استضافت مملكة البحرين مؤخراً المؤتمر الأول لمستخدمي تقنيّة استخلاص غاز ثاني أُكسيد الكربون، بتنظيم ورعاية مشتركة من شركة ميتسوبيشي للصناعات الثقيلة، وشركة الخليج لصناعة البتروكيماويات (جيبك). وقال رئيس شركة «جيبك» عبدالرحمن جواهري إن المؤتمر هو الأول من نوعه في مملكة البحرين ووصفه بأنه حدث مهّم من شأنه أن يُسهم في تعزيز الوعي لدى المهتمين بجوانب حماية البيئة، كما يتيح هذا التجمّع الفرصة للمشاركين؛ لمناقشة الاستراتيجيات المتاحة التي يمكن من خلالها الحدّ من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي. وأضاف جواهري أن هذا الحدث يجمع أكثر من 50 مشاركاً يسهمون دون شك في اقتراح طرق جديدة ومتطورة لتحسين استرداد غاز ثاني أكسيد الكربون من واقع تجارب المصانع والشركات التي يعملون بها، مؤكداً في هذا الصدد أن للمؤتمر أهدافاً تتلخص في التركيز على خبرات التشغيل والصيانة الخاصّة بهذا النوع من المصانع، بالإضافة إلى مناقشة القضايا ذات العلاقة من خلال أوراق العمل المطروحة خلال جلسات المؤتمر، والتي تستعرض أحدث التحسينات التقنيّة الموجودة للحدّ من انبعاثات الغازات الضارّة. وأوضح جواهري أنّ صناعة الأسمدة تشهد تحديات كبيرة في القرن الواحد والعشرين، لكن يبقى الأهم هو حماية البيئة من خلال توظيف أحدث التقنيات الصديقة للبيئة في عمليات التصنيع، مثل وحدات استخلاص غاز ثاني أكسيد الكربون. ونوّه في هذا الصدد بمصنع الشركة الذي يُعتبر الأول من نوعه بمنطقة الشرق الأوسط، والذي يسهم وبشكل كبير في الحدّ من الانبعاثات الضارة التي تنتج عن عمليات تشغيل المصانع، مؤكداً أنه خطوة مهمّة في طريق الصناعة النظيفة. وفيما يتعلق بأهمية عقد مثل هذه المؤتمرات، قال جواهري إن مثل هذه التجمعات المتخصصّة توفّر نافذة متاحّة للتعرّف على تجربة المشاركين حول تشغيل وحدات استخلاص ثاني أكسيد الكربون، وسبل تحسين وتعزيز أدائها إلى أبعد مدى، بحيث تُسهم إسهاماً أكبر في ضمان حماية البيئة والحفاظ عليها. وكان المؤتمر الأول لمستخدمي تقنيّة استخلاص غاز ثاني أُكسيد الكربون عُقد بفندق ويستن البحرين وشهد حضوراً كثيفاً من نخبة من الصناعيين العاملين بمملكة البحرين والمنطقة، كما شاركت في المؤتمر شركات من دول مجلس التعاون الخليجي وفيتنام والهند وباكستان. يذكر أن المصنع الذي أقامته شركة الخليج لصناعة البتروكيماويات لاستخلاص غاز ثاني أكسيد الكربون تمكّن حتى الآن من استخلاص ما مجموعه 700 ألف طن من غاز ثاني أكسيد الكربون تم استخدامها لتعزيز إنتاج اليوريا والميثانول في الشركة. وتُعتبر الشركة إحدى الشركات الرائدة في استخدام هذه التقنيّة، وهي الشركة الأولى التي جلبت هذه التقنيّة إلى منطقة الخليج العربي إذ أنشأت مصنعها الخاص لاستخلاص غاز ثاني أكسيد الكريون في العام 2009. من جانب آخر، تمتلك شركة ميتسوبيشي للصناعات الثقيلة خبرة واسعة في مجال تقنيّة استخلاص غاز ثاني أكسيد الكربون، وقد شيدّت الشركة أكثر من 12 مصنعاً بطاقة تتراوح بين 500 و5000 طن في اليوم لاستخلاص ثاني أكسيد الكربون من عوادم الأفران، إذ تتميّز هذه التقنيّة بفائدتها الكبيرة في الحدّ من انبعاثات الكربون في الغلاف الجوّي، كما تُسهم تلك التقنيّة كذلك في تعزيز إنتاج مواد مثل اليوريا والميثانول وتُساعد في عمليات استخراج النفط.
مشاركة :