أكد مختصون أن «الفطر الأسود»، عبارة عن عدوى انتهازية فطرية نادرة وغازية تسبب مرضا خطيرًا ومميتا في بعض الأحيان، مشيرين إلى أنه غير معدٍ ولا ينتقل من شخص لآخر، وأوضحوا أنه يمكن الوقاية منه بالحد من استخدام أدوية الكورتيزون والمضادات الحيوية لفترات طويلة بشكل عشوائي، بالإضافة إلى ضبط سكر الدم المرتفع والحد من التلوث والرطوبة في المستشفيات وتعقيمها.مصابو كورونا فريسة سهلةقال استشاري الطب الباطني والمستشفيات د. علي بالحارث: إن داء الفطر المخاطي، المعروف بمرض الفطر الأسود هو عدوى انتهازية فطرية نادرة وغازية تسبب مرضًا خطيرًا ومميتًا في بعض الأحيان، يعيش عادةً في التربة والمواد العضوية المتحللة، والأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بالفطريات المخاطية يعانون من ضعف في جهاز المناعة مما يجعلهم عرضة للإصابة بالفطريات والالتهابات الانتهازية الأخرى، وإذا نمت العدوى في الجيوب الأنفية والدماغ «فطر الغشاء المخاطي للأنف»، فإن الأعراض تشمل الحمى وتورم الوجه من جانب واحد والصداع واحتقان الأنف أو الجيوب الأنفية، وإذا تأثرت الرئة بالفطريات، فقد تعاني من السعال وألم الصدر وضيق التنفس، وعندما يهاجم داء الغشاء المخاطي الجهاز الهضمي، فقد تعاني من آلام في البطن وغثيان وقيء ونزيف في الجهاز الهضمي ومعدل الوفيات مرتفع وقد تصل النسبة إلى 90%.وأضاف: «داء فطر الغشاء المخاطي نادر نسبيًا، إلا أن زيادة استخدام العلاج الكيميائي والأدوية الستيرويدية أي الكورتيزون - المستخدمة لعلاج بعض مرضى «الكوفيد - 19»، قد يزيد من ظهوره ، وفي الحالات الشديدة، نوصي بإجراء عملية جراحية لإزالة الأنسجة المصابة أو الميتة لمنع انتشار الفطريات، وقد يشمل ذلك إزالة أجزاء من الأنف أو العين، وقد يكون هذا مشوهًا، ولكن من الأهمية بمكان علاج هذه العدوى التي تهدد الحياة، والأشخاص المصابون بـ «كوفيد - 19» معرضون بشكل متزايد لخطر الإصابة بالعديد من العدوى الانتهازية، والأفراد الذين يكافحون عدوى كبيرة أكثر عرضة للإصابة لأن أجهزتهم المناعية مشغولة في محاربة عدوى أخرى».لا ينتقل من شخص لآخرأضافت استشاري الأمراض المعدية بمستشفى الملك فهد بالمدينة المنورة د. سناء الرحيلي، إن مرض الفطر الأسود متواجد في الطبيعة ولا يسبب الضرر للأشخاص العاديين، إلا أنه يصيب الأشخاص المعرضين للعدوى الانتهازية ممن يعانون من ضعف المناعة أو مَنْ هم على أدوية تثبط المناعة واستخدام الكورتيزون لفترات طويلة، ومرضى السكر الذين يعانون من ارتفاع كبير في سكر الدم لفترات طويلة، و«الفطر الأسود» غير معدٍ، أي لا ينتقل من شخص لآخر، ويمكن الوقاية منه بالحد من استخدام أدوية الكورتيزون والمضادات الحيوية لفترات طويلة بشكل عشوائي، بالإضافة إلى ضبط سكر الدم المرتفع والحد من التلوث والرطوبة في المستشفيات وتعقيمها.انتشار محدود عالمياذكرت استشاري أمراض الأعصاب بمجمع الدمام الطبي د. نورة الجلال: «الفطر الأسود يعتبر عدوى فطرية تصيب المرضى ذوي الأمراض المزمنة التي تؤثر على المناعة، ولا علاقة له بـ«كوفيد - 19»، وتسجيل حالات في دول موبوءة بهذا المرض لا يعني انتشاره عالميا».مكتشف منذ 136 سنةأوضح استشاري الباطنة والأمراض المعدية د. علي آل سويدان أن الفطر الأسود يكون أكثر في الصيف والخريف من الشتاء والربيع ومعروف أنه عدوى انتهازية نادرة الحدوث أي أنه يصيب فقط المرضى المتهالكة مناعتهم مثل مرضى المراحل المتقدمة من السرطان الخبيث أو بعد زراعة الأعضاء أو الذين يتعاطون جرعات عالية لوقت طويل من الكورتيزون، كذلك المصابون بسكري غير متحكم فيه، وتضاربت الأقوال حوله وانتشر الهلع خلال وسائل التواصل الاجتماعي ومن المغالطات حوله بكونه سلالة أو نوع فيروس معدٍ أو أنه مرتبط بفيروس «كورونا» بدأ في الهند وانتشر لمصر، وكل ذلك غير صحيح، والأكيد أن الفطر مكتشف منذ عام 1885م وتمت معالجته قبل حتى ظهور الكورونا ومتوافر حولنا في الطبيعة، ولا يسبب ضررا لأغلب الناس فلا يدعو للخوف والانسياق مع الشائعات حوله.تجنب الانسياق وراء الشائعاتبيَّنت أخصائية علم أمراض الدم بمستشفى الملك فهد الجامعي د. حنان الدعيلج، أن الإصابة بهذا النوع من الفطريات نادر جدا، وذلك لقيام جهاز المناعة للإنسان السليم بالتصدي له عن طريق محاربة خلايا الدم البيضاء للفطر، خصوصا ما يسمى بالخلايا البالعة، موضحة أنه قد تؤدي الإصابة بالفطر الأسود إلى التهاب الجلد، لا سيما الجروح عند ملامستها للمواد الملوثة كما قد يتسبب بالتهاب الجيوب الأنفية والعين والدماغ. يتطلب العلاج التدخل الطبي باستخدام المضادات الفطرية المناسبة وقد يستدعي إلى تدخل جراحي خاص لإزالة الأنسجة المصابة، وبشأن التزامن بين ظهور حالات الإصابة بالفطر الأسود والجائحة الحالية، فإنه لم يتم حتى الآن إثبات وجود رابط بالأدلة والبراهين العلمية، كما أن الدراسات والأبحاث ما زالت قائمة لمعرفة حقيقة وجود ارتباط بينهما من عدمه، ونأمل من أفراد المجتمع عدم الانسياق وراء الشائعات وعدم المشاركة في نشرها والحصول على الحقائق من المصادر الرسمية الموثوقة والتركيز على كل ما من شأنه تعزيز المناعة والصحة العامة.الوقاية خير من العلاجأشار الأستاذ المساعد بقسم طب الأسرة والمجتمع بجامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل والمتخصص في الطب الوقائي والصحة العامة د. عاصم العبدالقادر، إلى أن الأمراض الفطرية بطبيعتها بطيئة الانتشار، وعلاجها في غالب الأحيان ينجح إذا تم التشخيص بشكل صحيح وفي وقت مبكر، ويستفحل المرض الفطري بسرعة وتصعب السيطرة عليه في حالات ضعف المناعة، التي قد تكون نتيجة للسمنة المفرطة، السكري غير المنتظم، أدوية مثبطات المناعة، وغيرها، وحتى نحمي أنفسنا من خطره علينا أن نستمر بإجراءات الوقاية من مرض «كوفيد-19»، بالإضافة إلى تقوية مناعة أجسامنا بنمط الحياة الصحي «الحركة والنشاط، النوم الكافي، والأكل الصحي»، ومعالجة أسباب ضعف المناعة «تخفيف الوزن، ضبط مستويات سكر الدم، واستشارة الطبيب عن الأدوية»، أولا وأخيرا علينا أن نتذكر الوقاية خير من العلاج.حالتان لكل مليون معدل الإصابة سنوياأكد الطبيب المتخصص في الأوعية الدموية والأعصاب د. وسيم الطلالوة، أنه لا داعي للهلع بشأن مرض «الفطر الأسود»، وأنه لا تربطه علاقة بفيروس «كورونا» المستجد حتى الآن، مبينًا أن الإصابة بالمرض تكون عن طريق ملامسة الجراثيم الفطرية في البيئة، وعلى سبيل المثال يمكن أن تحدث عدوى الرئة أو الجيوب الأنفية بعد استنشاق الأبواغ، وتنتقل إلى مناطق أخرى بالأوردة، والتهاب العظام بين تجويف الفكي الأنفي وغرفة العين، وهي منطقة معقدة جدًا من شرايين وأوردة وأعصاب.وأضاف: قد تحدث هذه الأشكال من فطر الغشاء المخاطي عادة عند الأشخاص الذين يعانون مشاكل صحية أو يتناولون الأدوية التي تقلل من قدرة الجسم على محاربة الجراثيم والمرض، ويمكن أن يتطور داء الغشاء المخاطي أيضًا إلى الجلد، بعد دخول الفطر إلى الجلد من خلال جرح أو كشط أو حرق لتنتقل عن طريق الأوردة، ويتكون في الجيوب الهوائية الأنفية والدماغية، وأيضًا يوجد في الدم والرئة والجهاز الهضمي والجلد.وأشار إلى دراسة أمريكية كشفت أن معدل الإصابة السنوي بداء الغشاء المخاطي حالتان تقريبًا لكل مليون، ووجدت دراسة حديثة أجريت على مجموعة سكانية في إسبانيا، إصابة خمسة لكل مليون، بينما في فرنسا وفقًا لدراسة لمدة عقد زمني تقريبًا؛ كانت حالة لكل مليون، وأفادت بأن الذين يعانون أمراض الدم الخبيثة 17 % أو الذين خضعوا لزراعة الخلايا الجذعية 5 %، وأيضًا دراسة من الاتحاد الأوروبي تفيد بأن المرضى الذين يعانون أورام الدم الخبيثة 44 %، والصدمات أي الحوادث بنسبة 15 % وداء السكري 9 %.
مشاركة :