تحقيق إخباري: رسام يمني معاق يكافح من أجل البقاء والنجاة من الجوع

  • 5/29/2021
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

لا تقتصر الحرب على قتل الأرواح في اليمن فحسب، بل تقتل أيضا فنون وأحلام وألوان الحياة. "لا أستطيع تحمل تكلفة صبغات الرسم.. ما فائدة الرسام بدون أصباغ؟" يتحدث الرسام اليمني عبد اللطيف مجاهد، بلغة الإشارة. لسنوات كان الفنان يخشى أن تصبح لوحاته ذات يوم عديمة اللون مثل الحياة في البلد الذي مزقته الحرب، ولا شيء سوى الكدح بشق الأنفس في المحن اليومية، وخالية تمامًا من السعادة والأمل. مجاهد، 50 عاما، يعيش مع أسرته في بلدة بمحافظة ذمار، على بعد حوالي (100 كلم) جنوب العاصمة صنعاء، فقد القدرة على السمع وكذا عينه اليسرى بسبب التهاب السحايا عندما كان عمره ثلاث سنوات فقط، لكن من خلال شغفه بالفن والممارسة الجادة، أصبح رسامًا ناجحًا على الرغم من الصعاب التي تعترضه. كان مجاهد معروفا بين الاوساط الفنية المحلية وباع العديد من اللوحات، وبسبب إعاقته، اعتاد أيضًا على تلقي معاش تقاعدي من الحكومة. يقول يوسف نجل مجاهد، الذي عمل كمترجم للغة الإشارة خلال مقابلة وكالة أنباء ((شينخوا))، عن والده "كانت الحياة قبل الحرب جيدة، على الرغم من أنني لم أستطع السمع أو الكلام، الشيء الأكثر أهمية هو أنني أستطيع الإبداع بحرية". وتابع الفنان "لكن الحرب غيرت كل شيء". يؤكد مجاهد أن الحرب أفقرت الجميع تقريبًا، حيث أن عددا قليلا من الناس على استعداد لإنفاق أموال على الفنون.. فهم يواجهون صعوبات في الحصول على وضع الطعام على الطاولة. ومما زاد الطين بلة، أن نقص السلع الناجم عن الحصار الاقتصادي القاسي جعل من الصعب للغاية الحصول على أصباغ للوحات.. وحتى عندما يتمكن من العثور على الأصباغ، فإنه عادة لا يستطيع تحمل تكاليفها. يشير الرسام مجاهد، وهو جالس أمام المرسم الخاص به في منزله، حيث توجد العديد من اللوحات الملونة، معظمها صور شخصية، إلى أن "العديد من ميسوري الحال كلفوه بمهام خاصة مثل الصور العائلية.. لكن الأسعار ليست جيدة كما كانت من قبل، لكنها أعطته فرصة لالتقاط الأنفاس لتغطية نفقاته". وتابع "انا لا أشتكي من الحاجة وقلة المال، فالعديد من اليمنيين يواجهون الموت والجوع كل يوم. يجب أن أعتبر نفسي محظوظا". تكافح الغالبية العظمى من اليمنيين، على أساس يومي، تحت خط الفقر مع دخول الحرب الأهلية عامها السابع، مما أسفر عن مقتل أكثر من 230 ألف شخص وإعاقة الاقتصاد بأكمله. يقول مجاهد إن الناس ما زالوا يحبون فنونه لكنهم لا يستطيعون تحمل تكاليفها، مما جعله حزينًا لأنه لم يتخيل أبدًا أن يصل لهذه المرحلة. وأشار الرسام اليمني مجاهد قائلا "في اليمن، الجميع يضحون بكل شيء من أجل البقاء".. "آمل فقط ألا تذهب كل التضحيات سدى".

مشاركة :