يأتي معرض أبوظبي الدولي للكتاب في دورته الثلاثين، دليل نجاح وازدهار ثقافي وسط الظروف الراهنة، والتحديات التي يشهدها العالم، مقدماً رسائله الإنسانية العظيمة، والأفكار الملهمة الممزوجة بالثقافات المتنوعة والمتعددة، ناقلاً مفهوماً وطنياً جلياً بالآمال والتطلعات المشرقة، بأن الثقافة هي أساس الرقي والتقدم، ولا صحة للإنسان إلا بصحة العقل الذي يدرك كيفية إدارة الأزمات والكوارث من خلال ثقافة حصينة، وحصافة رصينة لا تكل، ولا تمل. وفي هذا السياق، قالت الكاتبة نورة الشمري: إن افتتاح المعرض في ظل هذه الظروف الراهنة، يعكس السياسة الرشيدة والرؤى السديدة التي تتمتع بها قيادة دولة الإمارات العربية المتحدة، بمتابعة حثيثة وتوجيهات دائمة لأن يكون الإنسان حاضراً ضمن المشهد الثقافي، ناهلاً من معين الفكر، مشيرة إلى أن المعرض بما له من أهمية بالغة، وما يضيفه للمجتمعات والأوطان، جاء في وقته ليرسي مفهوماً فكرياً ثقافياً جديداً بتعزيز دور ثقافة الإنسان في مواكبة كافة الظروف التي قد تحيط به. وأوضحت الشمري، أن افتتاح المعرض يؤكد لكل العالم أن الإمارات تمضي نحو مستقبلٍ مشرق رغم أي ظروف أو تحديات عالمية، وأنها قادرة على إدارة كل الظروف بروح لا تعرف اليأس أو المستحيل، وتصنع من الظروف منجزاتٍ ومعجزاتٍ، لافتة إلى أن هذا الحدث الثقافي يعد أنموذجاً وطنياً نفتخر ونعتز به لما يقدم من ثقافة حية وبناء للفكر والإنسان، والأوطان. ومن جانبه، قال الباحث والكاتب العراقي رشيد الخيون: إن التسهيلات التي قدمها المعرض لإعفاء الناشرين من الرسوم، تعطي حافزاً قوياً ومؤشراً دالاً على ما جاء به معرض أبوظبي الدولي للكتاب من رسائل ثقافية رفيعة تصب في خدمة الإنسان، وتجعله ينظر إلى هذا الحدث التاريخي بعين التقدير، مؤكداً أن المبلغ الذي خصصته حكومة أبوظبي لشراء الكتب من خلال المعرض جاء تأكيداً لهذه الرسالة السامية، والرؤية الوطنية التي تحملها القيادة الرشيدة بقيمة الكتاب ودور الثقافة في تعزيز مسيرة الإنسان نحو مستقبلٍ أفضل. وبيّنت الكاتبة عائشة مطر المنصوري، أن المعرض يعد إنجازاً مهماً وملهماً للإنسانية، وإضافة بناءة تؤكد أن الثقافة من الأولويات، وهي أساس التطور، وبها نسارع خطواتنا نحو مستقبل مشرق. وأوضحت المنصوري، أن المعرض جاء في وقته لتأكيد دور الثقافة الإيجابي في ظل الأزمات والظروف الاستثنائية، كظرف الجائحة العالمية، وكيفية التصدي لمثل هذه الجوائح التي تعصف بالإنسانية من خلال قيمة الثقافة ودورها البنَّاء في خدمة البشرية. وتحدث الباحث والكاتب محمد عبدالله نور الدين عن أن أي فعالية ثقافية تقام في مثل هذه الجائحة تعد تحدياً كبيراً، وتتطلب إجراءات احترازية ووقائية يتعين على الجميع الالتزام بها، وما تقوم به الجهات المعنية في معرض أبوظبي الدولي للكتاب يعد انعكاساً لافتاً للجهود المبذولة لخدمة زوار المعرض، والحفاظ على سلامتهم، مبيّناً أن إقامة هذا المحفل الثقافي المليء بالإبداعات والمشاركات الملهمة تعزز قيمة المكان وما ترنو إليه الثقافة الوطنية من تحقيق تطلعات ورؤية القيادة، سعياً لرفعة هذا البلد الكريم.
مشاركة :