والمشرفين على حد سواء في التعامل مع فاقد التعلم لدى الطلبة. أما شهد بنت مهنا الربخية، طالبة من مدرسة المعمورة للتعليم الأساسي بتعليمية محافظة الداخلية فأوضحت بأنها سعيدة بتخصيص مساحة للطلبة للمشاركة في هذه الندوة الافتراضية بعرض آرائهم وطرح مقترحاتهم والحديث عن احتياجاتهم التعليمية والمعرفية في المرحلة القادمة، ثم تحدثت عن أبرز التحديات التي واجهتها خلال مرحلة تطبيق التعلم عن بعد فقالت: هنالك بعض المواد الدراسية التي وجدت تحديًا في الإلمام بمعارفها ومهاراتها عن طريق التعليم عن بعد ومن أهمها: مواد الرياضيات والتربية الإسلامية واللغة الإنجليزية، كما أني أقترح أن يستمر تدريس مواد تقنية المعلومات والدراسات الاجتماعية عن بعد؛ حيث أن هذه المواد خرجت من إطار التلقين إلى استخدام العديد من الأساليب التدريسية التقنية الشيقة التي شدت انتباهنا للمادة وقدمت لنا المعلومات بصورة أفضل.

مشاركة :