أكد الرئيس العراقي برهم صالح، أن إجراء الانتخابات البرلمانية في موعدها المحدد استحقاق وطني وشعبي، داعيا إلى التعبئة المجتمعية للمشاركة في الانتخابات. وقال صالح، في كلمة له في المؤتمر الرابع لمنظمات المجتمع المدني، الذي عقد اليوم (السبت) في بغداد إن "إجراء الانتخابات في موعدها المحدد استحقاق وطني ومطلب شعبي"، داعيا إلى التعبئة المجتمعية للمشاركة في الانتخابات". وأضاف أن "الاحتكام الى الشعب هو الحل لمواجهة التحديات الاقتصادية والأمنية"، مشددا على "ضرورة المضي بإصلاحات حقيقية لردم الفجوة مع الشعب". وطالب صالح، "القوى السياسية بتحكيم لغة العقل لتجاوز الأزمات ومحاربة المال السياسي وكبح الفساد"، مشيرا إلى أنه "يتطلع إلى التعاون مع مجلس النواب بشأن مكافحة الفساد". من جانبه، أكد محمد الحلبوسي رئيس البرلمان العراقي، أهمية دور منظمات المجتمع المدني في توعية المواطنين وحثهم على المشاركة في الانتخابات وبناء الدولة الديمقراطية. وقال الحلبوسي في كلمته خلال المؤتمر، إن "لمنظمات المجتمع المدني في العراق دور كبير في تحقيق النصر على عصابات داعش الإرهابية، إضافة إلى دورها في مخيمات النازحين والدعم الذي قدمته لإعمار المناطق المحررة وتحقيق الأمن والاستقرار فيها". وأضاف أن "هذه المنظمات قدمت خدمات للمجتمع بشكل عام وحسب تخصصاتها وعلى الدولة دعمها وتمكينها من نشر مفاهيم الديمقراطية وبناء الدولة". ودعا الحلبوسي إلى "ضرورة الاستفادة من منظمات المجتمع المدني في التوعية الانتخابية وحث المواطنين على الادلاء بأصواتهم لانتخاب من يمثلهم في بناء بلدهم وتحقيق التقدم المنشود". وشددت جنين بلاسخارت، الممثلة الخاصة لأمين عام الامم المتحدة في العراق على أن "المجتمع الدولي على ثقة بأن الحكومة العراقية هي أفضل من يلبي متطلبات مواطنيها، وأن الحكومة لها دور ريادي في إدارة الأمور وتمضي قدما لتنفيذ التنمية في البلاد". وأضافت أن "مكتب الأمم المتحدة قدم خدمات إنسانية للعراق بالتعاون مع منظمات المجتمع المدني شملت 24 مليون عراقي". وتابعت بلاسخارت أن "مكتب الأمم المتحدة يهدف إلى تعزيز القدرات التي تمتلكها منظمات المجتمع المدني لتحقيق مناهجها، ونسعى إلى تطوير قدرات هذه المنظمات وتعزيز الشراكة ليتسنى تقديم الخدمات للمحتاجين"، لافتة إلى أن "الأمم المتحدة تتطلع إلى مواصلة التعاون البناء مع حكومة العراق والمساعدة في إنهاء ملف النزوح وإيجاد حلول دائمة من خلال التعاون مع جميع المنظمات الوطنية والدولية". ودعا عمار الحكيم، رئيس تيار الحكمة الوطني، في كلمته، جميع منظمات المجتمع المدني إلى حث الجمهور العراقي على المشاركة الواسعة والفاعلة والواعية في الانتخابات، مشددا على أن مقاطعة الانتخابات تراجع عن الواجب الوطني. وأوضح أن "جميع المنظمات مدعوة للعمل على حث الجمهور العراقي على المشاركة الواسعة والفاعلة والواعية في الانتخابات"، مبينا أن "الانتخابات حق أساسي لكل مواطن، كما أنه واجب وطني يتحقق بالمشاركة في بناء البلد والعمل على استقراره". وأضاف أنَّ "مقاطعة الانتخابات أو عدم الاهتمام بها، ليس تنازلا عن حق أساسي للمواطن فحسب بل هو تراجع عن واجب وطني وجداني يسهم في تجنيب البلاد المخاطر والويلات"، مشيرا إلى أن "الانزعاج والتذمر لا يكفيان لإصلاح الأمور وتغييرها، والمتفرج غير الفاعل سوف يساق ويقاد من قبل الآخرين". وتابع الحكيم أن "الحل يكمن في المشاركة الواسعة، على أن تكون واعية وفاعلة وصحيحة، وبذلك يحصل التغيير والإصلاح". وبدأت في العاصمة بغداد صباح اليوم جلسات المؤتمر الرابع لمنظمات المجتمع المدني بحضور رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب والممثلة الخاصة للامين العام للامم المتحدة في العراق وعدد من رؤوساء وأعضاء الكتل السياسية والبرلمانيين وممثلي منظمات المجتمع المدني العاملة في العراق. ومن المقرر أن تجري الانتخابات المبكرة لمجلس النواب العراقي في العاشر من أكتوبر المقبل بعد أن أقر البرلمان قانون الانتخابات وصوت على تعديل قانون المحكمة الاتحادية التي تتولى التصديق على نتائج الانتخابات.