أصبح معلوما لدى جميع الأطراف إقليميا ودوليا مَن هو مصدر الاستقرار في المنطقة، ومعلوما أيضا من هو الطرف المضاد للاستقرار والعبث بأمن وسلام شعوب المنطقة، ولم يعد خافيا على أي طرف مطلع على قضايا منطقة الشرق الأوسط، أن السعودية هي الطرف الأول الذي سخر إمكاناته ومقدراته لأجل توطيد الاستقرار والسلام في كل جزء من المنطقة، وامتدت جهودها ودورها لأجل هذا الهدف إلى مختلف أنحاء العالم، من خلال عضويتها في أكثر من منظمة وهيئة دولية، في المقابل لم تتأخر إيران أبدا عن ممارسة دور "جرثومة" الفتن والشغب وإثارة الحرب ونزع فتائل الاستقرار والسلام والأمن من أي موطئ يكون لها فيه حضور. إن ما تشهده منطقة الشرق الأوسط في المرحلة الراهنة من سخونة وعدم استقرار وعبث بأمن وسلام شعوبها، ليس فصلا جديدا في صفحات رؤية إيران الصفوية فحسب، بل إنه ذات الرؤية والفكر والمنطلق الذي دفع بملالي إيران إلى سدة الحكم فيها، وهو ذاته الذي أفضى إلى تفجر الحروب وعدم الأمن حتى داخل إيران ذاتها، دع عنك ما شهدته وتشهده شعوب المنطقة من حروب دامية، وتحول مقار سفارات إيران إلى المصدر الأول لزعزعة الأمن والاستقرار في أي مكان تستقر فيه! وللعالم ولشعوب منطقة الشرق الأوسط أن يتخيل أنه لم يوجد من يردع هذا الكيان الصفوي، ويقف بحزم وقوة في وجه مخططاته وأطماعه وأهدافه المدمرة طوال العقود الماضية، كيف لهذه المنطقة المهمة من العالم اليوم أن تبقى لها إرادة وجود وبقاء أو حتى ذكر بين العالمين؟ شأنها شأن الشعوب والأعراق التي ابتلعتها إيران داخل حدودها الجغرافية اليوم، وخارج حدودها الفارسية تاريخيا، منذ مطلع الثلث الثاني من القرن الماضي؟! إعلان إن ما قامت به السعودية ولا تزال، وبوقوفها مع أشقائها من دول المنطقة لأجل ذات الهدف الاستراتيجي، الذي وضعته لأجل استقرار وأمن وسلام منطقة الشرق الأوسط، كان السد المنيع والمتين في وجه أطماعهم، وهو الأمر الذي بعث على جنون ملالي إيران أخيرا، لتتصاعد لغة صراخهم وتهديداتهم وخلطوا كثيرا من الحقائق بالأوهام، ليس فقط عبر قنوات الإعلام والتصريحات الرسمية من قياداتها، بل حتى تحت قبة اجتماع الأمم المتحدة أخيرا! فهل له أن يتجاوز حناجر ملالي إيران، وهم أول من يعلم أن جدار وسد السعودية المنيع أعلى بكثير من كل تلك التخبطات وصياحهم المستمر من عقود! إذاً ما الجديد في الأمر؟! الجديد في المرحلة الراهنة؛ أن المصدر الأول للعبث والحرب والفتنة على مستوى العالم ممثلا في إيران اصطدم بحقيقتين بالغتي المرارة، جعلتاه يخرج عن السيطرة بداية، ودفعت به إلى اعتبار حتى كحة أحد ملاليه على أي منبر من المنابر نصرا مؤزرا! فما هاتان الحقيقتان؟ الحقيقة الأولى: أن أغلب إن لم يكن كل مخططات الدولة الصفوية في منطقة الشرق الأوسط فشلت فشلا ذريعا، وتم وأدها في مهدها قبل أن ترى بصيصا من النور! ولعل ما يُعلن عنه من وقت لآخر من اكتشاف خلايا وأوكار لمخربين ومتفجرات وأسلحة مدمرة في عواصم دول مجلس التعاون الخليجي، الجزء الأهم بالنسبة إلى ملالي إيران، وهذا بحد ذاته بعيد عن مواقع الفشل الذريع التي لحقت بهم في مناسبات ومواقع أخرى، هو الضربة القاصمة التي بعثرت كل مخططاتهم في منطقة الخليج العربي! الحقيقة الثانية: أن ملالي إيران بدأوا يشهدون نمطا آخر من التصدي لعبثها الشيطاني في منطقة الشرق الأوسط، انتقل من مجرد محاصرته والتصدي الدفاعي ضده، إلى الهجوم على مصادره والقضاء عليه، وهو ما كان خارج تصورات ملالي إيران ومخططيها، أن تتخلى دول منطقة الخليج عن حلمها وصبرها بمعناه الدقيق لأجل اعتبارات ترتبط بضمان استقرار المنطقة، وليس كما كانت تتخيله الدولة الصفوية جبنا وهربا من المواجهة المباشرة، لتتحول أغلب دول منطقة الخليج العربي بقيادة السعودية إلى مرحلة مواجهة هذه التصرفات العدوانية بالحسم، وهو المنطق العملي الذي أصبح لزاما على دول الخليج العربي القيام به، وعدم التأخر عنه مقارنة بالحلم وإطالة البال الذي تحلت به في وجه هذا الكيان المتأزم ممثلا في إيران طوال العقود الماضية، ومع تلقي الدولة الصفوية للضربة الأولى في اليمن، وقريبا ستتلقاها مناطق أخرى التي زين لها شيطانها أنها أصبحت ضمن أملاكها، ستكتشف إيران وأذنابها في منطقتنا أن كل ما خططت له قد بدأ فعليا في التلاشي مع رياح الفشل. المهم هنا أن هذا التحول العميق والمفاجئ والقوي في إطار المواجهة مع إيران أصابها، هو الحقيقة الثانية التي صدمت ملاليها ومخططيها. هاتان الحقيقتان الصادمتان لإيران؛ لم تكونا متوقعتين على الإطلاق بالنسبة إليها، ولهذا تجد إيران تتعلق بأي منفذ أو مخرج تجده أمامها فجأة، ومن ضمنها ما يتم الآن على مستوى منطقة الشرق الأوسط، في المقابل؛ تجد القيادة السعودية تتحلى تصريحاتها بالعقلانية والصرامة تجاه ما يجري من متغيرات متسارعة، سرعان ما يظهر تفسيرها عمليا على أرض الواقع، فتزداد الصدمة لدى إيران، وستبقى هكذا هي وكل من والاها تنتقل من تلقي صدمة إلى تلقي صدمة أخرى حتى تنكفئ على نفسها داخل حدودها الفارسية، لا الجغرافية، كما قد تتمناه أو تحلم به! بهذه الأعمال العدوانية ستصبح إيران هي الضحية الأكبر لها وكل من تبعها على غير هدى! وبمشيئة الله ستكون الدول العربية كافة قد تخلصت إلى الأبد من التدخلات الإيرانية السافرة في شؤونها، وستكون دول وشعوب المنطقة التي ساندتها المملكة العربية السعودية ووقفت إلى جانبها في وضع أكثر أمنا واستقرارا ونموا بعيدا عن إيران وأحلامها. نقلا عن الإقتصادية
مشاركة :